مجموع أقوال المسيح الموعود مرزا غلام أحمد عليه السلام
“وكذلك ظهرت الآثار في هذا الزمان، وتجلّى ربّنا لأهل الأرض بتجلٍّ قهريّ، فأرى آياتِ قهره في جميع البلدان. وكثير من الناس أفناهم الطاعون، وكثير منهم انتسفتْهم الزلازل وتلقّاهم المنون. والذين كانوا في البارحة ينومون في القصور، اليوم تراهم ميّتين في القبور. أقفرتْ منهم مجالس، وعُطّلتْ مقاصر، وحلّوا بدارٍ لا تتركهم أن يرجعوا إلى إخوانهم، أو ينـزعوا دُورهم عن جيرانهم. وترى الناس لا يملكون الفرار من هذا الوباء، وما بقي لهم مفرّ تحت السماء.
ولا يُحمَل هذا البلاء على البَخْت والاتفاق، كما زعم أهل الشقاق، فالسعيد هو الذي عرف هذه الآيات، وولج شعب تلك الحرّات”. (الاستفتاء، ص 79)
“وآية له أن الله بشّره بأن الطاعون لا يدخل داره، وأن الزلازل لا تهلكه وأنصاره، ويدفع الله عن بيته شرّهما، ولا يخرج سهمهما عن الكنانة ولا يرمي، ولا يريش ولا يبري، وكذلك وقع بفضل الله ربّ العالمين. وإن هذا العبد ومن معه يعيشون برحمته آمنين، لا يسمعون حسيسه وحُفظوا من فزع وأنين. وترون الطاعون كيف يعيث في ديارنا هذه والأقطار والآفاق، ويطوف في السّكك والأسواق، وكذلك الزلازل لا تستأذن أهلَ دار، ولا تستفتي عند إهلاكٍ وإضرارٍ، وصُبّتْ مصائبها على ديار. وقد هلكتْ نفوس كثيرة بالطاعون في قرية هذا العبد من يمين الدار ويسارها، وصار طُعْمتَه كثير من الناس من قربها وجوارها، وما ماتتْ في داره فأرة فضلا عن الإنسان. إن في ذلك لآية لمن كانت له عينان. ووالله إن تعدّوا آياتٍ نزلتْ لهذا العبد لن تستطيعوا أن تُحصُوها، وقد صُفّف له ألوان نعم ما رآها الخلق وما ذاقوها. إنّ في ذلك لسلطان واضح لقوم يتفكّرون، الذين لا يسارعون للتكذيب ويتدبّرون”. (الاستفتاء، ص 11)
“ويقولون إن الزلازل والطاعون ما جاءت إلا بنحوسة هؤلاء، وإنهم قوم منحوسون. انظرْ إلى أقوالهم كيف يهذَرون! يا أعداء الكتاب والرسول، بماذا تَطيَّرون؟ أجاء العذاب بما أرسل الله عبده ليتمّ به حجّته ولينذر قومًا غافلين؟ ويلٌ لكم ولما تزعمون! وقد أنبأ الله بها قبل ظهورها ثم أنتم بالله ورسله تستهزئون. وإن الله يرى كلّ ما تصنعون”. (الاستفتاء، ص 45)
“فلا ريب في أن لله في الأرض ملكوتا ولكن الرفق في الناموس السماوي قد أطلقت لهم الحرية لدرجة لا يؤخذ المجرمون بعَجَل. هذا وإن العقوبات لتنـزل أيضًا حينًا بعد حين، من حدوث زلازل وسقوط صواعق واشتعال براكين كألعاب نارية لتتلف آلاف النفوس”. (سفينة نوح، الخزائن الروحانية، مجلد 19 ص 35)