يقول المسيح الموعود عليه السلام:
“لقد منح رسولُ الله ﷺ قميصَه لأحد المنافقين، وصلّى عليه الجنازة، إذ من الممكن أن يكون قد تاب في ساعة الغرغرة. على المؤمن أن يحسن الظن، ومن أجل ذلك سُمح بأداء الجنازة على كل واحد. ولكن إذا كان المتوفّى من المعاندين الشديدين، أو كان هناك خطر الشجار والخصومة فيجب ألا تصلّوا عليه عندئذ.
ثم إن الصلاة على موتى غير الأحمديين ليست فرضًا على جماعتنا، وإنما يجوز لأفرادها أن يصلّوا عليهم على سبيل المنّة والإحسان فحسب”. (الملفوظات ج 4 ص 154)
وفي مناسبة أخرى سأل أحد الإخوة سيدَنا أحمد ؏ قائلا: لقد تفشى الطاعون في قريتنا، ويموت به كثير من المخالفين المكذّبين، فهل نصلي عليهم الجنازة؟ فرد عليه حضرتُه قائلا:
“هذا الأمر فرض الكفاية، فلو اشترك فيه فرد واحد من العائلة لكفى. ولكن الأمر هنا مختلف، فهو أوّلا مات بالطاعون وقد نهى الله عن الاقتراب من مثله، وثانيًا إنه معارض، لذا فلا يجوز التدخل في أمره دونما داع. إن الله تعالى يقول: اتركوا مثل هؤلاء القوم كليةً، ولو شاء الله لجعلهم أصدقاء لكم، أي سوف يصبحون مسلمين. إن الله تعالى قد أسس هذه الجماعة على منهاج النبوة، فلن تنفعكم المداهنة أبدًا، وإنما تضيعون بها نصيبكم من الإيمان”. (الملفوظات ج 5 ص 405)
وسأله سائل: هل يجوز أداء صلاة الجنازة على من لم يكن من جماعتنا؟ فأجاب عليه قائلا:
“إذا كان معارضًا لهذه الجماعة، ويقول السوء في حقنا ويظن بنا سوءًا فلا تصلّوا عليه الجنازة. أما إذا كان من الذين لزموا الصمتَ وكان بين هؤلاء وهؤلاء فلا بأس في الصلاة عليه، شريطة أن يكون الإمام منكم. وإلا فلا حاجة لذلك….”
وأضاف قائلا:
“إذا لم يكن (المتوفَّى) منكم، وكان ثمة مصلّون والإمامُ من غيركم، وكرهوا أن يؤمّ أحد منكم صلاةَ الجنازة، وكان هناك خطر الشجار والجدال، فابتعِدوا عن مثل هذه المناسبات، واشتغِلوا – بدلاً منها – بعمل صالح آخر”. (الملفوظات ج 3 ص 276 – 277)
“إذا لم يكن المتوفَّى من المكفّرين والمكذّبين لنا جهرًا فلا حرج من أداء صلاة جنازته، لأن الله تعالى هو علام الغيوب. أما الذين يكفّروننا ويسبّوننا صراحةً فلا تسلّموا عليهم، ولا تأكلوا معهم، غير أنه يجوز لكم أن تتعاملوا معهم بالبيع والشراء، إذ ليس لأحد في ذلك منّةٌ على الآخر.” (الملفوظات ج5 ص 294 )
ومرة اشترك السيد سيد محمد علي شاه في صلاة الجنازة لأحد معارفه الذي كان من المعارضين الشديدين، ثم ندم وتأسف على ما فعل، وكتب إلى حضرته رسالة التوبة التالية:
“لقد صلّيتُ خطأً على المرزا إمام الدين الذي تُوُفِّيَ في 6 يوليو/ تموز، والذي أعلن في كتبه ارتدادَه عن الأحمدية. وبهذا المنشور أُعلن توبتي عما فعلت، وأتبرأ من إمام الدين ومن الذين اشتركوا في صلاة جنازته، ….. وأستغفر الله تعالى من هذه المعصية”. العبد المتواضع محمد علي شاه
فقال سيدنا أحمد ؏ معلِّقًا على ذلك:
“ينبغي ألا يزهو أحد بشيء. إن الفطرة لا تنفصل عن الإنسان، إذ لا يمكن للإنسان أن يتخلى عن الفطرة التي اتبعها في أول الأمر. إنه مقام خوف عظيم. يجب على كل واحد أن يدعو لحسن عاقبته.
لا ضمانَ للحياة. يجب أن تؤثِروا دينَكم على كل شيء… لا بد للعاقل أن يتجهز للموت. أنا أيضًا أعيش منفصلا عن عشيرتي منذ فترة طويلة، فما هو الضرر الذي ألحقوه بي. يجب ألا تتخذوا أحدًا إلهًا من دون الله تعالى.
إن عيادة غير المؤمن ومواساة أهله عند وفاته هما من حسن الخلق، ولكن أداء الشعائر الإسلامية من أجله معصية. يجب ألا يُعطَى حقُّ المؤمن للكافر، كما يجب ألا يسير الإنسان سيرة النفاق”. (الملفوظات ج 6 ص 44 -46)