إن خير معلّم هو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الذي دلّنا على سبيل العصمة من فتنة الدجال في القرآن الكريم. لقد بيّن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بأن قراءة عشر آيات من سورة الكهف تقي من الدجال.
الحديث التالي يؤكد ذلك بينما لم يحدد أي عشر آيات من سورة الكهف:
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من قرأ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال” (صحيح ابن حبان: 3/65 حديث رقم: 785 قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم، سنن النسائي الكبرى: 5/15 حديث رقم: 8025 ، 6/235 حديث رقم: 10785، وعند النسائي بإسناد آخر)
الرواية التالية حددت موقع القراءة في فواتح السورة لكنها لم تحدد عدد الآيات التي تقرأ للوقاية من فتنة الدجال فعن النواس بن سمعان قال:
“ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة …… فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف…..” (صحيح مسلم: 4/2250 حديث رقم: 2937 _ 110، سنن أبي داود: 2/520 حديث رقم: 4321 قال الشيخ الألباني: صحيح)
ثم حدّدت الأحاديث التالية الآيات بعشر في بداية السورة فعن أبي الدرداء أن: النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال “. (صحيح مسلم: 1/555 حديث رقم:809 ـ 257، سنن أبي داود: 2/ 520 حديث رقم: 4323 قال الشيخ الألباني: صحيح ، وسنده مقارب لسند الرواية عند مسلم وفيه زيادة لفظ فتنة عند قوله عصم من فتنة الدجال. مسند أحمد: 5/196 حديث رقم: 21760 قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم، 6/449 حديث رقم: 27580 قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم معدان بن أبي طلحة من رجاله وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، المستدرك: 2/339 حديث رقم: 3391 تعليق الذهبي قي التلخيص: صحيح. البيهقي ، أبو بكر أحمد بن الحسين: شعب الإيمان . تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول. 7 مجلد. الطبعة الأولى . بيروت: دار الكتب العلمية . 1410هـ . 2/474 حديث رقم: 2443. البيهقي ، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر: سنن البيهقي الكبرى . تحقيق: محمد عبد القادر عطا . 10 مجلد . مكة المكرمة: مكتبة دار الباز . 1414 – 1994: 2/249 حديث رقم: 5793. سنن النسائي الكبرى: 6/236 حديث رقم:10787)
أما هذه الروايات فقد حددت الآيات بعشر لكنها جعلتها في نهاية السورة وهي من رواية أبي الدرداء أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من فتنة الدجال“. (مسند أحمد 6/ 446 حديث رقم: 27556 قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير معدان بن أبي طلحة اليعمري فمن رجال مسلم واللفظ له، صحيح ابن حبان: 3/66 حديث رقم: 786 قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح، سنن النسائي الكبرى: 6/235 حديث رقم: 10784)
(وقد أثبت الإمام مسلم في صحيحة رواية العشر من آخر الكهف وفي أولها. وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا همام جميعا عن قتادة بهذا الإسناد قال شعبة من آخر الكهف وقال همام من أول الكهف كما قال هشام. صحيح مسلم: 1/555 حديث رقم: 809)
وحكم هذه الروايات جميعا أنها صحيحة متواترة.
ما هي فواتح سورة الكهف؟
[الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ۜ قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا فلعلك بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وإنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا]
تلك هي فواتح سورة الكهف العشر ويتضح منها بعد الحمد والثناء أن الدجال هم الذين قالوا اتخذ الله ولدا ولذلك قال تعالى “إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا” أي ما يقولوه هو الدجل بعينه وذلك هو الدجال كذلك عبّر الله تعالى بأن ما يقولوه ليس بهيّن بل هو جد كبير “كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ” وكذلك وصف الحق تعالى هذا الأمر بأنه عظيم جدا بل هو أعظم فتنة تكاد تدمر الكون، فيقول سبحانه في سورة مريم:
[وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا]
وكذلك قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بأن فتنة الدجال هي أشد الفتن:
“حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ رَافِعٍ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ السَّيْبَانِيِّ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَكْثَرُ خُطْبَتِهِ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ عَنْ الدَّجَّالِ وَحَذَّرَنَاهُ فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ أَنْ قَالَ إِنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ مُنْذُ ذَرَأَ اللَّهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ..” (سنن ابن ماجه، كتاب الفتن، حديث رقم 4077)
ما هي خواتم سورة الكهف؟
[الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا]
تلك كانت العشر الأواخر من سورة الكهف وفيها نص صريح حول الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ! ولمعرفة من هم الضالين نسال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فيجيب عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام كما يلي:
قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، قال: سمعت سماك بن حرب ، يقول: سمعت عباد بن حبيش ، يحدث عن عدي بن حاتم ، قال: جاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، … وقال: المغضوب عليهم اليهود ، وإن الضالين النصارى . وذكر الحديث. (ورواه الترمذي ، من حديث سماك بن حرب ، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديثه. وقد رواه حماد بن سلمة ، عن سماك ، عن مري بن قطري ، عن عدي بن حاتم ، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله: (غير المغضوب عليهم) قال: هم اليهود (ولا الضالين) قال: النصارى هم الضالون . وهكذا رواه سفيان بن عيينة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، عن عدي بن حاتم به . وقد روي حديث عدي هذا من طرق ، وله ألفاظ كثيرة يطول ذكرها . وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر ، عن بديل العقيلي ، أخبرني عبد الله بن شقيق ، أنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى ، وهو على فرسه ، وسأله رجل من بني القين ، فقال: يا رسول الله ، من هؤلاء ؟ قال: المغضوب عليهم – وأشار إلى اليهود – والضالون هم النصارى . وقد رواه الجريري وعروة ، وخالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق ، فأرسلوه ، ولم يذكروا من سمع النبي صلى الله عليه وسلم . ووقع في رواية عروة تسمية عبد الله بن عمر)
وقد روى ابن مردويه ، من حديث إبراهيم بن طهمان ، عن بديل بن ميسرة ، عن عبد الله بن شقيق ، عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغضوب عليهم قال: اليهود، قلت: الضالين ، قال: النصارى . وقال السدي ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة الهمداني ، عن ابن مسعود ، وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (غير المغضوب عليهم) هم اليهود ، (ولا الضالين) هم النصارى.
