يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام:

التبرعات لم تبدأ من هذه الجماعة، بل جُمعت التبرعاتُ في زمن الأنبياء أيضا عند الحاجة إلى المال. كان هناك زمنٌ حينَ كان الناس يُحضرون كل ما كان في بيوتهم إِثْرَ إشارةٍ خفيفةٍ للتبرع. لقد قال النبي ﷺ مرةً ما معناه: يجب أن تقدِّموا بقدر المستطاع. وكان هَدَفُه أن يرى قَدَرَ ما يتبرع به مختلفُ الناس. فأَحْضَرَ سيدُنا أبو بكرؓ جُلَّ مالِه. أما سيدُنا عمرُ فأحْضَر نصفَه. فقال النبُي ﷺ هذا هو الفرق بين درجاتكما. أما اليوم فلا يعرف أحدٌ أن المساعدة المالية أيضًا ضرورية، رَغْمَ أنه لا بأس بمُستوَى معيشتِهم. وعلى النقيض تلاحِظون الهندوسَ أنهم يُديرون المصانعَ بجمعِ التبرعات بالملايين، ويُشيِّدون البناياتِ الدينيةَ الضَخْمَةَ، ويُنفقون بمناسَباتٍ أخرى أيضا، في حين أن التبرعاتِ في جماعتنا تُطْلَبُ بكميةٍ صغيرةٍ جدا. فإذا كان أحدٌ لا يَعقِد الميثاقَ، فيجب طَرْدُه (من الجماعة) إنه منافقٌ، وقلبُه مُسْوَدٌّ….إن الصحابةَ ؓ كانوا قد أُخبِروا بذلك بقوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون). ففي ذلك إشارةٌ وتأكيد إلى دَفْعِ التبرع وبَذْلِ المال“. (الملفوظات ج 6 ص 42)

هناك مَن يبايعون ويُقِرُّون أيضا أننا سوف نقدِّم الدين على الدنيا، ولكن عندما تكون هناك حاجةٌ للإنفاق في سبيل الدين يبخلون. فهل مِن أحد يستطيع أن ينال هَدَفًا دينيًا مع هذا الحُبِ الشديد للدنيا؟ وهل ينفع وُجودُه شيئا؟ كلا، ثم كلا!! يقول الله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)” (الملفوظات ج 6 ص 40 الحاشية)

يجب على أبناء الجماعة أن يَخدِموها بكل وسيلةٍ ممكِنة. يجب ألا يُقصِّروا في تقديم الخدمة المالية إليها. اِعلَمُوا أنه ليس في الدنيا جماعةٌ يمكن أن تتقدَّم من دون التبرعات. لقد جُمِعت التبرعاتُ في زمن النبي ﷺ وأيضا في زمن موسى وعيسى والأنبياء الآخرين عليهم السلام. فيجب على جماعتنا أيضًا أن يهتمُّوا بهذا الأمر كثيرًا.” (الملفوظات ج6 ص38)

سوف ننتظر الجواب مِن كلِ مبايعٍ إلى ثلاثة شهورٍ بعد نشر هذا الإعلان. هل يَرضَى بدَفْعِ شيءٍ من التبرعات شهريًا لِمُساعدةِ الجماعة أم لا؟ وإن لم يأتِ ردُّه إلى ثلاثة شهورٍ سوف يُشطَبُ اسمُه من قائمة المبايعين ويُشاع هذا الأمرُ. ولو تهَاوَنَ أحدٌ في دفع التبرع إلى ثلاثة شهور بعد وعده بذلك فسوف يُشطَبُ اسمُه أيضا. ثم لن يبقى في الجماعة كلُّ مَن كان متكبرا ومتهاوِنًا وليس من الأنصار“. (مجموعة الإعلانات مجلد 3 ص 469)

إنني أعظ كلَّ واحدٍ منكم، حاضرًا كان أم غائبًا، أَنْ أَخْبِروا إخوتَكم عن التبرع، وأَشْرِكوا جميعَ إخوانكم الضعفاءَ أيضا في التبرعات. إن هذه الفرصة لن تَسْنَحْ مرةً أخرى. كم هو مُبارَكٌ هذا الزمنُ بحيث لا تُطلَبُ تضحيةُ النفوس مِن أحدٍ لأن هذا الزمنَ أيضا لا يقتضي تقديمَ النفوس، بل هو زمَنُ إنفاقِ المال قَدَرَ المستطاع“. (الملفوظات ج6 ص 41 الحاشية)

أنا مندهش من الحب والإخلاص اللذين تبديهما جماعتنا. وحتى أشخاص من ذوي الدخل الزهيد مثل ميان جمال الدين، وخير الدين، وإمام الدين الذين هم من كشمير ويعيشون قرب قريتنا. إن هؤلاء الإخوة الثلاثة الذين هم عمّال ذوو دخل محدود، وربما يكسبون فقط 12 أو 16 مليما في اليوم، ومع ذلك يشاركون في التبرعات الشهرية أيضًا بحماس كبير. وإنني معجب كذلك بإخلاص صديقهم ميان عبد الله عزيز جابي الضرائب الزراعية، فبرغم افتقاره حتى إلى موارد العيش الزهيدة أعطاني ذات يوم 100 روبية تبرعًا، وقال إنه يرغب في أن يُنفَق هذا المبلغ في سبيل الله تعالى. ولربما كان ذلك الإنسان الفقير قد ادّخر تلك المئة روبية على مدى سنوات عديدة، لكن حماسه للإنفاق في سبيل الله تعالى وللفوز برضاه جعله يفعل ذلك.” (ضميمة أنجام آتهم، ص 29-30، الحاشية، الخزائن الروحانية، مجلد 11، ص 313-314، الحاشية)

لا تظنوا أنكم تحسنون إلى الله وإلى من أرسله الله بإنفاق قدر من مالكم أو القيام بأي خدمة أخرى، بل إنه لمنّةُ الله عليكم أن وفقكم لهذه الخدمة… فحذار أن تتكبروا في قلوبكم أو تظنّوا أنكم تقومون بخدمة مالية أو غير ذلك. أقول لكم مرة بعد أخرى إن الله تعالى لا يحتاج أبدا إلى خدمتكم، وإنما هو فضله عليكم أن وفقكم لهذه الخدمة… لو أنكم قدمتم خدمات كثيرة حتى أنفقتم كل أموالكم وعقاراتكم فإنه لمما ينافي الأدب أيضًا أن تظنوا أنكم قمتم بأي خدمة…كل هذه الأفكار بعيدة عن الأدب. ولا يهلك أحد بأسرع مما يهلك سيّئُ الأدب“. (تبليغ الرسالة)

اللذة والمتعة اللتين أتذوقهما حين فراغ جيبي لا أستطيع بيان كيفيتهما. هذه الحالة تريحني وتطمئنني كثيرا بالمقارنة مع فترة امتلاء الجيب.” (الملفوظات ج 1، ص 325- 326)

About مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

View all posts by مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام