ما هو مفهومكم لعبارة “الإسلام أو الجزية أو القتل“؟
لفهم عبارة “الإسلام أو الجزية أو القتل” لا بد من وضعها في سياقها الصحيح بما ينسجم مع الفكر الإسلامي الأصيل الحق.
فلا بد أن يكون واضحا بداية أن القتال في الإسلام إنما أُذن به لرد عدوان المعتدين الظالمين، وللدفاع عن الحرية الدينية للمسلمين وغيرهم، وأنه حالة طارئة اقتضتها أوضاع طارئة وهي العدوان وليس ركنا لا يقوم الإسلام إلا به، وأنه لم يُفرض لنشر الإسلام ومعاقبة الكافرين بشن الحرب عليهم بعلة كفرهم لا عدوانهم، كما لم يُفرض لإنشاء دولة إسلامية عدوانية توسعية تريد فرض الشريعة قسرا وتعمل على اضطهاد غير المسلمين ممن يقعون تحت سلطانها وإذلالهم، إضافة إلى التفتيش على المسلمين ومعاقبتهم على تقصيراتهم أو نقضهم المزعوم لإسلامهم. فهذه كلها تحريفات وتزويرات وتشويهات دُسَّت في الإسلام من قبل أعدائه منذ فترة طويلة من خلال الإسرائيليات والروايات الفاسدة والترويج لفقه سيرة يستقرئ السيرة بصورة مغلوطة، وساهم في التقامها واستسغاتها ما آل إليه حال المسلمين أخيرا من الفساد والانحطاط بحيث لاءمت هذه الأفكار طبائعهم.
دون إدراك ذلك، لا يمكن تنقية الفكر الإسلامي وإعادته إلى صورته الصحيحة، وسيبقى كل من يحاول أن يكحِّلها يعميها. لذلك لا عجب أن كانت هذه المهمة من المهمات الأساسية للإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام؛ إذ طهر الإسلام من كل هذه الشوائب، وقدم النظرية الإسلامية على صورتها الصحيحة، ووضع الأساس لفهم السيرة واستقرائها بصورة صحيحة كشفت عن مدى عظمة الإسلام ورقية ورحمته ومدى النعمة التي أنعم الله على البشرية بها ببعث هذا النبي العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
هل كان رسول الله يقاتل أهل الكتاب حتى يسلموا؟
وعودا على مقوله: “الإسلام أو الجزية أو القتل” والفهم الخاطئ المتعلق بها؛ إذ يفهمون منها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل الجيش إلى الأقوام –بغض النظر عن موقفهم، وسواء كانوا معتدين أم لا – فعندما يصلهم الجيش يخيِّرهم بين أن يدخلوا الإسلام أو يدفعوا الجزية أو يحاربوا، لأنه لا خيار إمامهم إلا دخول دين الإسلام أو اختيار الذلِّ والصغار والإهانة – وهذه ميزة تفضيلية متوفرة لأهل الكتاب فقط- أو ليس أمامهم سوى الحرب والموت!
وبهذه الصورة، يكون المسلمون هم المعتدين، ويكون هدفهم من القتال نشر الإسلام وقتل الكافرين بعلة كفرهم، وتقديم رخصة نجاة من الموت بالإذلال لمن يرفض الإسلام من أهل الكتاب فقط، وبذلك يمنون عليهم لأنهم لم يخيرِّوهم بين الإسلام أو القتل كغيرهم! فهل هذا صحيح؟
بالطبع هذا غير صحيح ألبتة، وهذا الفهم هو كارثة حقيقية شوَّهت الإسلام أيَّما تشويه!
أما ما كان يجري في الواقع هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل الجيش إلى الأقوام المعتدية أو التي أعلنت العدوان أو التي لا يُعرف موقفها بدقة تجاه المسلمين (نظرا إلى الظروف في ذلك الوقت؛ حيث كانت أجواء العداء تجاه المسلمين مخيمة على الجزيرة العربية والمحيط المجاور). فعندما كان يصلها الجيش كان يعرض عليها الإسلام بمعنييه اللغوي أو الاصطلاحي. فوفقا للمعنى اللغوي يكون المقصود من الإسلام هو السلام والمسالمة، فإن شاء هؤلاء القوم عقدوا صلحا مع المسلمين أو دخلوا في حلفهم. أما وفقا للمعنى الاصطلاحي فإنهم يُرغَّبون في الإسلام أيضا، فإن اختاروه أصبحوا إخوة للمسلمين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم وعفي عن جرائمهم وعدوانهم. فإن أبوا المسالمة أو الإسلام فهذا يعني أنهم يرغبون في إبقاء حالة العداء مع المسلمين، فعندها يعطيهم المسلمون خيارا آخر وهو الهدنة بدفع الجزية – التي كانت عرفا في ذلك الوقت بين الدول المتحاربة، وقد ورد ذكرها كثيرا في تاريخ الحروب بين الدول كالفرس والروم- وهذه الهدنة تعني أنهم ملتزمون بها طالما كانوا يدفعون بانتظام، وعندما يتوقفون فإنهم يعلنون أنهم مستعدون للعدوان وشن الحرب على المسلمين. ولكن بما أن هنالك بعض الأقوام الذين سيتعنتون، ويرفضون كبرا وغطرسة خيار المسالمة أو الأخوة الإسلامية أو دفع الجزية، فعندها لن يبقى خيار سوى الحرب التي ستحسم الأمر. فعندما تنشب الحرب، وينهزم هؤلاء، فإن هؤلاء سيرغمون على قبول خيار الجزية الآن، ولكن صاغرين أذلاء. وحول هذه الحالة الخاصة الأخيرة، التي لا يصل إليها سوى عتاة المعتدين المتغطرسين، جاءت الآية الكريمة التي تقول:
{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة 29)
فكما بينَّا سابقا، من الخطأ الظن أن هذه الآية تأمر بقتال أهل الكتاب جميعا، سواء كانوا معتدين أم غير معتدين، وإنما هي تتعلق بفئة معتدية مجرمة منهم رفضت كل عروض الأخوَّة والسلم والسلام والهدنة، ممن لا يعرفون الله تعالى ولا يؤمنون به حق الإيمان وممن لا يرجون حسابا منه في الآخرة ولا يؤمنون بها حقا، وممن يبيحون ما حرمه الله ورسوله من ممارسات وإجرام، من الذين حرفوا دينهم الحق ودانوا بدين قائم على العدوان والإبادة الجماعية والاسترقاق والجزية لمن حالفهم الحظ بالبقاء على قيد حياة عبودية وإذلال وصغار.
ماذا عن الجزية في الإسلام؟
علما أن الجزية عند أهل الكتاب هي أدنى ما يمكن أن يفعلوه بأعدائهم بعد استرقاقهم وتحويلهم إلى عبيد ومتاع وغنائم عندهم. وبخلاف الإسلام فهم لا يحاربون المعتدين فحسب بل الأقوام التي يطمعون أن يحتلوا بلادهم وديارهم، وفي حربهم هذه لا يقدِّمون أية خيارات لمن قرروا أن يحاربوهم، وليس أمام هذه الأقوام التي يقررون العدوان عليها سوى الاستسلام والاسترقاق وأخذ الجزية من الرقيق المستسلمين، أو الإبادة الجماعية إذا رفضوا الإستسلام، إذ جاء في الكتاب المقدس:
{«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. 12وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا. 16وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا، 17بَلْ تُحَرِّمُهَا تَحْرِيمًا: الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، 18لِكَيْ لاَ يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ الَّتِي عَمِلُوا لآلِهَتِهِمْ، فَتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ.} (اَلتَّثْنِيَة 20 : 10-18)
أما الإسلام، فإنه إذ يفرض الجزية على هذه الفئة من عتاة المعتدين المتغطرسين، فإنه يحكم عليهم بعد عدوانهم- فيما لو تعرضوا للهزيمة أو رغبوا في الاستسلام بعد نشوب الحرب- بأن يحتفظوا بكيانهم السياسي، ولا يحوِّلهم إلى رقيق من قبل أو من بعد أو يرتكب فيهم مجازر جماعية لمجرد أنهم لم يقبلوا الاستسلام كما هم يفعلون، ولكن على هذا الكيان أن يدفع الجزية عقوبة على هذا العدوان الذي أغلق فيه هؤلاء كل الطرق للسلم والعلاقات الطيبة، وتكون هذه الجزية نوعا من المعاملة بالمثل ومن تطبيق شيء يسير من شرعهم عليهم ليدركوا مدى فداحة وبشاعة تعاليمهم، ولكن هذا كله يكون ممزوجا بمنتهى الرأفة والرحمة، وإن كان معيار العقوبة وتجريعهم من كأس كانوا يريدون إسقاءه للمسلمين قائما أيضا.
