يكثر الأحبة المسيحيون من القول أن المسيح أحيا الموتى كما جاء في الاناجيل بل وحتى القُرآن، ولذلك لا يمكن إنكار هذه الحقيقة أن المسيح قد أحيا الموتى.
وجوابنا كمسلمين هو أن هذا الموت المذكور في الأناجيل ما هو إلا تعبير عن شدة المرض أو الإغماء الشديد والطويل أو حالة الموت السريري وليس الموت الذي تتحلل فيه خلايا الجسد ويتخثر الدم وتخرج الروح من الجسد، وأن المسيح عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام كان صاحب علم وتقوى يستطيع من خلال الدعاء المستجاب والخبرة الطبية أن يقيم ويعالج أصعب الحالات المذكورة.
أما إذا أصرَّ المسيحي على أن الموت المقصود هو الموت الحقيقي أي أن المسيح أعاد الروح للجسد الذي تحللت ذراته وجفَّ دمه، فلا بأس، لأننا سنقول له: على ماذا يدل ذلك؟ هل يدلّ عندك على ألوهية المسيح؟ إذا قال نعم فسنقول له: كلا، لا يصحّ استدلالك على ألوهية المسيح لإحياء الميت بهذا المعنى لأن إِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام كما جاء في القُرآن الكَرِيم قام بنفس هذا الفعل بل وأعظم منه، إذ قام إبراهيم عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بتقطيع أربعة من الطيور ووزّعَ لحومَها على أربعة جبال وبمجرد أن ناداها بكلمة واحدة تجمّعت أوصالُها وعادت لها الحياة ثم جائت إليه تسعى مسرعة !
ومع ذلك لم يستدل المسلمون من ذلك البتة على ألوهية إبراهيم عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بل لا زال عندهم عبداً لله تعالى فقط، لماذا؟ لأن القُرآن الكَرِيم يقول بأن هذا الفعل يتم بإذن الله تعالى لا أكثر، أي هي معجزة سبقت المسيح ولم يكن هو الوحيد الذي أحيا الموتى بهذا المعنى، ولذلك لا يصلح إحياء الموتى كدليل على ألوهية المسيح لأن هنالك شخص قام بنفس العمل بل وأكثر قبل ولادة المسيح بالاف السنين.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