يقول المسيح الموعود عليه السلام:
حكم ومهدي ومسيح
“وأسماء هذا المجدد ثلاثة وذكرها في الأحاديث الصحيحة صريح: حَكَمٌ ومهديٌّ ومسيح. أما الحَكَم فبما رُوِيَ أنه يخرج في زمن اختلاف الأمّة، فيحكُم بينهم بقوله الفصل والأدلة القاطعة، وعند زمن ظهوره لا توجد عقيدة إلا وفيها أقوال، فيختار القولَ الحق منها ويترك ما هو باطل وضلال. وأمّا المهدي فبما رُوِيَ أنه لا يأخذ العلم من العلماء، ويُهدى مِن لدن ربه كما كان سُنّة الله بنبيّه محمد خير الأنبياء، فإنه هُدي وعُلّم من حضرة الكبرياء، وما كان له معلِّم آخر من غير الله ذي العزّة والعلاء. وأما المسيح فبما رُوِيَ أنه لا يستعمل للدّين سيوفا مشهَّرة ولا أسنّة مذرَّبة، بل يكون مُداره على مسحِ بركات السماء، وتكون حَرْبتُه أنواع التضرّعات والدعاء. فاشكروا الله أنه موجود في زمنكم وفي هذه البلدان، وأنه هو الذي يكلّمكم في هذا الأوان“. (نجم الهدى، الخزائن الروحانية مجلد 14 ص 89-92)
“فوالله إني أنا ذلك المسيح الموعود فضلا من الله المنان الودود، وأنا صاحب الفصوص، والحارس عند الغارات من اللصوص، وتُرْس الدين من الرحمن، عند طعن الأديان. ألا تفكّرون في السلسلتين“. (الهدى والتبصرة لمن يرى، الخزائن الروحانية مجلد 18 ص 375)
“وقد أنبأني ربي أنني كسفينة نوح للخلق، فمن أتاني ودخل في البيعة فقد نجا من الضيعة، فطوبى لقوم هم ينجون“. (التبليغ، ص 71)
“فأخرجني الله من حجرتي، وعَرّفني في النَّاس، وأنا كارهٌ من شهرتي، وجعلني خليفة آخر الزمان، وإمام هذا الأوان“. (الاستفتاء، ص 102)
“إنّي أنا موتُ الزُّور، وحِرْزُ المذعور، وأنا حَربةُ المولى الرحمن، وحُجّة الله الديّان، وأنا النهار والشمس والسبيل، وفي نفسي تحققّتِ الأقاويل، وبي أُبطلتِ الأباطيل، وأنا الواصف والموصوف، وأنا ساقُ الله المكشوف، وأنا قَدَمُ الرسول التي تُحشَر عليها الأموات، وتُمحَى بها الضلالات“. (لجة النور، الخزائن الروحانية مجلد 16 ص 473-474)
“أنا النور لهذا العصر المظلم، ومَن تبعني فسوف يُجنَّب تلك المَهاويَ والحفرَ التي أعدّها الشيطان للسائرين في الظلام. لقد بعثني الله لأُرشد الدنيا إلى الإله الحق بسلم وحلم، ولأشيّد من جديد بناءَ المُثل الخلقية الإسلامية. ولقد وهب لي اللهُ آياتٍ سماوية ليطمئن بها طلابُ الحق، وأَظهَرَ لتأييدي العجائبَ من عنده، وكشف عليّ أمور الغيب وأسرار المستقبل التي هي المعيار الحقيقي لمعرفة الصادقين بحسب كتب الله المقدّسة. ووهب لي المعارفَ المقدسة والعلوم الروحانية؛ فعادتني بسببها النفوسُ الكارهة للحق والراضية بالظلام؛ ولكنني عازم على مؤاساة البشرية ما استطعت إلى ذلك سبيلاً“. (المسيح الناصري في الهند، ص 13)
المجدد
“جعلني مجدّد هذه المائة، وخصّني في علومه بالبسطة والسعة، وجعلني لرسله من الوارثين. وكان من مفائح تعليمه، وعطايا تفهيمه، أن المسيح عيسى بن مريم قد مات بموته الطبعيّ وتُوفّي كإخوانه من المرسلين. وبشّرني وقال إن المسيح الموعود الذي يرقبونه والمهدي المسعود الذي ينتظرونه هو أنت، نفعل ما نشاء فلا تكوننّ من الممترين. وقال: إنّا جعلناك المسيح ابن مريم، ففَضَّ خَتْمَ سِرِّه وجعلني على دقائق الأمر من المطّلعين. وتواترت هذه الإلهامات، وتتابعت البشارات، حتى صرتُ من المطمئنين. ثم تخيّرتُ طريق الحزامة، ورجعتُ إلى كتاب الله خفيرِ طرق السلامة، فوجدتُه عليه أوّلَ الشاهدين. وأيُّ بيان يكون أوضح من بيانه: (يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ)؟ فانظُرْ، هداك الله قبلَ تَوَفّيك وجعَلك من المستبصرين. وأكّده الله بقوله: (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني)، ففَكِّرْ فيه يا من آذيتني، وحسبتني من الكافرين. وهذا نصّ لا يردّه قولُ مُبارٍ بآثار، ولا يجرحه سهمُ مُمارٍ في مضمار، ولا ينكره إلا من كان من الظالمين“. (إتمام الحجة، باقة من بستان المهدي، ص 3-4)
