خطبة الجمعة 7/8/2020م
استهل حضرته الخطبة بتلاوة: “يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[ (الصف 9-10)
اليوم هو السابع من أغسطس، ومن المفترض أن يكون أول يوم من الجلسة السنوية، لكنه بسبب هذا الوباء المتفشي في العالم لم تُعقَد الجلسة السنوية في هذا العام. حاولت القناة الأحمدية سدَّ هذا النقص لحد ما بإعداد بعض البرامج، حيث تُبثُّ خُطب حضرته التي ألقاها في شتى الجلسات السنوية في السنة الماضية، إضافة إلى بعض البرامج الجديدة أيضا. وإضافة إلى ذلك خطر ببال حضرته أن يقدم تقرير نزول أفضال الله I على الجماعة على مدار هذه السنة.
ثم قدم حضرته تفسير للآيات التي سبق وتلاها ونجد فيهما أن تأييد الله I ونصْره يحالفه هو وجماعته، ولا تقدر أي قوة في العالم على منع هذا التقدم والازدهار.
يقول المسيح الموعود u: قبل عشرين عاما تقريبا أُلهِمتُ آية قرآنية: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وأُفهِمتُ معنى الإلهام أني أُرسِلت من الله تعالى ليجعل اللهُ I الإسلامَ غالبا بيدي على الأديان كلها. ليكن معلوما هنا أن هناك نبوءة عظيمة في القرآن الكريم يتفق العلماء والباحثون كلهم على أنها ستتحقق على يد المسيح الموعود. ثم يقول u: الإسلام وحده هو الدين الحي الذي يحلّ به الربيع دائما فتخضرّ أشجارُه وتحمل ثمارا لذيذة. ففي هذا الزمن أيضا أسس الله تعالى هذه الجماعة بفضله لتكون شاهدة على كون الإسلام دينا حيا، ولكي تزداد معرفة الله تعالى، وينشأ عليه يقين يقضي على نجاسة الذنب، وينشر الحسنة والطهارة.
وقد شمل التقرير الذي قدمه حضرته عن أفضال الله تعالى التي تتنزل على جماعتنا عدة مجالات:
إقامة فروع جديدة للجماعة:
إن عدد الفروع الجديدة للجماعة التي أقيمت في العالم كله ما عدا باكستان هذا العام 288 فرعا بفضل الله I، وإضافة إلى هذه الفروع الجديدة قد غُرس غراس الأحمدية أول مرة في 1040 مكان جديد. و تحتل سيراليون المركز الأول حيث أُقيمَ 40 فرعا جديدا للجماعة، وبعده كونغو كنشاسا التي أُقيمَ فيها 31 فرعا جديدا، وتتلوه غانا حيث أُقيمَ فيها 23 فرعا جديدا، وإضافة إليها هناك بلاد كثيرة أخرى، حيث يتراوح عدد فروع جديدة بين فرعيْن واثني عشر فرعا، ومنها غامبيا وليبيريا وبنين وساحل العاج والنيجر والسنغال وغينيا بساؤ وتنزانيا وغينيا كوناكري ونيجيريا وتوغو وساؤتوميه وكيمرون وتركيا وكونغو وبرازيل وأوغندا وغيرها من البلاد. ومن خلال هذه الفروع يتسنى للأحمديين نشر تعاليم الإسلام، وقدم حضرته الأمثلة كيف يتأثر الناس بتعاليم الإسلام الحقيقي، وبالنموذج الحسن الذي يقدمه الأحمديين للمسلم الصادق المتفاني في تبليغ رسالة الإسلام وإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال جهود المبلغين الذين هاجروا من أجل نشر رسالة الإسلام أو من خلال إذاعات الجماعة أو قنوات الإم تي إيه المخلفة، أو حتى من خلال أولئك الأحمديين الجدد الذين وجدوا صدق دعوى المسيح عليه السلام وبدؤوا هم أنفسهم بتبليغ هذه الدعوة ونشر هذه الرسالة.
كما وقد أقيم رسميا فرع للجماعة في مدينة الخليل في فلسطين وهي مدينة إبراهيم u حيث توجد قبور إبراهيم وإسحاق ويعقوب وأزواجهم المطهرات، وهي مدينة تاريخية ويسكن فيها وفي ريفها 27 أحمديا وأقيم فرع رسمي للجماعة وخصص أحد الأحمديين جزءا من بيته ليكون مسجدا تُصلى فيها الصلوات.
