يقول المسيح الموعود ؏:
“اعلموا أن المنافق ليس فقط مَن لا يفي بالوعد، أو يُظهِر الإخلاص بلسانه ويخفي الكفر في قلبه، بل إنّ مَن يحمل طبيعة مزدوجة، وإن لم يكن ذلك في اختياره وتحت سيطرته في الظاهر، فهو منافق أيضًّا. كان الصحابة يخافون كثيرا من الازدواجية. ففي إحدى المرات كان بلال ؓ يبكي فسأله أبو بكر ؓ عن سبب البكاء فقال: أجد في نفسي آثارا من النفاق فإنني حينما أكون في صحبة النبي ﷺ يكون القلب ليِّنا ويبدو أن حالته متغيرة، ولكن عندما أخرج من عنده لا أبقى على الحالة نفسها. فقال أبو بكر إذن هذه هي حالتي أنا أيضا. ثم ذهبا إلى النبي ﷺ وقصا لـه القصة. فقال النبي ﷺ لستما منافقَيْن بل تأتي على قلب الإنسان حالة القبض والبسط. ولو بقيتم دائما على الحالة التي تكونون عليها في مجلسي لصافحتكم الملائكة.
لاحِظوا كم كان الصحابة يخافون النفاق والازدواجية. عندما يتجاسر المرءُ على الكلام من دون خوف ومبالاة فهو منافق. ولو سمع في مجلس إساءة إلى الدين ولم يترك هذا المجلس أو لم يرد على المسيئين فهو منافق أيضا. وإذا لم يجد في نفسه غيرة المؤمن وصموده فهو منافق أيضا. ولو لم يذكر الله َ في كل لحظة فهو منافق أيضًا. وهذه الحالة الخالية من النفاق لن تتيسر لكم إلا من خلال الدعاء، فادعوا الله تعالى دائما أن ينقذكم من النفاق. والذي لا يترك النفاق رغم دخوله هذه الجماعة يبقى بعيدا عنها في الحقيقة. ولذلك أعدَّ الله تعالى للمنافقين درْكًا أسفل درْك الكفار؛ لأنهم يحملون طبيعة مزدوجة، غير أن الكفار يكونون صرحاء على الأقل“. (الملفوظات ج 6 ص 174-175)
“مِن خُلُق الإسلام أنه إذا عاهدتم عهدًا فيه وعيد وتهديد فإن نقضَه يُعتبر من حُسن الأخلاق. فمثلا لو حلف أحدكم أنه سوف يضرب خادمه خمسين ضربة، ثم عفا عنه لأنه تاب وتضرّع، فذلك من سنة الإسلام، وذلك لكي يتخلّق بأخلاق الله. ولكن عدم إيفاء العهد لا يجوز إطلاقا، لأن الإنسان سوف يؤاخذ على عدم إيفائه العهد ولا يُسأل على ترك الوعيد“. (براهين أحمدية، ج5، الخزائن الروحانية مجلد 21 ص 181)