يقول الخليفة الرابع للجماعة الاسلامية الاحمدية سيدنا طاهر احمد رحمة الله عليه:
الله هو السلام، ومنه السلام، ولا سلامَ إلاّ به
لا يمكن للإنسان أن يعيش بسلام مع نفسه، ولا ينال سلاما في المجتمع من غير هذا الدستور. ولا يمكن أن يفلح دستور آخر. إن حب الله وحده هو الذي يستطيع أن يوَلّد في الإنسان احتراما صادقا نحو خالقه. وكلما ارتقى المخلوق في مرتبته كلما ازداد اقترابا من خالقه، وتَقوّى الارتباط بين المخلوق والخالق.
ويشْرع الإنسان في احترام الأناس الآخرين لغرض أسمى وأكرم.. أعني بسبب احترامه والامتنان الذي ينبغي لخالقه يبدأ الإنسان في احترام الجنس البشري. ويمكن للمرء حينئذ القول بأن الأصل هو حب الله تعالى الذي تحول إلى حب لخلقه. ومن الناحية النظرية لو “نحيت” الله جل وعلا من المشهد للحظة واحدة.. لاكتسبت العلاقات البشرية فجأة منظورا مختلفا تماما.
إن الفراغ الناشئ عن غيبة الله من الفؤاد.. تملؤه على الفور أنانية الإنسان. إنها لفلسفة غارقة في السذاجة والجهل تلك التي تدّعي بأن الإنسان يستطيع الحياة بدون الله. إن ما يحرزه الملحد في النهاية ليس موت إله واحد فحسب، بل إنه يخلق آلافا مؤلفة من الآلهة. كل كائن مدرك موجود يكتسب فجأة دور إله في نفسه. وبذلك ينمو ويقوى الغرور والأنانية والانهماك التام في طلب الأهداف الخاصة.
والمجتمعات التي تكون لبناتها من مثل هؤلاء الأشخاص تظل دائما مجتمعات أنانية ذاتية الاتجاه، لا يرون أي منطق أو معنى للإحسان إلى الآخرين إلا بسبب باعث خفي، ولا يبقى لهم ملاذ خارجي يُرجع إليه.. في صورة إله رحمان.. هو الرابط الوحيد والملتقى لكل صنوف الخلق.
هذه هي فلسفة الإسلام الأصيلة…
بدون الرجوع لله تعالى لا يمكن للمرء أن ينال السلام؛ وبدون هذا السلام لا يمكن بناء السلام في المجتمع. ويصبح الفشل محتما على كل جهود البشر من أجل خلق سلام من تلك البواعث المستترة وتذهب جميعا سدى.
إذا غاب الله غاب السلام….
هذه هي الحكمة البالغة. ”
من كتاب “الإسلام والتحديات المعاصرة ”
رجاء النقر على صورة الغلاف أو الضغط هنا لتحميل الكتاب وقراءته كاملا