مجموع أقوال المسيح الموعود مرزا غلام أحمد عليه السلام
للمزيد عن علامات الساعة نرجو الإطلاع هنا: علامات الساعة، الدجال، ويأجوج ومأجوج
طلوع الشمس من مغربها
“هو الذي ردَّ بي شمسَ الإسلام بعدما دنت للغروب، فكأنّها طلعتْ من مغربها وتجلّت للطالبين. وإن مَثلي عند ربي كمثل آدم، وما خُلقتُ إلا بعدما كثرتْ على الأرض النَّعَمُ والسباع والدود والضباع وكثر كل نوع الدواب على ظهرها، وخالفَ بعضها بعضا، وما كان آدم ليملكهم ويكون حَكَمًا عليهم وفاتحا بينهم، فجعلني الله آدمَ وأعطاني كل ما أعطى لأبي البشر، وجعلني بُروزًا لخاتم النبيين وسيد المرسلين”. (الخطبة الإلهامية، الخزائن الروحانية، مجلد 16، ص 253-254)
علامات أخرى للساعة
“أيها الناس.. قد جاءت علامات آخر الزمان فلِمَ في مجيء المسيح تشكّون؟ تعالوا أتل عليكم بعضها لعلكم ترشدون. فمنها أن نار الفتن والضلالات قد حشرت الناس من المشرق إلى المغرب، وفي ذلك ذكرى لقوم يتقون. وأتى الإبليس من بين أيدي الناس، ومن خلفهم وعن شمائلهم، وأُبسِلوا بما كسبوا، وما عصم من فتنة الله إلا من رحم، وحال بينهم وبين إيمانهم موج الضلالات فهم مغرقون. وكثير منهم ازدادوا كفرا وعداوة بعدما ارتدوا واعتدوا فيما يفترون. وجاهَدوا حق جهادهم أن يطفئوا نور الإسلام، فما اسطاعوا أن يضروه، وما استطاعوا أن يظهروه، ولمسوا كتاب الله فوجدوه مُلئت حججا بينة ونورا فرجعوا وهم خائبون. وإنه لكبير في أعين الذين يجادلون ظلمًا وعُلُوًّا ولكن الظالمين لا يخافون الله ولا يتركون دنياهم ولا يتقون. وذهب الله بنور قلوبهم وبصارة أعينهم بما فسقوا.. وتركهم في ظلمات فهم لا يبصرون. قلوبهم غُلْف، وأعينهم كالمرايا التي ما بقي صفاء فيها، ولا يعلمون إلا الأكل والشرب، وتركوا الله الوحيد، وهم على أندادهم عاكفون. كثرت فتنتهم، وزادت على المسلمين محنهم، وكلَّ يوم في ترعرُعٍ شجرتهُُم، وفي تموّجٍ رَيعُهم وزيادتهم، وتَراءَوا من كل صَقْعة وفي دنياهم يزيدون. وترى الإسلام كـقُفّةٍ ما لها من ثمرة، وأقفّتْ دجاجته وما بقي من بيضة، فليبك الباكون. ضاعت الأمانة وموضعها، ومُحِيَ أثر الديانة ورُفع شَرْجَعها، ووئد العلم وخلا العالمون، وبقي العلماء كتنانين، لا يعلمون الديانة ولا الدين، وإلى الأهواء يأفَدون. والذين سموا أنفسهم مسلمين أكثرهم أمام ربهم يفسقون. ويشربون الخمر ويزنون، ويظلمون الناس وفي الشهادات يكذبون. وارتدعوا عن الطاعات، ولا يرفعون يدا إلى الصدقات، وإلى المنكرات هم باسطون. وهذه الآفات كلها نزلت عليهم بعدما نزلت علوم المغرب في قلوبهم، وحُرّية التنصّر في بلادهم، فهم إليهم يُحْشَرون. وهذا هو النبأ الذي قد بيّنه رسول الله ﷺ وأنتم تقرؤونه في صحيح البخاري أو تسمعون. فانظروا إلى فتن العلوم المغربية.. كيف تحشر الأحداث إلى المغرب.. وانظروا كيف صدّق الله نبأ رسوله أيها المؤمنون.
