وجه أحد الصحفيين سؤالاً لخليفة المسيح الرابع حضرة مرزا طاهر أحمد رَحِمَهُ الله كما يلي:
السائل : “هل تعبدون الحجر الأسود الموجود في الكعبة؟“
حضرة مرزا طاهر أحمد: “لا نعبد الحجر الذي في الكعبة على الإطلاق.”
السائل : “ألا تقبلون الحجر الأسود؟“
حضرة مرزا طاهر أحمد: “تقبيل الشيء لا يعني عبادته. فإن أنت قبّلتَ منديلاً في ذكرى شخص عزيز على قلبك، فهل هذه عبادة؟”
السائل : “إذا ما هي أهمية هذا الحجر الأسود؟“
حضرة مرزا طاهر أحمد: “لقد بيّن لنا حضرة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أهمية الموضوع. والحقيقة أن التعبير عن الحب في ذكرى إنسان عزيز لا تُعد عبادة أبدا. فذلك يحدث في الحياة اليومية وهو جزء من الحالة النفسية لدى البشر. فإذا أحبَّ أحدٌ أحدا أو قبّله في ذكرى إنسان عزيز يحبه ويقدّره، فذلك مجرد تعبير عن التقدير والمحبة. يقوم الناس عادة بإرسال الرسائل إلى ذويهم وأحيانا بدافع الحب لصاحب الرسالة فإنهم يقبّلون رسالته.
وبالمثل يمكن شرح أهمية الحجر الأسود. فحسب تفسير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، عندما كان أول بيت لله تعالى يوشك أن يبنى ويوضع للناس، فإن الله ﷻ أمطر حجارة من السماء وذلك لتوفير مواد بناء هذا البيت. ولقد أصبحنا اليوم نفهم معنى ذلك بشكل واضح. فقد كان الموضوع عبارة عن مطر نيزكي. ولا بد أن تكون النيازك والشهب قد انهمرت على تلك البقعة من الأرض بتوجيه خاص من الله تبارك وتعالى. وقد استُخدمت “الحجارة” التي نزلت من “السماء” لبناء أول منزل لعبادة الله. وحسب قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فإن الحجر الأسود هو أحد بقايا الحجارة التي نزلت من “السماء”. وبسبب الطبيعة التاريخية لهذا الحدث، وتخليدا لذكراه، فإننا نقوم بتقبيل هذا الحجر كشيء مبارك – ولكننا نتعامل معه كمجرد حجر لا أكثر، وليس ثمة حرج في ذلك. فنحن لا نعتقد أن لهذا الحجر أي قدرة أو قوة ما – ولسنا نتوجه له بالدعاء ولا نطلب منه شيئا على الإطلاق.” (مجلة مراجعة الأديان عدد فبراير 2003, صفحة 29)
نقل وترجمة فراس علي عبد الواحد