وقال الضحاك ، وابن جريج ، عن ابن عباس: (غير المغضوب عليهم) اليهود ، ولا الضالين) [ هم ] النصارى .(راجع تفسير ابن كثير لسورة الفاتحة)
وفي هذا يقول حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام:
“لقد علّمنا الله تعالى في سورة الفاتحة أن الدجال الذي جاء التحذير عنه إنما هم القساوسة الضالون في الزمن الأخير الذين تركوا منهج عيسى عَلَيهِ السَلام، لأن الله تعالى قد علّمنا في الفاتحة أن ندعو الله تعالى أن لا نكون مثل اليهود الذين نزل عليهم غضبه بسبب عصيانهم وعداوتهم لعيسى عَلَيهِ السَلام، ولا نكون مثل النصارى الذين اتخذوا عيسى إلها نابذين تعليمه وراء ظهورهم، واختاروا كذبا ما هو أكبر وأسوأ من كافة أنواع الكذب على الإطلاق، وتجاوزوا كل الحدود في الافتراء والمكائد تأييدا له، لذا سُمُّوا في السماء “الدجال”. لو كان هناك دجال آخر لكانت الاستعاذة منه ضرورية في الآية المذكورة. أي كان لزوما أن ترد في سورة الفاتحة كلمات: “ولا الدجال” بدلاً من ﴿ولا الضالين﴾. وهذا هو المعنى الذي كشفه الدهر لأنه قد وجّه الأنظار إلى الفتنة الأخيرة التي جاء التحذير منها، ألا وهي فتنة الغلو في التثليث.” (حقيقة الوحي، الحاشية للمسيح الموعود عليه السَلام، ص ٢٩٤)
وكذلك قوله تعالى “الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ” وفي ذلك إشارة واضحة للقسس الذين يحاربون الإسلام باسم التثليث والصلب والفداء. لنقرأ الحديث التالي:
“عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهرانى الناس فقال: {إن الله ليس بأعور ، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافئة}” (أخرجه مسلم ، واللفظ له والبخارى وأبو داود والترمذى)
وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه أن النبي ﷺ قال: {وإن الدجال ممسوح العين، عليها ظفرة غليظة …} (أخرجه مسلم)
وعن أبى أمامة رضى الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: {… أعور العين اليمنى، كأنها لم تخلق، وعينه الأخرى ممزوجة بالدم …} (أخرجه ابن ماجه)
وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى الدجال: {أعور هجان … فإما هلك الهُلّك، فإن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور} (أخرجه أحمد والطبرانى فى الكبير، قال الهيثمى: ” ورجاله رجال الصحيح ” وأخرجه أبو يعلى، وصححه ابن كثير فى التفسير)
وفى رواية للطبرانى فى الكبير: {أعور، كأن عينه كوكب الصبح …}
وعن سمرة بن جندب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والله، لقد رأيت منذ قمت أُصلى، ما أنتم لاقون فى دنياكم وآخرتكم، وإنه لا تقوم الساعة، حتى يخرج ثلاثون كذابًا، آخرهم الأعور الدجال، ممسوح العين اليسرى، كأنها عين أبى تحيى، لشيخ من الأنصار} (أخرجه البخارى وأحمد والترمذى والنسائى والحاكم فى المستدرك والبيهقى فى السنن الكبرى والطحاوى فى معانى الآثار)
وعن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {ألا إنه لم يكن نبى قبلى إلا حذر الدجال أمته ، وهو أعور عينه اليسرى ، بعينه اليمنى ظفرة غليظة ، مكتوب بين عينيه كافر} (أخرجه أحمد والطبرانى ، قال الهيثمى: ” رجاله ثقات “)
ولنكتف بما سبق من أحاديث للدلالة على أن الغطاء الذي ذكره الله تعالى لأعين الضالين والذي قالوا اتخذ الله ولدا إنما هو العور الذي وصفه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم للدجال.
ولنستشهد بقول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حول كون هذا الدجال هو الدجال الذي حذّرنا منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولا دجال غيره:
“وإذا هلك الدجّالَ فلا دجالَ بعده إلى يوم القيامة، أمرٌ من لدنْ حكيمٍ عليم، ونبأٌ من عند ربنا الكريم، وبشارةٌ من الله الرءوف الرحيم.” (التحفة الغولروية، الخزائن الروحانية، مجلد ١٧، ص ٢٤١)
فيتضح من كل ما سلف أن الدجال قد ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بكل جلاء في أصح الأحاديث وفيها كثير للتدبر والفائدة لأنها أحاديث المعلّم الأكمل محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
عن ابن مسعود رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في فتنة الدجّال:
“إنّما أُحدِّثُكم هذا لِتعقلوه، وتفهموه، وتفقهوه، وتَعوه فاعملوا عليه، وحَدِّثوا به مَن خَلْفكُم، وَلِيُحدِّث الآخَرُ الآخَرَ فإنَّهُ من أشدِّ الفِتَن” (رواه نعيم والحاكم في المستدرك)
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