بناء المساجد: أما عن بناء المساجد الجديدة والمساجد التي حازتها الجماعة نتيجة التبليغ: عددها الكلي هو 217 بفضل الله ومنها 124 جديدة شُيدت و93 قديمة حازتها الجماعة. وفقنا الله تعالى للبناء أو الحصول على المساجد في كثير من الدول في ثلاث قارات بل في أربع قارات. كما ذكر حضرته بعض الوقائع التي توضح كيف يلقي الله بنفسه في قلوب الأحمديين تقديم التضحيات من أجل نشر الدعوة وبناء المساجد وتبليغ رسالة الإسلام. وكيف يهيئ الله الأسباب من أجل زيادة إيمان الناس. وكتب معلمنا من منطقة سيميو في تنزانيا: في فرع للجماعة أنشئ في العام الماضي بنينا مسجدا ومركز دعوة. وفي أيام البناء سأل قس مسيحي الأحمديين: لمن تبنون هذا البيت؟ قالوا: لإقامة معلّم جماعتنا. فاستغرب القس من ذلك وقال لا جرم أنكم تكرمون وتحترمون زعماء دينكم، وتعملون بشعاركم القائل: الحب للجميع ولا كراهية لأحد، وهذا مثال يجب أن يحتذي به غيركم.
ومن خلال العمل التطوعي لأفراد جماعتنا من 114 بلدا –ولا سيما في إفريقيا- من أجل بناء المساجد ومراكز الدعوة وغير ذلك، يتم توفير مبالغ كثيرة تستغل لبناء المزيد من المزيد من المساجد وهكذا يجعل الله تعالى البركة في أموالنا.
مطبعة الرقيم: وهناك أعمال كثيرة تقوم بها مطبعة الرقيم المركزية الموجودة في المملكة المتحدة في مدينة “فارنهام”، منها أن مطابع عديدة تعمل في أفريقيا تحت إشراف مطبعة الرقيم. والكتب التي طبعت في مطبعة الرقيم يبلغ عدد نسخها ثلاثمئة وستين ألفاً ومئتين وأربعين نسخة. بالإضافة إلى طباعة مجلات “موازنة مذاهب”، و”النصرة”، ومجلتي”مريم” و”إسماعيل” الصادرتين من قبل مكتب “وقف نو”. كما تطبع في مطبعة الرقيم كثير من الكتيبات والمنشورات والأوراق الترويسية “المطبوع عليها ديباجة خاصة” لشتى مكاتب الجماعة وغيرها من الأعمال.
كما قد طبعت القرآن الكريم برسم “منظور” إن نظارة الإشاعة في جماعتنا بقاديان الهند قد عملت على المشروع بجهد جهيد. كما أن أخانا الأحمدي من تركيا السيد محمد المحترم قد ساعد مطبعة الرقيم كثيرا في سبيل طبع هذا المصحف.
تحت إشراف مطبعة الرقيم المتواجدة في إنجلترا تعمل مطابع الجماعة دول مختلفة، ويبلغ عدد نسخ الكتب المطبوعة في هذه المطابع أكثرَ من ست مئة واثني عشر ألف نسخة. بالإضافة إلى ذلك تطبع فيها المجلات والجرائد والمطبوعات الدعوية والمناشير وغيرها، ويبلغ عدد نسخها تسعة ملايين وأربع مئة وخمسٍ وثمانين ألف نسخة.
علاوة على ذلك، فإن مطبعتنا في غامبيا قد طبعت في هذا العام أعمالا خاصة للناس، كما طبعت من أجل وزارة الصحة كتيبات ومناشير ولافتات بأعداد كبيرة، تحتوي على بيان التدابير الوقائية من وباء الكورونا لتوعية الناس. كانت المطابع الأخرى مغلقة بسبب الوباء، فاتصلت الحكومة بجماعتنا طالبة منها طبع هذه المناشير، فساعدناها.
وكالة الإشاعة (قسم الطبع) قد طبعت هذا العام 407 كتابا وكتيبا ومنشورا ب42 لغة، وكان عدد نسخ الطبع أربعة ملايين ومئتي وستة وخمسين ألفاً وتسعة وخمسين نسخة. أما شتى المجلات التي تطبعها وتنشرها فروع الجماعة محليا في مختلف بلاد العالم في هذا الوقت، فعددها 94 جريدة ومجلة حيث تنشر فيها مقالات ومواد تربوية وتعليمية وثقافية بـ 29 لغة.
