يقول تعالى:
﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ ٱلْخَالِدُونَ﴾ – الأنبياء ٣٤
لنقرأ تفسير ابن كثير:
“وقد استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب من العلماء إلى أن الخضر عَلَيهِ السَلام مات وليس بحي إلى الآن؛ لأنه بشر، سواء كان ولياً أو نبياً أو رسولاً.” (تفسير تفسير القرآن الكريم لابن كثير)
تناول ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية ٣٤ أعلاه من سورة الأنبياء مسألة نفي الخلد عن البشر وأن الجميع ميت، فذكر موضوع موت جميع البشر قبل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولم يجد غير استثناء لبشر واحد فقط من هذه القاعدة. لم يكن الإستثناء لعيسى ابن مريم عَلَيهِ السَلام كما يعتقد الكثير اليوم بل للخضر ! نعم، لم يجد السلف استثناء لأحد من الآية إلا للخضر، ثم استنتجوا؛ بما أن الآية من الوضوح ما لا يحتمل التأويل والاستثناء بغير دليل فلا بد أن الخضر الذي يزعم البعض بقاءه حياً منذ زمن موسى عَلَيهِ السَلام قد مات في الحقيقة حسب هذه الآية القاطعة ! فلو كان عيسى ابن مريم عَلَيهِ السَلام حياً لذكر ذلك ابن كثير أو العلماء الذين ذكرهم في تفسيره بكل تأكيد، ولكنهم وهو لم يفعلوا، مما يدل بجلاء على أن السلف لم يعرفوا عقيدة حياة المسيح هذه لا في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولا من بعده، بخلاف ما يعتقده مشايخ اليوم.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