يقول المسيح الموعود عليه السلام :
” التضرع وحده لا يكفي في الدعاء بل لا بد من التقوى والطهارة وصدق المقال واليقين الكامل والحب الكامل والتركيز الكامل. وكذلك أن لا يتنافى مع حكمة الله ما يدعوه الإنسان لنفسه أو الذي يُدعَى له من حيث الدين والدنيا. فقد تجتمع في معظم الأحيان في الدعاء الشروط الأخرى كلها ولكن المطلوب يكون منافيا لمصلحة الطالب عند الله بحسب حكمته تعالى ولا خير في تحقيق مطلبه. فمثلا لو أن ولدا عزيزا جدا على أمه طلب منها بإلحاح شديد وبكاء مرير أن تعطيه جذوة من النار أو حيةً، أو تُطعمه سمًّا يبدو جميل المنظر في الظاهر فلن تحقق الأم مطلب الولد قط. ولو فعلتْ ثم نجا الولد بحياته صدفة ولكن عطب عضوٌ من أعضائه لشكا بشدة حتما أمَّه الغبية بعد بلوغه الرشد. وإلى جانب ذلك هناك شروط أخرى كثيرة إن لم تجتمع كلها لما أمكن اعتبار الدعاءِ دعاءً أصلا. وما لم تصحب الدعاء روحانية كاملة، وما لم تكن هناك علاقة قربى بين الداعي وطالب الدعاء لكان أمل التأثير في الدعاء وهما بحتا. وما لم تكن استجابة الدعاء في مشيئة الله لا تجتمع فيه هذه الشروط وتبقى الهمم قاصرة عن التركيز على المطلوب.”
(بركات الدعاء)