وكالة الإشاعة (قسم التوزيع): فقد أُرسلتْ إلى مختلف جماعات البلاد أكثر من مئة وتسعين ألف نسخة من مختلف الكتب بـ 24 لغة. وكما وزعت في مختلف الدول ستة ملايين وثلاث مئة وستة وثمانين ألف نسخة من مختلف الكتب والكتيبات والمناشير بـ 709 موضوع وعنوان، وهكذا وصلت الدعوة إلى ملايين الناس في العالم.
وكالة التصنيف تمت مراجعة ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الإيطالية، وأُرسلت للطباعة. وفي السنة الحالية تمت في بريطانيا ترجمة وشرح أحد عشر مجلدا لصحيح البخاري. وطُبعت ترجمة إنجليزية لكتاب المسيح الموعود u “إعجاز أحمدي”، كما تمت ترجمة إنجليزية لكتابَين آخرين له u وهما: إتمام الحجة، والحرب المقدسة، وسيُرسلان للطباعة قريبا بإذن الله. واثنان وعشرون مجلدا من سلسلة كتب المسيح الموعود u “الخزائن الروحانية” (ما عدا المجلد العاشر) في طور الطباعة في بريطانيا، وسيبدأ العمل على المجلد العاشر أيضا سريعا بإذن الله ونتوقع أن ترى المجلدات الثلاثة والعشرون كلها النورَ قريبا. وبحسب التقارير الواردة خلال العام 2019-2020م من 36 بلدا و8 مكاتب مركزية، قد أُعِدّت 154 نشرة في 33 لغة مختلفة.
في العام الماضي حضر الجلسة ضيف من أوكرانيا اسمه السيد “سرغئي دميترو”، ولم يكن أحمديا حينذاك فطلب منه الخليفة أن يقرأ كتاب “فلسفة تعاليم الإسلام” ويعلّق عليه. فقال بعد عودته إلى وطنه: بعد قراءة هذا الكتاب علمتُ أن المرزا غلام أحمد القادياني ليس زعيما دينيا فحسب بل كان باحثا كبيرا أيضا في علم الأديان…أما قراءة كتاب “فلسفة تعاليم الإسلام” فقد زادت في علمي إلى حد كبير. لم أكتب تعليقي هذا على الكتاب المذكور بمقياس العقل فقط بل كتبته بكل قلبي وروحي ووجداني. ….لقد أكد المسيح الموعود u على تجديد الإسلام وعلى إصلاح الأمة المسلمة بوجه خاص، ومما لا شك فيه أن تجديد أيّ دين أمرٌ مهم جدا…وقد أُعجبت بوجه خاص بجزء الكتاب الذي فيه شرحُ الحالات الطبيعية ومفهوم الأخلاق. ومن الضروري جدا لنا أن ندرك الهدف من خلقنا وندرك أهمية خلق الله تعالى ونقدره تقديرا، وكذلك يجب أن نسعى جاهدين لفهم الأخلاق وأساسها…. إن المسيح الموعود u أصلح الفكرة الخاطئة السائدة عن الإسلام في العالم الإسلامي، ثم توجه إلى إصلاح جماعته، فعندما يصلح كل واحد منا أهلَ بيته والأجواء المحيطة به وبلدَه، سيصبح نتيجةً لذلك قادرا على إصلاح حالة العالم الإيمانية. لقد فتح المرزا غلام أحمد القادياني بابا جديدا للعلم في علم الأديان بشرحه الحالات الطبعية والأخلاقية.
كان هناك برفسور من نيبال، وقد أُهدِي كتاب “الأزمة العالمية وطريق السلام” فقال: إن هذا الكتاب جيد جدا نظرا إلى الظروف الراهنة. (وكان قد علّم على فقرات وسطور كثيرة في الكتاب) وقال أيضا أنه كان يريد إبراز هذه الفقرات لأن هناك حاجة كبيرة لترويج هذه الأمور في العالم. وقد ذُكرت فيها مبادئ ذهبية للعالم. لقد أُعجبتُ بالكتاب كثيرا جدا، وسأعطيه أصدقائي أيضا ليقرأوه.
وقال برفسور نيبالي آخر اسمه “الدكتور غوِوِند”إن قراءة الكتاب: “الأزمة العالمية وطريق السلام” ستفيد غير المسلمين كثيرا لمعرفة رسالة الإسلام عن الأمن. الجماعة الأحمدية تقدم موقفها أمام العالم بطريق سِلمي مقارنة مع فِرق المسلمين الأخرى. وبحسب قول الجماعة الأحمدية إن قيام الأمن في العالم غير ممكن إلا بالعمل بتعاليم القرآن الكريم فحسب. ولا شك أن إنكار ذلك مستحيل تماما.