على من يقع حكم الجزية في الإسلام، على الأفراد أم الحكومة؟
وهنا يجدر الذكر أن هذا الحكم يقع على حكومة المعتدين وليس على كل فرد منهم، وهذا يعني أن الإسلام لن يسقط حكومتهم حتى بعد الهزيمة أو الاستسلام، بل سيعطيهم الحق في بقائها كما قلنا سابقا، بل وهذا يتضمن تلقائيا تأكيدا أن حكم القرآن الكريم ليس كحكم التوراة الذي يدعو إلى الإبادة، بل إن مجرد خضوع المعتدي المصر على العدوان، بعد أن استنفد كل الوسائل والفرص لإقامة السلام، يكفي لإيقاف القتال وإنهائه أو عدم نشوبه.
تعريف الجزية تاريخيا
أما ما كان يسمى تاريخيا بالجزية فلم يكن دوما هو هذه الجزية التي ذكرتها الآية، بل كان يطلق أحيانا على الضريبة التي يدفعها غير المسلمين، كما كان يطلق على الضريبة التي كان يدفعها المسلمون للدولة بالزكاة، علما أن الزكاة لا تكون زكاة إلا إذا كانت طوعا وطاعة لأمر الله تعالى، ومن أخرجها بغير هذه النية فلن تكون زكاة عند الله تعالى. كذلك فإن الجزية التي تؤخذ من مواطنين مسالمين غير معتدين ليست الجزية التي فرضها الإسلام على المعتدين الذين يقاتلون المسلمين قتالا دينيا نابعا من تعاليمهم ولفرض أحكامهم.
ومما يدل على أن الجزية كانت تعني الضريبة التي يدفعها غير المسلمين قصصٌ عديدة من التاريخ الإسلامي في صدر الإسلام، كقصة خروج الجيش الإسلامي من حمص مؤقتا وإعادة الجزية للناس بأمر أبي عبيدة رضي الله عنه، علما أن أهل حمص لم يكونوا معتدين ولم يشاركوا الروم في العدوان، بل كانوا سعداء بحكم المسلمين متأسفين على خروجهم ولم يكونوا يشعرون بالذل والصغار. ثم لو كانت الجزية التي أُخذت منهم هي نفس الجزية التي يذكرها القرآن الكريم أعلاه لما كان ممكنا إعادتها، لأنها قد أصبحت في هذه الحالة حكما إسلاميا، وإن كان مرجعها موقفهم ومعاقبتهم معاملتهم بالمثل نسبيا بناء عليه.
كذلك هنالك قصص كثيرة يزخر بها التاريخ الإسلامي عن مواقف للخليفة الثاني حضرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يعين أهل الذمة ويعطي الضعفاء منهم ولا يأخذ منهم الجزية، لأن الضريبة التي تفرضها الدولة لا تقع على غير القادر، بل الواجب على الدولة أن تعين المحتاج من مواطنيها بغض النظر عن دينه، وهذا هو حكم الشريعة الإسلامية الحق.