واعلموا أن المراد من النار نار الفتن التي جاءت من المغرب، وأحرقت أثواب التقوى. فتارة توعدت السفهاء من لهبها، وأخرى زينت في أعينهم نورها، وراودتهم عن أنفسهم، فهم بها مفتونون. فلا تفهموا من هذه الأنباء مدلولها الظاهر، ولا تعرضوا عما تشاهدون. واعلموا أن لكلمات رسول الله ﷺ شأنا أرفع وأعلى، ولا يفهمها إلا الذي رزقه الله رزقًا حسنا من المعارف، وأعطاه قلبًا يفهم، وعينًا تبصر، وأذنا تسمع، فهو على بصيرة من ربه… ومن علامات آخر الزمان التي أخبر الله تعالى منها في القرآن واقعات نادرة تشاهدونها في هذا الزمان وتجدون. وقد بيّن لنا علاماته وقال: إذا الجبال سيِّرت، وإذا البحار فجِّرت، وإذا العِشار عطِّلت، وإذا النفوس زوِّجت، وإذا الصحف نُشرت. إذا زلزلت الأرض… الآية، وإذا الأرض مُدّت، وألقت ما فيها وتخلَّتْ، وإذا الكواكب انتثرت، وإذا الوحوش حُشرت. وفي كل ذلك أنباء آخر الزمان لقوم يتفكرون.
أما تسيير الجبال فقد رأيتم بأعينكم أن الجبال كيف سيّرت وأزيلت من مواضعها وخيامُها هدِّمت، وقُنونها لاقتِ الوِهاد وصفوفُها تقوضت، تمشون على مناكبها وتأفَدون.
وأما تفجير البحار فقد رأيتم أن الله بعث قوما فجّروا البحار وأجرَوا الأنهار وهم على تفجيرها مداومون. وأحاطوا على دقائق علم تفجير الأنهار وأفاضوها على كل واد غير ذي زرع، ليعمروا الأرض ويدفعوا بلايا القحط من أهلها وكذلك يعملون، لينتفعوا من الأرض حق الانتفاع فهم منتفعون.
وأما تعطيل العشار فهو إشارة إلى وابور البر الذي عطّل العِشار والقِلاص فلا يُسعى عليها، والخلق على الوابور يركبون. ويحملون عليه أوزارهم وأثقالهم، وكطيِّ الأرض من مُلك إلى ملك يصلون. ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون. جعل الله على قلوبهم أكنة أن يفقهوا أسراره، وفي آذانهم وقرا فهم لا يسمعون. وإذا وجدوا صنعة من صنائع الناس.. ولو من أيدي الكفرة.. يأخذونها لينتفعوا بها، وإذا رأوا صنعة رحمة من الله فيردّون.
وأما تزويج النفوس فهو على أنحاء.. منها إشارة إلى التلغراف الذي يُمِدّ الناس في كل ساعة العسرة، ويأتي بأخبار أعزّة كانوا بأقصى الأرض، فينبئ من حالاتهم قبل أن يقوم المستفسر من مقامه، ويُدير بين المشرقي والمغربي سؤالا وجوابا كأنهم ملاقون. ويخبر المضطرين بأسرع ساعة من أحوال أشخاص هم في أمرهم مشفقون. فلا شك أنه يزوّج نفسَين من مكانين بعيدَين، فيكلم بعضهم بالبعض كأنه لا حجاب بينهم وكأنهم متقاربون.
ومنها إشارة إلى أمن طرق البحر والبر ورفع الحرج، فيسير الناس من بلاد إلى بلاد ولا يخافون. ولا شك أن في هذا الزمان زادت تعلقات البلاد بالبلاد، وتعارف الناس بالناس فهم في كل يوم يزوَّجون. وزوّج الله التجار بالتجار، وأهل الثغور بأهل الثغور، وأهل الحرفة بأهل الحرفة، فهم في جلب النفع ودفع الضرر متشاركون. وفي كل نعمة وسرور، ولباس وطعام وحبور، متعاونون. ويُجلَب كل شيء من خِطّة إلى خطة، فانظر كيف زوّج الناس كأنهم في قاربٍ واحدٍ جالسون.