المنشورات ومعارض الكتب: فمن خلالها يطلع الناس على أدبيات الجماعة ويتعرفون على حقيقة تعاليم الإسلام وخاصة فيما يتعلق ببعض الأمور التي أسئ فهمها كالجهاد وقتل غير المسلمين. كما تطلعهم على ضرورة الإيمان بالله.
وقد وُزّعت أثناء العام قيد البحث أكثر من 9357000 منشور في 111 بلدا، وبواسطتها وصلت دعوة الجماعة إلى 22700000 شخص. حيث بتوزيع هذه المناشير يتصل الناس للحصول على مزيد من المعلومات، وإن الجماعة الإسلامية الأحمدية تُقنع الأعداء بجمال تعاليم الإسلام من خلال عرضها لهم وتجعلهم يدركون عظمة مكانة النبي r وأسوته
وخلال معرض الكتاب في “آسام” تم التعريف بالجماعة للسيد آفتاب أحمد شودري الذي هو حائز على الدكتوراة وهو حافظ للقرآن الكريم أيضا، ثم بدأ معه النقاش التفصيلي، وأثناء الحديث أُخبر عن معتقدات الجماعة المتعلقة بوفاة المسيح الناصري، وقُدمت له البراهين على وفاة المسيح من القرآن الكريم. فقال: لا شك أنني أحفظ القرآن الكريم ولكن لم أنتبه إلى هذا الموضوع قط، لقد فتحتم عيني. إنني أكتب مقالات في الجرائد وسأنشر الآن هذا الموضوع في الجرائد على ضوء هذه الآيات حتى ولو وقف جميع المسلمين في “آسام” لمعارضتي.
ندوات السلام: اشترك في ندوة الجماعة للسلام في سويسرا أحد القساوسة السيد “مشل فشل” الذي يرأس إحدى الجمعيات الخيرية وقد منحته الجماعة جائزة، فقال: إنني أشكر الجماعة الأحمدية من صميم فؤادي، إنني متعجب من أن جماعة مسلمة تمنح جائزة لجمعية خيرية مسيحية وهذا يدل على أنكم لا تتكلمون عن الأمن والسلام فقط بل تعملون لإقامة الأمن أيضا، وإن الشجرة تعرف بثمارها، ومن ثماركم هذه الندوة للسلام.
كتب الرئيس الوطني للجماعة في فنلندا أنهم عقدوا هناك ندوة السلام اشترك فيها دبلوماسي من الخارجية الفنلندية وسفير أسبق لفنلندا في باكستان، فقال: سررت كثيرا حقًّا بحضوري في هذه المناسبة الموقرة لكم، ولقد عملت رئيسًا للسفارة الفنلندية في إسلام آباد بباكستان من عام 1995 إلى 1998 وأحمل ذكريات طيبة لتلك الفترة. لقد كان الأحمديون المعروفون هناك من بين أصدقائي المقربين وأصدقاء أسرتي. لقد لعب الأحمديون دورًا هامًا في ذلك البلد وفي الدفاع عن حدوده وإضافة إلى ذلك في نجاح ذلك البلد في العلوم والفنون والاقتصاد. عندما كانت بريطانيا تحكم شبه القارة الهندية كان كثير من مواطنيها والعسكريين ينتمون إلى الجماعة الأحمدية. ثم يقول: لقد عملت سفيرًا في إيطاليا أيضا وهناك تعرفت على المركز الدولي الثالث للفيزياء النظرية في تريستا الذي أسسه العالم الباكستاني الدكتور عبد السلام الذي هو أول عالم مسلم من أي بلد إسلامي حاز على جائزة نوبل. يقول: لما انتشر خبر فوزه بجائزة نوبل فقد أشيد به كثيرا في الجرائد الوطنية الباكستانية وعلى الراديو والتلفاز وأثني عليه. ولكن عُرف سريعًا أنه أحمدي وفجأة توقف كل الثناء عليه والدعاية له. ثم يقول: فلما توفي في 1996 تم دفنه في ربوة مدينة البنجاب الباكستانية، ومن المؤسف أنه قد محيت كلمة مسلم من شاهد قبره.
ثم وعد حضرته بأن يقدم المزيد من الوقائع و الأحداث يوم الأحد إن شاء الله أمام تجمع صغير في القاعة على شاكلة الجلسة وسيسمع العالم من خلال أم تي أيه عن تلك الأفضال التي منّ بها الله تعالى على الجماعة خلال هذه السنة.