الخلاصة
والخلاصة أنه يجب أن يُفهم من “الإسلام أو الجزية أو القتل” بأنها كانت في سياق الاعتداء على المسلمين، وأن المعتدين الذين بدر منهم العدوان (وهنا يقصد بهم الحكومات والحكام المعتدين) أمامهم إما أن يسلموا فيعفى عن كل عدوانهم ويصبحوا إخوانا للمسلمين، وإما أن يسلموا بمعنى أن يلقوا السلم وينتهوا عن العدوان ويرغبوا في علاقات سلمية مع المسلمين منذ البداية. أما إذا لم يعلنوا أيا من هذا، وكانوا مصرين على العداوة ولا يرغبون في إنهائها، فإن الإسلام يعطيهم خيارا أخيرا قبل نشوب الحرب بأن يعصموا دماءهم وأموالهم بإعلانهم قبول الجزية، التي تعني أنهم لا يقبلون بإنهاء حالة العداء مع المسلمين إلى الأبد، ولا يرغبون بمسالمتهم، ولكنهم يرغبون في هدنة فرضتها عليهم موازين القوى. وأنهم سيستأنفون عدوانهم عندما سيتمكنون من ذلك.. ورغم ذلك يعطيهم الإسلام هذا الخيار. أما إذا رفضوا أيا من هذه الخيارات، فإن الحرب ستحسم الأمر، وهي ستكون الخيار الأخير، وعند هزيمتهم سيضطرون لقبول شرط الجزية، ولكنهم في هذه الحالة يكونون صاغرين أذلاء جزاء غطرستهم وإصرارهم على العدوان. وإذا كان في خضوعهم للجزية صاغرين في هذه الحالة عقوبة، فيجب أن ينظر إلى جريمتهم بداية النابعة من تعاليمهم الإجرامية. فلو لم يشنوا حربا دينية على المسلمين استنادا إلى تعاليمهم لما كان جائزا أن يعاملهم المسلمون بنفس الطريقة ويفرضوا عليهم الجزية بعد تعنتهم وإصرارهم على العدوان، مع الفارق المهول بين جزية الإسلام وجزيتهم.
وبالطبع، فإن الإسلام لا يغلق أمامهم بعد ذلك خيار أن يسلموا أو يسالموا بعد ذلك فترفع عنهم الجزية، وليس أمام المسلمين سوى قبول إسلامهم أو مسالمتهم حتى لو كان في الأمر خديعة، كما يقول القرآن الكريم:
{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (62) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ } (الأَنْفال 62-63)
فأين هذا التعليم الإسلامي الحق الفائض بالرحمة والإحسان من تعاليم كتابهم المقدس الذي طبقوه في تاريخهم الطويل المليء بالظلم والعدوان والمجازر والحروب الدينية الاجتثاثية؟ وأين هذا التعليم الإسلامي الحق من الفكر الإسلامي التقليدي العدواني المشوة المحرف الذي هو على هذا الدين كالداء لا كالدواء؟
الجهاد في العصر الحالي
أخيرا، وبالنظر إلى الظروف والسياق، يصبح واضحا أن العدوان على المسلمين عدوانا دينيا بهدف ردهم عن الإسلام لم يعد موجودا في هذا العصر، وأصبحت الصراعات بين الأمم تقوم على المصالح والمطامع ولم تعد حروبا دينية، ولم يعد أهل الكتاب يعملون بتعاليم كتابهم ويفرضون الجزية على بلاد إسلامية فيما لو هزموها أو احتلوها، لذا فإن حكم الجزية قد وُضِع الآن ولم يعد له تطبيق في ظل هذه الظروف، وأصبح من يريد تطبيقه يخالف تعاليم الإسلام، وأصبح ظالما ظلما لا يقل عن ظلم أهل الكتاب في السابق، ناهيك عن الإمعان في التطبيق الخاطئ المنحرف الذي لم يكن يوما حكما إسلاميا؛ بالتفكير بفرض الجزية على المواطنين المسالمين من غير المسلمين ممن لا يقبلون دخول الإسلام وأخذها منهم وهم صاغرون! فهذه الأفكار إنما هي مغالطات مركومة، وظلمات بعضها فوق بعض، الإسلام العظيم منها براء.