فإذا اشتدت المعارضة ازدهرت الجماعة الإلهية أيضًا، واذا ازدادت المعارضة ازداد معها التأييد الإلهي والنصرة الربانية أيضًا.
ولذلك كلما كان بعض أتباع سيدنا المسيح الموعود – عليه السلام – يشتكي إليه باشتداد المعارضة في منطقته كان يقول له:
هذا دليل على رقي جماعتكم، لأنه حيثما تكون المعارضة تزدهر جماعتنا أيضًا، لأن كثيرًا من الناس الذين لا يعرفون جماعتنا يطلعون عليها من خلال ما يقول الخصوم، فيرغبون في قراءة كتبنا شيئًا فشيئًا، فيقبلون الحق.
حضر شخص ذات مرة إلى سيدنا المسيح الموعود – عليه السلام – وبايع على يده. فسأله حضرته:
من بلغك الدعوة؟ فقال بدون توقف: الشيخ ثناء الأمرتسري. فقال – عليه السلام – في حيرة: كيف؟ قال: كنت أقرأ الجريدة الأردية للشيخ الأمرتسري، وكنت ألاحظ دائمًا أنه شديد الطعن في جماعتكم. فقلت في نفسي يومًا: لم لا أرى بنفسي ما ورد في كتب هذه الجماعة؟ فبدأتُ مطالعة كتبكم، فانشرح صدري ورغبت في بيعتكم.
إذًا، فالفائدة الأولى في المعارضة أنها تؤدي إلى ازدهار الجماعة الإلهية وتتسبب في هداية الكثير من الناس. والفائدة الثانية أن الله تعالى يظهر بسبب عداء الخصوم آيات معجزة لتأييد جماعته ونصرتها.
التفسير الكبير للمصلح الموعود رضی اللہ عنه ، المجلد السادس، ص 603