يقول الخليفة الرابع (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) في خطبة الجمعة ١٨ كانون الثاني/يناير ١٩٩١ في أيام حرب الخليج:
“أنا لا أنصح الجماعة الإسلامية الأحمدية بالدعاء لنصرة هذا الفريق أو ذاك، بل أطالبهم بالدعاء من أجل استقرار السلام في العالم. ابتهِلوا إلى الله قائلين: يا ربنا، نحن المحبون المغرمون برسالة محمد المصطفى (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)، والمولعون باسمه وشخصه الكريم لأنه سيدنا وأصدق محبيك. يا مالك الأرض والسماء، لم يحببك مخلوقٌ كحب سيدنا المصطفى (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)، ونحن نحب اسمه وعمله وشخصه ودينه. وكان (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) يحب بني البشر أجمعين. لقد بعثه الله تعالى رحمةً للعالمين، وحبنا له يقتضي أن نذوب لآلام الناس أجمعين، وأن نعينهم ونسعى لتحسين حالهم. ونحن يا ربنا لا نملك شيئاً سوى الدعاء. نحن يا ربنا جماعةٌ من الضعفاء الذين لا حول لهم إلا بك. نحن يا ربنا جماعةٌ نلقى منهم الاضطهاد. ولكننا نسجد بين يديك، ونتوسل إليك بمذلةٍ وحرارةٍ وإلحاح، أن تنـزل رحمتك على العرب، بني جلدة سيدنا المصطفى، وأن ترحم جميع بني البشر. أنقِذْهم يا ربنا من المشاكل العالمية، سواء كانت ناتجة عن أخطاء البشر أو بقضائك الذي لا نستطيع إدراكَه. ومهما كان الأمر، فإن كان هناك نصرٌ فاجعله يا ربنا من نصيب الإسلام، وإن كان هناك فوزٌ فقدِّرْه يا ربنا للإنسانية ولتلك القيم الأخلاقية التي اختفت من الشرق والغرب. دعْها يا ربنا تنهض في الدنيا ثانيةً.. وتنتصر في العالم تارةً أخرى. اللّهُمّ حقِّقْ وعدك الذي أنزلتَه في القرآن بأنك أرسلت محمداً (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) ﴿ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ﴾ . فلن ندعو لفوز أمةٍ معينة، ولكن ندعو لانتصار الصدق وفوز الإسلام والحق والقيم الإنسانية. يا ربنا لو لم تسمع دعاءنا اليوم، فلا سبيل لنا لإنقاذ هذا العالم.“
(خطبة الجمعة ١٨ كانون الثاني/يناير ١٩٩١، كارثة الخليج ص ١١٣-١١٤)