يقول المسيح الموعود عليه السلام:

إن القسم الأول أي معرفة الله لا يتحقق بحال من الأحوال ما لم يعرف الإنسانُ الله بقدراته الكاملة وآياته المتجددة. وبدون ذلك تصبح عبادة الله كعبادة الأوثان، لأنه إذا كان الله مثل الوثن، لا يقدر أن يجيب على سؤال ولا يستطيع أن يُري قدرة فما الفرق بينه وبين الوثن؟ فلا بد أن تكون فيه علامات الإله الحي. وإذا كان لا يردّ على سؤالنا ولا يقدر على إظهار قدرته فكيف يُعرَف إذن أنه موجود فعلا؟ وكيف يمكن أن يثبت وجوده بأقوال مختلقة فقط؟ ما دام الناس كلهم قادرين على إثبات حياتهم فلماذا لا يستطيع الله أن يثبت حياته؟ هل الله أضعف من الإنسان؟ هل اقتصرت قدرته على الماضي ولن تتجلى في المستقبل؟ وإذا لم يعد قادرا على الكلام الآن فما الدليل على أن هذه القدرة كانت موجودة فيه من قبل؟ وإذا كان غير قادر على الكلام فما الدليل على أنه يسمع ويستجيب الدعوات في هذا الزمن؟ وإذا كان قد أظهر قدراته في زمن ما فلماذا لا يستطيع أن يُظهرها في هذا الزمن حتى يُسف الرماد في وجوه الملاحدة؟ فيا أيها الأحبة، إن ذلك الإله الذي نحتاج إليه جميعا قد قدّمه الإسلام وحده، الإسلام يقدّم صفات الله مثلما ظهرت في الماضي تماما. اعلموا يقينا وعُوا أنه لا يمكن لأحد أن يؤمن بالله تعالى ما لم تظهر قدراته وآياته الساطعة إن زعمهم الإيمان بالإله مجرد كلام. الحق أن آيات الله تعالى هي التي تؤدي إلى معرفته الحقيقية، والا فلا وجود للإله أصلا “.

 

حقيقة الوحي ص 581- 508

About مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

View all posts by مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام