من كلام حضـرة ميـرزا غلام أحمـدالمسيح الموعود و المهديّ المعهـود ؏:
“وأما حقيقة الصراط المستقيم، التي أُريدتْ في الدين القويم، فهي أنّ العبد إذا أحبّ ربَّه المنّان، وكان راضيا بمرضاته وفوّض إليه الروح والجَنان، وأسلم وجهه لله الذي خلق الإنسان، وما دعا إلا إياه، وصافاه وناجاه، وسأله الرحمةَ والحنان، وتنبّهَ من غشيه، واستقام في مشيه، وخشِي الرحمان، وشغفَه الله حُبًّا وأعانَ، وقوّى اليقين والإيمانَ، فمالَ العبد إلى ربه بكل قلبه، وإرْبه وعقله، وجوارحه وأرضه وحقله، وأعرض عما سواه، وما بقِي له إلا ربه وما تبِع إلا هواه، وجاءه بقلب فارغ من غيره، وما قصَد إلا اللهَ في سبل سيره، وتاب من كل إدلال واغترار بمال وذي مال، وحضرَ حضرةَ الرب كالمساكين، ووَذَرَ العاجلةَ وألغاها، وأحبَّ الآخرة وابتغاها، وتوكّلَ على الله، وكان لله، وفنى في الله، وسعى إلى الله كالعاشقين.. فهذا هو الصراط المستقيم الذي هو منتهى سير السالكين، ومقصد الطالبين العابدين. وهذا هو النور الذي لا يحلّ الرحمةُ إلا بعد حلوله، ولا يحصل الفلاحُ إلا بعد حصوله، وهذا هو المفتاح الذي يُناجي السالكُ منه بذات الصدور، وتُفتح عليه أبواب الفراسة، ويُجعل مُحدَّثًا من الله الغفور.“
( كرامات الصادقين , ص 81- 82 ).
إضغط هنا لتحميل الكتاب