يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام:
“اعلم أنّا نؤمن بإحياء إعجازي وخلق إعجازي، ولا نؤمن بإحياء حقيقي وخلق حقيقي كإحياء الله وخلق الله، ولو كان كذلك لتشابهَ الخلق والإحياء، وقال الله سبحانه: (فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ)، وما قال فيكون حيًا بإذن الله، وما قال فيصير طيرا بإذن الله. وإن مثل طير عيسى كمثل عصا موسى، ظهرت كحية تسعى ولكن ما تركتْ للدوام سيرته الأولى. وكذلك قال المحققون إن طير عيسى كان يطير أمام أعين الناس وإذا غاب فكان يسقط ويرجع إلى سيرته الأولى. فأين حصل له الحياة الحقيقي؟ وكذلك كان حقيقةُ الإحياء.. أعني أنه ما ردّ إلى ميّت قط لوازمَ الحياة كلها، بل كان يُري جلوةً من حياة الميّت بتأثير روحه الطيب، وكان الميّت حيًّا ما دام عيسى قائمًا عليه أو قاعدا، فإذا ذهب فعاد الميّت إلى حاله الأول ومات. فكان هذا إحياءً إعجازيًّا لا حقيقيًّا، والله يعلم أن هذا هو الحقيقة الواقعة، ثم مازَجَها أغلاطُ بيان الناس، وزادوا فيها ما شاءوا كما لا يخفى على من له شَمّة من العلم والبصيرة، فدَقِّقِ النظر في مطاوي الآيات ومعانيها ليُكشَف عنك الضلال والظلام وتكون من المتبصّرين”. (حمامة البشرى، ص 188)