“فصلّوا على هذا النبي المحسن الذي هو مظهر صفات الرحمن المنّان، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان. والقلب الذي لا يدري إحسانه، فلا إيمان له أو يضيع إيمانه. اللهم صلّ على هذا الرسول النبي الأُمّي الذي سقى الآخرين كما سقى الأوّلين، وصبّغهم بصِبغ نفسه وأدخلهم في المطهّرين“. (إعجاز المسيح، الخزائن الروحانية مجلد 18 ص 5-6)
“ينادى المرء في حالة الوَجْدِ عفويًا: اللهم صلِّ على محمد. إني أقول صدقًا وحقًا: إن هذا الأمر ليس من قبيل الخيال والافتراض. القرآن الكريم وتاريخ العالم يشهدان شهادة قطعية على إنجازات النبي ﷺ، وإلا لماذا قيل عنه ﷺ على وجه الخصوص: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، ولم لم يصدر هذا النداء في حق أي نبي آخر“. (جريدة الحَكَم، مجلد 5، عدد 2، بتاريخ 17 يناير، عام 1901، ص3)
“نشكر الله شكرا كثيرا على أن النبي المعصوم قد جاء وأنقذ من عبدة الأوثان. هذا هو السر وراء نيل سيدنا رسول الله ﷺ وحده تلك المرتبة العالية جزاءً على إحساناته حيث قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)“. (جريدة الحَكَم، مجلد 5، عدد 2، بتاريخ 17 يناير/ كانون الثاني 1901، ص2)
“يجب أن تُكثِروا من الصلاة على النبي التي هي أمثَلُ وسيلةٍ لاكتساب الاستقامة والثبات، لكن ليس كتقليد وعادة فحسب، بل يجب أن تصلّوا على الرسول ﷺ نظرًا إلى حسنه وإحسانه، داعين من أجل ارتفاع مدارجه ومراتبه وانتصاره وغلبته ﷺ، فستكون النتيجة أنكم تنالون ثمرة حلوة ولذيذة لاستجابة الدعاء. هناك ثلاث وسائل فحسبُ لاستجابة الدعاء، أوّلًا: (إنْ كنتم تحبّون الله فاتّبعوني)، وثانيا: (يا أيها الذين آمنوا صَلُّوا عليه وسلِّموا تسليما)، وثالثا: الهبة الإلهية. (الملفوظات مجلد 9 ص 23)
“حدث ذات مرة أنني ظللت مستغرقا في الصلاة على النبي ﷺ فترة من الزمن، لأنني كنت على يقين أن سبل الله تعالى دقيقة جدا، ولا يمكن الاهتداء إليها بدون وسيلة النبي ﷺ، كما يقول الله تعالى أيضا: (وابتَغُوا إليه الوسيلةَ). ثم بعد مدة رأيتُ في حالة الكشف أن سقَّاءَينِ قد جاءا ودخلا بيتي، أحدهما دخل من الطريق الداخلي والآخر من الطريق الخارجي، وعلى أكتافهما قِرَبٌ من نور، ويقولان: هذا ما صلَّيْتَ على محمدٍ“. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية مجلد 22، ص 131، الحاشية)
“إنّني أرى أن الفيوض الإلهية تتجه بشكل أنوار رائعة إلى النبي ﷺ بفضل الصلاة عليه، ثم تسري وتنجذب في صدر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، ثم تخرج في قنوات وجداولَ كثيرة لا تُحصى، وتَصِل إلى كلّ من يستحقّها بحسب طاقته. من المؤكّد أنه لا يمكن أن ينال أحد أي فضلٍ من الأفضال بدون وساطة النبي الكريم (محمد) ﷺ.
ما هي الصلاة على النبي ﷺ؟ إنما هي عبارة عن تحريك عرشه الذي تَصدر منه جداول النور هذه. فمَن يرغب في الحصول على فضل الله عزّ وجلّ فلْيُكْثِر من الصلاة على الرسول الكريم محمد ﷺ ليحرّكَ فضل الله تعالى“. (جريدة الحكم، شباط/فبراير 28/1903، ص 7)
وقال ؏ بعد تسجيل إلهام رباني تلقاه وهو “وكان أمر الله مفعولا“:
“والإلهام الذي تلقيتُ بعده هو: “صَلِّ على محمد وآل محمد سيدِ وُلْدِ آدمَ وخاتَمِ النبيين“. ﷺ. وفيه إشارة إلى أن كل هذه المراتب والأفضال والعنايات إنما هي بسببه وجزاءٌ على حبنا له ﷺ. سبحان الله! ما أسمى المكانةَ التي يحظى بها سيد الكون ﷺ عند الحضرة الأحدية، وما أكثرَه قربًا لديه ﷻ، حيث إن مُحِبّه ﷺ يصبح محبوبًا عند الله تعالى، وإن خادمه ﷺ يُصبح مخدوم العالم. وقد تذكرتُ هنا أنني صليت على النبي ﷺ في إحدى الليالي بكثرة حتى تعطرَ به القلب والروح، فرأيت في الليلة نفسها أنهم (أي الملائكة) قد أتوا بيتي بقِرَبٍ من نور في شكل ماء زلال، وقال أحدهم: هذه هي نفس الصلوات التي صليت بها على محمد ﷺ. وتذكرتُ الآن حادثًا غريبًا آخر بأني تلقيت مرة إلهامًا فحواه أن أهل الملأ الأعلى في خصام؛ أي أن مشيئة الله تعالى تهيج لإحياء الدين، ولكن لم ينكشف على الملأ الأعلى بعد تعيين الشخص المحيي، فلذلك هم يختلفون. وفي أثناء ذلك رأيت في الرؤيا أن الناس يبحثون عن هذا المحيي، وأتى أحدهم أمام هذا العبد المتواضع وقال مشيرا إليّ: “هذا رجل يحب رسولَ الله ﷺ“. وكان المراد من قوله هذا أن أعظم شرطٍ لهذا المنصب هو حب النبي ﷺ، وهذا الشرط متوفر في هذا الشخص. وأما أمرُ الله تعالى، في الإلهام المذكور أعلاه، بالصلاة على آل النبي ﷺ فالسرُّ فيه هو أن حبّ أهل البيت وثيق الصلة بنـزول فيوض الأنوار الإلهية، وأن الذي يدخل في زمرة المقربين عند الحضرة الأحدية إنما ينال مما تركه هؤلاء الطيبون الطاهرون، ويصبح وارثًا لهم في جميع العلوم والمعارف“. (براهين أحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية مجلد 1صفحة 597- 598 الحاشية رقم 3)
“عليك بصلاة التهجد وترديد الأوراد والتسبيحات المأثورة. إن في صلاة التهجد بركات كثيرة. إن التكاسل خسارة، ولا قيمة لشخص يخلد إلى الكسل والراحة. وقال الله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبلَنا). وإن أفضل كلمات الصلاة على النبي الكريم ﷺ هي ما خرجت من لسانه المبارك ﷺ، وهي: “اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وعلى آل إبراهيم إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللهم بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وعلى آل محمد كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وعلى آل إبراهيم إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ“. إن الكلمات التي تخرج من فم أي إنسان تقي لا تخلو من البركة أبدًا، فما بالك ببركة كلمات خرجت من فم سيد المتقين وسيد الأنبياء ﷺ! قصارى القول إن هذه الكلمات للصلاة على النبي ﷺ هي الأكثر بركةً من غيرها. وهذه الكلمات هي وِردُ هذا العبد المتواضع أيضًا، ولا يلزم فيها التقيد بعدد المرّات، بل إن ما يلزمه هو قراءتها بالإخلاص والحب وحضور القلب والتضرع إلى أن تنشأ في القلب حالة من البكاء والوجدان والتأثير ويمتلئ الصدر انشراحًا ولذة“. (مكتوبات أحمدية مجلد 1 ص 17-18)
“كم هو مباركٌ هذا العصر حيث اتخذ الله تعالى هذا القرار المبارك في هذه الأيام الحرجة الحالكة وهيَّأ من الغيب وبمحض فضله أسباب نصرة الإسلام، توطيدًا لعظمة النبي ﷺ، فأقام هذه الجماعة. إنني أسأل الذين يكنّون حبًّا وألمًا وتعظيمًا للإسلام: هل أتى على الإسلام زمان أسوأ من هذا العصر، حيث تعرض الرسول ﷺ للسباب والشتائم والإساءة، وجُعل القرآن الكريم عرضة للإهانة إلى هذه الدرجة؟ إنني أتأسف وأتألّم جدًّا على حالة المسلمين حتى لا يقرّ لي قرار في بعض الأحيان، إذ لا يوجد فيهم أدنى إحساس بتلك الإهانة. هل يظنون أن الله تعالى لم يرد لرسوله ﷺ أي عزّ أو شرف، فإنه رغم هذه الشتائم والإهانات، ما أقام أي جماعة سماوية من عنده، ليَكُمّ أفواه أعداء الإسلام وينشر عظمة النبي ﷺ وطهارته في العالم ثانيةً! ما دام الله تعالى وملائكته يصلّون على النبي ﷺ، فكم حريًّا أن تتم الصلاة عليه ﷺ في هذا العصر الذي يُساء فيه إليه ﷺ. فاعلموا أن الله تعالى قد هيأ الأسباب للصلاة على النبي ﷺ بتأسيس هذه الجماعة“. (الملفوظات، مجلد3 ص 8-9)