ما معنى يومه كشهر وكسنة في الحديث؟
جاء في الحديث في صحيح مُسْلِم أن ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم سألوا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﻋﻦ ﻣﺪﺓ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ: “ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﺎ ﻟﺒﺜﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ؟ ﻗﺎﻝ: «ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎً. ﻳﻮﻡ ﻛﺴﻨﺔ، ﻭﻳﻮﻡ ﻛﺸﻬﺮ، ﻭﻳﻮﻡ ﻛﺠﻤﻌﺔ، ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻛﺄﻳﺎﻣﻜﻢ.».” أهـ
يشير الحديث أعلاه إلى زمن بعثة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بعد خروج الدجال عند فتح القسطنطينية، وبهذه المناسبة أتذكر اجتهاداً جميلاً للأخ الذي نفتقده كثيراً حبيبنا أحد فرسان الجماعة الإسلامية الأحمدية المرحوم عبده بكر العتموني عَلَيهِ الرحمة والرضوان حول هذه المسألة أضعه بين أيديكم وأسألكم قراءة الفاتحة على روحه الطاهرة.
يقول رحمه الله:
ﻣﺪﺓ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﻋﻴﺴﻰ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ
ﻓﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﻟﻘﺪ ﺃﻧﺒﺄ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻳﺨﺮﺝ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻓﻴﺒﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ (ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ) … ﻭﺑﺎﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻓﺘﺢ ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻣﺪﺓ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﻴﺒﻌﺚ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻤﻮﻋﻮﺩ (ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ) ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺢ ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺩﻫﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ … ﻭﺍﻵﻥ .. ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻧﺤﺴﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻗﺪ ﻓُﺘﺤﺖ ﻋﺎﻡ 1453ﻡ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ.
ﺃﻭﻻً ﻟﺒﺚ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
- ﻳﻮﻡ ﻛﺴﻨﺔ = 365
- ﻳﻮﻡ ﻛﺸﻬﺮ = 30
- ﻳﻮﻡ ﻛﺠﻤﻌﺔ = 7
- ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻛﺄﻳﺎﻣﻜﻢ = 37
- ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ = 365 + 30 + 7 + 37 = 439
ﻭﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺇﻟﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ 1453
- 439 + 1453 = 1892
ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻮﻋﻮﺩ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻧﺰﻝ (ﺃﻱ ﺑﻌﺜﻪ ﺍﻟﻠﻪ) ﻋﺎﻡ 1892ﻡ.
ﻓﻘﻮﻣﻮﺍ ﻋﺎﻓﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺑﺤﺜﻮﺍ ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻋﻠﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺃﻧﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺍﻟﻤﻮﻋﻮﺩ ﺧﺎﺩﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻭﻛﺴﺮ ﺻﻠﻴﺒﻪ ﺑﺎﻟﺤﺠﺞ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ.
انتهى مقال أخي الحبيب المرحوم عبده بكر العتموني رحمه الله. اللّهُمّ آمين
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