ومن أسباب هذا التزويج سير الناس في وابور البر والبحر، فهم في تلك الأسفار يتعارفون. ومن أسبابه مكتوبات قد أُحسنت طرق إرسالها، فترى أنها ترسل إلى أقاصي الأرض وأرجائها، وإن أمعنت النظر فتعجبك كثرة إرسالها، ولن تجد نظيرها في أول الزمان، وكذلك تعجبك كثرة المسافرين والتجارين. فتلك وسائل تزويج الناس وتعارفهم، ما كان منها أثر من قبل وإني أنشدتُكم الله.. أرأيتم مثلها قبل هذا أو كنتم في كتب تقرؤون؟
وأما نشر الصحف فهو إشارة إلى وسائلها التي هي المطابع، كما ترى أن الله بعث قومًا أوجدوا آلات الطبع، فكأين مِن مطبع يوجد في الهند وغيره من البلاد. ذلك فعل الله لينصرنا في أمرنا، وليشيع ديننا وكتبنا، ويبلغ معارفنا إلى كل قومٍ لعلهم يستمعون إليه ولعلهم يرشدون.
وأما زلزلة الأرض وإلقاؤها ما فيها فهي إشارة إلى انقلاب عظيم ترونه بأعينكم، وإيماء إلى ظهور علوم الأرض وبدائعها وصنائعها، وبدعاتها وسيئاتها، ومكايدها وخدعاتها، وكل ما يصنعون.
وأما انتثار الكواكب فهو إشارة إلى فتن العلماء وذهاب المتقين منهم، كما أنكم ترون أن آثار العلم قد امتَحتْ وعفَتْ. والذين كانوا أوتوا العلم فبعضهم ماتوا وبعضهم عمُوا وصمّوا، ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا، وكثير منهم فاسقون، والله بصير بما يعملون.
وأما حشر الوحوش فهو إشارة إلى كثرة الجاهلين الفاسقين، وذهاب الديانة والتقوى، فترون بأعينكم كيف نزَح بِيرُ الصلاح وأصبح ماؤه غورا، وأكثر الخَلق يسعون إلى الشر وفي أمور الدين يُدهِنون. إذا رأوا شرًّا فيأخذونه، وإذا رأوا خيرًا فهم على أعقابهم ينقلبون. ينظرون إلى صنائع الكفرة بنظر الحب، وعن صنع الله يعرضون.
أيها الناس.. انظروا إلى آلاء الله.. كيف جدّد زمنكم، وأبدعَ هيئةَ دهركم، وأترعَ فيه عجائب ما رأتها أعين آبائكم ولا أجدادكم، وأنتم بها تُترَفون. وعلّم أهلَ أروبا صنعةَ وابور البرّ إهداءً لكم ولعشيرتكم لعلكم تشكرون. انظروا إليها كيف تجري بأمره في البراري والعمران، تركبونها ليلا ونهارا، وتذهبون بغير تعب إلى ما تشاءون. وكذلك فهّم أهلَ المغرب صنائع دون ذلك من آلات الحرث والحرب، والعمارات والطحن واللبوس، وأنواع أدوات جر الثقيل، وما يتعلق بتزيينات المدن والمنازل وتسهيل مهماتها، فأنتم ترغبون فيها وتستعملون. وتجدون في كل شهر وسنة من إيجادات غريبة نادرة، لم تر عينكم مثلها، فمنها ما يُمِدُّكم في عيشتكم، وتنجيكم من شِقّ الأنفس، كصناديق طاقة الكبريت التي بها توقدون، وكزيت الغاز الذي منه مصابيحكم تنيرون. ومنها صنائع هي زينة بيوتكم، فتأخذونها وأنتم مستبشرون”. (التبليغ، ص 64-65)
آية الخسوف والكسوف في رمضان
“وانكسفت الشمسُ والقمر في رمضان فلا تعرفون. ومات بعض الناس بنبأٍ من الله وقُتِلَ البعض فلا تفكِّرون. ونزلتْ لي آيٌ كثيرة فلا تبالون. وشهدتْ لي الأرض والسماء، والماء والعَفاء فلا تخافون. وتظاهَرَ لي العقلُ والنقل والعلامات والآيات، وتظاهرت الشهاداتُ والرؤيا والمكاشفات، ثم أنتم تنكرون. وإن لها شأنا عظيما لقوم يتدبرون. وطلَع ذو السِّنينَ، ومضى من هذه المائة خُمْسُها إلا قليل من سنين، فأين المجدِّد إن كنتم تعلمون؟ ونزل من السماء الطاعونُ، ومُنِعَ الحجُّ وكثُر المَنونُ، واختصمَ الفِرقُ على معدنٍ من ذهبٍ وهم يقاتلون. وعلا الصليب، وأضحى الإسلام يسيب ويغيب، كأنه الغريب، وكثُر الفسق والفاسقون. وحُبِّبَ إلى النفوس الخمرُ، والقَمْرُ والزَّمْرُ، وتراءَى الزانون المجالحون وقَلَّ المتّقون. وتجلَّى وقتُ ربّنا وتمّ ما قال النبيون. فبأي حديث بعده تؤمنون؟” (الخطبة الإلهامية، الخزائن الروحانية مجلد 16 ص 63-66)
“ألا ترون إلى الطُرق كيف كُشفتْ؟ وإلى الوابورة كيف أُجريتْ؟ وإلى العِشار كيف عُطّلتْ؟ وإلى الأخبار كيف يُسِّرَ إيصالُها، والخيالات تبادلتْ؟ وإلى النفوس كيف زُوّجتْ؟ وترون أن الناس يُنقَلون من هذه الدنيا إلى دار الفناء بمحاربات أوقدتْ نارها بين الملوك وبأنواع الوباء، ثم بإشاعة لُبِّ تعليم القرآن، وحقيقةِ كتاب الله الرحمن، الذي أُرسلتُ له في هذا الزمان، فإن هذا التعليم يدعو إلى الموت.. أعني إلى موتٍ يَرِدُ على النفس بترك الغَيريّة والهوى”. (الخطبة الإلهامية، الخزائن الروحانية مجلد 16 ص 314)
وإذا الصحف نشرت
“ومن أنبائه (القرآن) أنه أخبر عن نشر الصحف في آخر الزمان، وكذلك ظهر الأمر في هذا الأوان، وقد بدت في هذا الزمن كتب مفقودة بل موءودة حتى إن كثرتها تعجب الناظرين. وظهرت كل وسائل الإشاعة والكتابة، ولا بد من أن نقبل هذا الأمر من غير الاسترابة، وإن كنتَ في شك من هذا فأْت نظيره من زمن الأولين.
ومن أنباء العليم القهار أنه أخبر من تعطيل العِشار وتفجير البحار وتزويج الديار، فظهر كما أخبر، فتبارك عالم غيوب السماوات والأرضين. وأخبر عن قوم ذوي خصب ينسِلون مِن كل حدَبٍ ويعلُون علوًّا كبيرًا، ويُفسدون في الأرض فسادًا مبيرًا، فرأينا تلك القوم بأعيننا ورأينا غلوَّهم وغلبتهم بلغت مشارق الأرض ومغاربها. تكاد السماوات يتفطرن من مفاسدهم، يلبِسون الحق بالباطل وكانوا قومًا دجّالين. اتخذوا الحلم والإطماع والتحريف المنّاع شبكةَ الإضلال، وأهلكوا خلقا كثيرا من هذا التثليث كالمغتال، وكل من يقصد منهم طُرق الغول الخبيث فلا بدّ له من هذا التثليث. فيُهلكون بعض الناس بالحلم المبني على الاختداع بأنواع الأطماع، وبعضًا آخر بظلام التحريف الذي هو عدو الشعاع، وكذلك يُضلّون الخلق متعمدين. وما نفَعهم حديثُ الأب والابن وروح القدس، وإن هو إلا الحديث، ولكن نفعهم هذا التثليث ففازوا بمطالب الخبث والرجس، فعجبتُ لهم كيف أُيِّدوا من روح القدس، ونسلوا من كل حدب فرحين. ولكل أمر أجل، فإذا جاء الأجل فلا ينفع الكائدين كيدهم ولا يطيقون قِبَل الصادقين”. (سر الخلافة، ص 66-67 الحاشية)
والجبال سيرت
“والجبال دُكّت، والبحار فُجّرت، والنفوس زُوّجت، وجُعلت الأرض كأنها مطويّة ومزلف طرفيها، وتُركت القِلاص فلا يُسعى عليها. وليس هذا محلّ إلباس، بل أرصده الله لخير الناس، ولو كان من صنع الدجّالين. فهذه المراكب جارية مذ مُدّة، وليست سواها قعدة، وفيها آيات للمتفطنين.
