ملخص خطبة الجمعة 3/7/2020
يتابع حضرته في ذكر الصحابي حضرة سعد بن معاذ t، ذكر حضرته بعض الأحداث التي تظهر وفاء هذا الصحابي رضي الله:
يوم بدر:
- حين استشار النبي r الصحابة قائلا: أخبرني الله تعالى أننا سنواجه الجيش بدلا من القافلة، فأشيروا علي أيها الناس! فقام من طرف الأنصار حضرة سعد بن معاذ t وقال: يا رسول الله.. امض لما أردت فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، يا رسول الله إننا سنقاتل بين يديك وخلفك وعن يمينك وشمالك ولن يصلك العدو حتى يدوس على جثثنا.
قال المصلح الموعود t في تفسير الآية 12 من سورة الرعد ]لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ[: الملائكة هي التي كانت تحرسه في الفترة المكية….. أما بعد الهجرة إلى المدينة فقد تمتع فعلا بالحماية بنوعيها: حماية ملائكة السماء وحماية ملائكة الأرض.
- وكذلك وفي نفس الواقعة بعد اختيار المكان المناسب ليقوم به جيش الملسلمين بمشورة من أحد الصحابة، بنى الصحابة باقتراح من سعد بن معاذ رئيس الأوس عريشا في جانب من الميدان، وربط سعد راحلة النبي صلى الله عليه وسلم بالعريش وقال يا رسول الله تفضل أنت في العريش، ونلقى عدونا باسم الله تعالى، فإن كتَب الله لنا النصر كان ذلك مما أحببنا، وإن كانت الاخرى، لا قدر الله، جلستَ على ركائبك فلحقتَ بمن وراءنا من قومنا، وذلك من فرط إخلاصه وحبه وإلا فلا يكون لنبي الله أن يتخلف عن القتال.
يوم أحد:
- عند غزوة أحد بات سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وسعد بن عبادة رضي الله عنهم ليلة الجمعة في المسجد النبوي مدججين بالسلاح يحرسون باب النبي صلى الله عليه وسلم.
- لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لغزوة أحد راكبا فرسه، متنكبا قوسه، حاملا رمحه، كان السعدانِ أي سعد بن معاذ وسعد بن عبادة يجريان أمامه وكل واحد منهما لابساً درعه.
- عند القفول من غزوة أحد كان سعد بن معاذ يمشي أمام راحلة النبي صلى الله عليه وسلم بكل فخر رغم استشهاد أخيه وذلك لعودة النبي صلى الله عليه وسلم سالما. فلما اقتربوا من المدينة رأى سعد رضي الله عنه أمَّه قادمةً، فقال يا رسول الله، ها هي أمي قادمة. وعندما اقتربت الراحلة منها فإن هذه العجوز لم تسأل عن أبنائها، وإنما قالت أين النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال سعد ها هو أمامك. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: إني متأسف جدا أن ابنك الشاب قد استُشهد في الحرب. فقالت: ماذا تقول يا رسول الله، إنما كنتُ عليك أحاذر. وفي هذا نموذج للأحمديات.
قتل كعب بن الأشرف:
- بسبب مؤامراته ومكايده ضد الإسلام ونشره الضغائن والعداوة بل مؤامرته لقتل رسول الله r، فقد أصدر النبي r قراره بأن كعب بن الأشرف يستحق عقوبة القتل بسبب جرائمه وعهد r هذه المهمة إلى صحابي مخلص من قبيلة الأوس وهو محمد بن مسلمة، وأوصاه أن يستشير سعد بن معاذ رئيس الأوس في اتخاذ أي طريق مناسب لقتل كعب.
إجلاء قبيلة بني النضير
بعد إجلاء قبيلة بني النضير نتيجة محاولتهم قتل النبي r، كان سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه ممن أشار بتوزيع الغنائم على المهاجرين فقط، لسد حاجاتهم بشرط بقائهم في دور إخوانهم من الأنصار.
حادثة الإفك:
حين اتُّهمت السيدة عائشة إفكا، وواجه النبي r والسيدة عائشة رضي الله عنها وعائلتُها، أشد الأذى، ثم ذكر r هذه التصرف الباطل للمنافقين خلال تلك المدة أمام الصحابة، فعندها أيضا كان سعد بن معاذ قد أبدى إخلاصا عظيما وعفيفا.