يقول المسيح الموعود ؏:
المسيح الموعود من أمة المصطفى ﷺ
“العجب من قومنا أنهم كانوا يقرأون في البخاري وغيره من الصحاح أن المسيح الموعود من هذه الأمة وإمامهم منهم، ولا يجيء نبي بعد رسول الله ﷺ وهو خاتم النبيين، وما كان لأحد أن ينسخ القرآن بعد تكميله، ثم نسوا كل ما علموا وعرفوا واعتقدوا وضلّوا وأضلّوا كثيرا من الجاهلين“. (حمامة البشرى، ص 31-32 الحاشية)
“إن ظهور المسيح من هذه الأمة، ليس أمر يعسِر فهمُه على ذوي الفطنة، بل تظهر دلائله عند التأمل في المقابلة، أعني عند موازنة السلسلة المحمدية بالسلسلة الإسرائيلية. ولا شك أن سيدنا.. سيد الأنامِ وصَدْر الإسلام، كان مثيلَ موسى، فاقتضت رعايةُ المقابلةِ أن يُبعَث في آخر زمن الأمّة مثيلُ عيسى. وإليه أشار ربنا في الصحف المطهرة، فإن شئتم ففكروا في سورة النور والتحريم والفاتحة“. (مواهب الرحمن، ص 47-48)
“وما لك لا تؤمن ببيان الفرقان؟ أتَرَكْتَ كتاب الله أم ما بقِي فيك ذرة من العرفان؟ وقد قال الله (مِنْكُمْ) ، وما قال “مِن بني إسرائيل”، وكفاك هذا إن كنت تبغي الحق وتطلب الدليل. أيها المسكين اقرأِ القرآن ولا تمشِ كالمغرور، ولا تبعُدْ مِن نور الحق لئلا يشكو منك إلى الحضرة سورةُ الفاتحة وسورةُ النور. اتّق الله، ثم اتّق الله، ولا تكنْ أوّلَ كافر بآيات النور والفاتحة، لكيلا يقوم عليك شاهدان في الحضرة. وأنت تقرأ قوله (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ)، وتقرأ قوله (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ)، ففكّرْ في قوله (مِنْكم) في سورة النور واترُك الظالمين وظنَّهم. ألم يأنِ لك أن تعلم عند قراءة هذه الآيات، أن الله قد جعل الخلفاء كلهم من هذه الأمّة بالعنايات، فكيف يأتي المسيح الموعود من السماوات؟ أليس المسيح الموعود عندك من الخلفاء، فكيف تحسبه من بني إسرائيل ومن تلك الأنبياء؟ أتترك القرآن وفي القرآن كل الشفاء؟ أو تغلّبتْ عليك شِقْوتك، فتترك متعمدًا طريقَ الاهتداء؟ ألا ترى قوله تعالى (كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) في هذه السورة؟ فوجب أن يكون المسيح الآتي من هذه الأمّة، لا مِن غيرهم بالضرورة. فإن لفظ (كَمَا) يأتي للمشابهة والمماثلة، والمشابهةُ تقتضي قليلا من المغايرة، ولا يكون شيءٌ مُشابِهَ نفسِه كما هو من البديهيات. فثبت بنصٍّ قطعيّ أن عيسى المنتظَر من هذه الأمة، وهذا يقينيٌّ ومنـزّهٌ عن الشبهات. هذا ما قال القرآن ويعلمه العالمون، فبأي حديث بعده تؤمنون؟” (إعجاز المسيح، الخزائن الروحانية مجلد 18 ص 177-179)
“وأشار في سورة النور والفاتحة، أن هذه الأمّة ترث أنبياء بني إسرائيل على الطريقة الظلية، فوجب أن يأتي في آخر الزمان مسيح من هذه الأمة، كما أتى عيسى ابن مريم في آخر السلسلة الموسوية، فإن موسى ومحمدا – عليهما صلوات الرحمن – متماثلان بنصّ الفرقان، وإن سلسلة هذه الخلافة تشابهُ سلسلةَ تلك الخلافة، كما هي مذكورة في القرآن، وفيها لا يختلف اثنان. وقد اختتمت مئاتُ سلسلةِ خلفاء موسى على عيسى كمثل عِدّة أيام البدر، فكان من الواجب أن يظهَر مسيحُ هذه الأمّة في مدّة هي كمثل هذا القدر“. (إعجاز المسيح، الخزائن الروحانية مجلد 18 ص 186-187)
“الحق والحق أقول: إن مجيء المسيح من هذه الأمّة كان أمرا مفعولا من الحضرة من مُقتضى الغيرة، وكان قُدِّرَ ظهوره من يوم الخِلقة“. (الخطبة الإلهامية، الخزائن الروحانية مجلد 16 ص 10)
“مِن البراهين الدالة على أن المسيح الموعود به للأمة المحمدية سيكون فردا من هذه الأمة نفسها، حديثٌ ورد في البخاري ومسلم وهو: “إمامُكم منكم” و “أَمكم منكم“، ومعناه أنه سيكون إمامكم وسيكون منكم. وبما أن هذا الحديث يتكلم عن عيسى الآتي، وبما أنه قد وردت في هذا الحديث نفسه قبل هذه الجملة كلمتا “حَكَم” و”عَدْل” وصفًا لعيسى، لذا فإن كلمة “الإمام” أيضًا قد جاءت وصفًا لعيسى نفسه. ولا شك أن الخطاب في كلمة “منكم” موجه إلى الصحابة ؓ، ومن الواضح أنه لم يدعِ أحد منهم أنه المسيح الموعود، فثبت أن كلمة “منكم” تتحدث عن شخص هو من الصحابة عند الله تعالى، وهو نفس الشخص الذي اعتُبر من الصحابة في الآية التالية: (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ). إذ توضح هذه الآية أن هذا الشخص قد رُبِّيَ بروحانية النبي الكريم ﷺ، فهو من الصحابة طِبق هذا المعنى. وهذه الآية قد شرحها حديث يقول: “لَو كَانَ الإِيمَانُ معلقا بالثرَيا لَنَالَهُ رَجُلٌ مِنْ فارس“، وبما أن هذا الرجل الفارسي قد وُصِف بصفة قد خُص بها المسيح والمهدي – أعني أنه سيملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا وخلت من الإيمان والتوحيد – فثبت أن هذا الرجل الفارسي هو المهدي والمسيح الموعود، وهو أنا“. (تحفة غولروية الخزائن الروحانية المجلد 17 ص 114-115)
“وقد وعد الله المؤمنين في سورة التحريم في قوله: (فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا) أن يخلق ابنَ مريم منهم، وهو يرِث هذا الاسم ويكون عيسى مِن غير فرقٍ في الماهية، فقد تقررَ في هذه الآية وعدًا من الله أن فردًا من هذه الأمّة يسمَّى ابنَ مريم ويُنفَخ فيه روحه بعد التقاة التامة. فأنا ذلك المسيح الذي لُمْتُموني فيه، ولا مبدِّلَ لكلمات الله ذي الجبروت والعزة“. (الخطبة الإلهامية، الخزائن الروحانية مجلد 16 ص 309)