فثبت من هذا البيان أن هذا هو وقت ظهور المهدي ومسيح الزمان، فإن الضلالة قد عمّت، والأرض فسدت، وأنواع الفتن ظهرت، وكثرت غوائل المفسدين. وكل ما ذُكر في القرآن من علامات آخر الزمان فقد بدت كلها للناظرين.
والذين يرقبون ظهور المهدي من ديار العرب، أو من بلدة من بلاد الغرب، فقد أخطأوا خطأ كبيرًا وما كانوا مُصيبين. فإن بلاد العرب بلاد حفظها الله من الشرور والفتن ومفاسد كفار الزمن، ولا يُتوَقَّع ظهور الهادي إلا في بلاد كثرت فيها طوفان الضلال، وكذلك جرت سُنة الله ذي الجلال. وإنا نرى أن أرض الهند مخصوصة بأنواع الفساد، وفُتحت فيها أبواب الارتداد، وكثر فيها كل فسق وفجور، وظلم وزور، فلا شك أنها محتاجة بأشدّ الحاجة إلى نصرة الله ذي العزة والقدرة، ومجيءِ مهديٍّ من حضرة العزّة. ووالله لا نرى نظير فساد الهند في ديار أُخرى، ولا فتنًا كفتن هذه النصارى. وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أن الدجال يخرج من الديار المشرقية، والقرآن يشير إلى ذلك بالقرائن البينة، فوجب أن نحكم بحسب هذه العلامات الثابتة البديهة، ولا نتوجه إلى إنكار المنكرين.
والذين يرقبون المهدي في مكة أو المدينة فقد وقعوا في الضلالة الصريحة. وكيف، واللهُ كفل صيانة تلك البقاع المباركة بالفضل الخاص والرحمة، ولا يدخل رعب الدجال فيها، ولا يجد أهلها ريح هذه الفتنة. فالبلاد التي يخرج فيها الدجال أحق وأولى بأن يرحم أهلَها الربُّ الفعال، ويبعث فيهم من كان نازلا بالأنوار السماوية كما خرج الدجال بالقوى الأرضية كالشياطين”. (سر الخلافة، ص 66-69)
“والناس قد استشرفوا تلفًا وامتلأوا حَزَنًا وأسفًا، ونسوا كل رزء سلَفَ وكل بلاء زلَفَ، ويستنشئون ريح مُغيث ولا يجدون مِن غير نتن خبيث، فهل بعد هذا الشر شر أكبر منه يُقال له الدجال؟ وقد انكشف الآثار وتبينت الأهوال، ورأينا حمارًا يجوبون عليه البلدان، فيطِسّ بأخفافه الظرّانَ، ويجعل سَنةً كشهر عند ذوي العينين، ويجعل شهرا كيوم أو يومين، ويعجب المسافرين. إنه مركبٌ جوّاب لا تواهقه رِكاب، ولا ثنية ولا ناب، والسبل له جُدّدت، والأزمنة بظهوره اقتربت، والعِشار عُطّلت، والصحف نُشرت”. (سر الخلافة، ص 65-66)
“ثم أستفتيكم مرّةً ثالثة أيها العالمون.. إن هذا الرجل الذي سمعتم ذكره وذكر ما منّ الله عليه.. قد أعطاه الله آيات أُخرى دون ذلك لعلّ الناس يعرفون. منها أن الشّهب الثواقب انقضّتْ له مرّتان، وشهد على صدقه القمران، إذا انخسفا في رمضان، وقد أخبر به القرآن، إذ ذكرهما في علامات آخر الزمان، ثم الحديثُ فصّل ما كان مجملًا في الفرقان، وقد أنبأ الله بهما هذا العبد كما هي مسطورة في “البراهين” قبل ظهورها يا فتيان، إنّ في ذلك لآية لمن كانت له عينان. فبيِّنوا تُوجَروا.. أهذا فعلُ الله أو تقوُّلُ الإنسان؟” (الاستفتاء، ص 8)