جريُّ الله في حلل الأنبياء
“لم يسبق في الدنيا نبي إلا وقد أُعطيت اسمه. فكما قال الله ﷻ في “براهين أحمدية: “أنا آدم، أنا نوح، أنا إسحاق، أنا يعقوب، أنا إسماعيل، أنا موسى، أنا داود، أنا عيسى بن مريم، أنا محمد رسول الله بصورة ظلية، فقد سمّاني الله في هذا الكتاب بالأسماء المذكورة كلها وقال عني “جريُّ الله في حلل الأنبياء“. فلا بد أن يوجد في نفسي شأن كل نبي“. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية مجلد 22 ص 521)
ذو القرنين
“سماني الله تعالى “ذَا القرنين“، وخاطبني بالوحي أني “جَرِيُّ الله في حلل الأنبياء“.. أي أني رسول من الله في رداء الأنبياء جميعا، وهذا يظهر أن لي مزايا ذي القرنين الذي كان يتلقى الوحي من الله.. كما يستدل من قوله تعالى (قلنا يا ذا القرنين). فدل الوحي المذكور الذي أُخبرت فيه بأني ذو القرنين.. أن قصته الواردة في القرآن المجيد نبأ يتعلق بي….
إن “ذو القرنين” يعني: الحائز على قرنين من الزمان…. وأنا حائز على قرنين بحسب جميع التقاويم المعتبرة**. لقد بلغت من العمر اليوم 67 عاما، وقد شهدت قرنين هجريين، وقرنين شمسيين، وقرنين عبريين، وقرنين هنديين“. (براهين أحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية، مجلد 21، ص 118)
** ولد المسيح الموعود ؏ في فجر الجمعة 14 شوال 1250 الهجرية، وتوفي في يوم الثلاثاء 26 مايو 1908، فشهد القرنين 13، 14 من الهجرة، و19، 20 من الميلادية، وكذلك شهد القرنين 55، 56 من العبرية. (الناشر)
“وإنما مثل المسيح الموعود كمثل ذي القرنين، وإليه أشار القرآن يا أولي العينين، فكفاكم هذا المثل إن كنتم تتأمّلون. وإني أنا الأحْوَذِيّ كَذي القرنين، وجُمعت لي الأرض كلها بتزويج النفوس، فكمّلتُ أمر سياحتي وما برحتُ موضع هاتين القدمين. ولا سياحة في الإسلام ولا شدّ الرحال من غير الحرمَين. فرُزِق لي السَّيْحانُ بهذا الطريق من رب الكونَين. ووجدتُ في سياحتي قومين متضادَّين. قومٌ صمختْ عليهم الشمسُ ولفحتْ وجوهَهم نارُ أُوارٍ فرجعوا بخُفَّي حُنين، وقومٌ آخرون في زمهريرٍ وعينٍ حمئة لفقد العين. ذلك مثل الذين يقولون إنّا نحن مسلمون وليس لهم حظ من شمس الإسلام، يحرقون أبدانهم من غير نفع ويلفحون، ومثلُ الذين ما بقي عندهم من ضوء شمس التوحيد واتخذوا عيسى إلهًا، واستبدلوا الميتَ بالذي هو حيّ، ويظنون أنهم إليه يتحوّجون“. (تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية، مجلد 20، ص124)
“ففي تلك الأيام التي يموج فيها بحر الموت والضلال، ويسقط الناس على الدنيا الدنيّة ويعرضون عن الله ذي الجلال، يخلق الله عبدًا كخلقه آدم من كمال القدرة والربوبية، مِن غير وسائل التعاليم الظاهرية، ويُسمّيه آدم نظرا على هذه النسبة، فإن الله خلق آدم بيديه وعلّمه الأسماء كلها، ومنّ منًّا عظيمًا عليه وجعله مهديا، وجعله من المستبصرين”. (سر الخلافة، ص 62)