مجموع أقوال المسيح الموعود مرزا غلام أحمد عليه السلام
كسر الصليب
“وأمّا كسر الصليب فقد استُعمل هذا اللفظ في الأحاديث والآثار تجوّزًا من الله القهّار، وما يُعنى به حربٌ وغزاةٌ وكسرُ الصلبان في الحقيقة، ومَن زعم كذلك فقد ضلّ وبعُد عن الطريقة. بل المراد منه إتمام الحجّة على الملّة النصرانية، وكسر شأن الصليب وتكذيب أمره بالأدلة الواضحة والحجج البيّنة. وإنّا أُمرنا أن نتمّ الحجّة بالرفق والحلم والتَؤُدة، ولا ندفع السيئة بالسيئة، إلا إذا كثُر سبّ رسول الله وبلغ الأمر إلى القذف وكمال الإهانة، فلا نسبُّ أحدًا من النصارى ولا نتصدّى لهم بالشتم والقذف وهتك الأعراض، وإنما نقصد شَطْرَ الذين سبُّوا نبينا ﷺ وبالغوا فيه بالتصريح والإيماض. ونُكرِم قسوسًا لا يسبّون ولا يقذفون رسولنا كالأراذل والعامّة، ونعظّم القلوب النَّـزِهة عن هذه العَذِرة، ونذكرهم بالإكرام والتكرمة. فليس في بيان منا حرف ولا نقطة يكسر شأن هذه السادات، وإنما نردّ سبّ السابّين على وجوههم جزاءً للمفتريات”. (نجم الهدى، الخزائن الروحانية مجلد 14 ص 78-80 الحاشية)
“إن نبيّ الله المقدّس ﷺ كان قد أنبأ بأن الدين الصليبي لن يتقلّص ولن يفتر رُقيُّه إلا بعد ظهور المسيح الموعود في الدنيا؛ وعلى يده سيَتِمُّ كسرُ الصليب. وكان هذا النبأ إشارة إلى أن الله سيهيئ بمشيئته في عصر المسيح الموعود أسبابًا وعواملَ تكشف حقيقةَ حادث الصليب؛ فعندئذ تأتي نهاية هذه العقيدة وينقضي أجلها؛ ولكن ليس بالحرب والقتال، بل بأسباب سماوية ستتجلّى في الدنيا بصورة البحوث والأدلّة العلمية”. (المسيح الناصري في الهند، ص 69-70)
“فبعث عبدًا من عباده وأعطاه اسم المسيح الناصري، ليحطِّم العقائد الصليبية. فظهر ذلك العبد بصفة المسيح الموعود حسب الوعد الذي سبق منذ القديم، فحانت آنئذ ساعةُ كسرِ الصليب كما تُكسَر الخشبة قطعتين، أي الساعة التي تُبطل العقائدَ الصليبية وتكشف زيفها بكل جلاء. فالآن قد فتحت السماء طُرقَ كسر الصليب كلَّها، لينهضَ كلّ باحث عن الحقيقة ويتحراها”. (المسيح الناصري في الهند، ص 94)
“علمًا أن ذلك الحديث لا يعني أن المسيح الموعود سيقتل الكفار ويكسر الصلبان في الظاهر، بل المراد من كسر الصليب هو أن إله السماوات والأرض سيكشف في ذلك الزمن حقيقةً محجوبة ينهدم بظهورها الصرحُ الصليبي كله دفعة واحدة”. (المسيح الناصري في الهند، ص 95)
“فكيف أهدي قومًا نبذوا الفرقان وراء ظهورهم ولا يُبالون؟ وكان الله قد قدّر كسر الصليب على يد المسيح فقد ظهرت آثارها فالعجب أن المعترضين لا يتنبّهون! ألا يرون أن النصرانية تذوب في كل يوم ويتركها قوم بعد قوم؟ ألا يأتيهم الأخبار أو لا يسمعون؟ إنّ العلماء يُقوّضون بأيديهم خيامهم، وتهدي إلى التوحيد كرامهم، ويذوب مذهبهم كلّ يوم وتنكسر سهامهم، حتى إنّا سمعنا أن قيصر “جرْمَن” ترك هذه العقيدة، وأرى الفطرة السعيدة. وكذلك علماؤهم المحققون. يُخربون بيوتهم بأيديهم وكما دخلوا يخرجون. فويل لعيون لا تبصر وآذان لا تسمع. وويل للذين يقرأون كتاب الله ثم لا يفهمون”. (تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية مجلد 20 ص 87)
“ألا ترون أنه ﷺ قال في علامات المسيح وفي بيان وقت ظهوره إنه يكسر الصليب، ويقتل الخنـزير؟ فاعلموا أنّه ﷺ أشار إلى أنه يأتي في وقت يُعبَد الصليب فيه، ويؤكل الخنـزير بكثرة، ويكون لعبدة الصليب غلبة في الأرضين. فيأتي ويكسر غلبتهم، ويدقّ صليبهم، ويهدم عماراتِهم، ويخرّب مرتفعاتهم بالحجج والبراهين”. (التبليغ، ص 9)
“أرسلني الله في زمان غلبة التنصّرِ غيرةً من عنده، وإراحةً لروح المسيحِ، ورأفةً بعامة خَلقه، وترحّمًا على حال الورى. فجئت من الله لأكسر الصليب الذي أُعلِيَ شأنُه، وأقتل الخنـزير فلا يُحيا بعده أبدا. واختارني ربي لميقاته، إن ربي لا يُخلف ميعاده ولا ينقض عهدا. وقد كان وعده إرسالَ المسيح عند تطاول فتنة الصليب وغلبة الضلالات العيسائيةِ، وإن كنتم في شك مما قلنا فتدبّروا في قول نبيه.. أعني قوله: “يكسر الصليب”، يا أرباب النُّهى”. (التبليغ، ص 13)
بفضلك إنا قد غلبنا على العِِدا بنصرك قد كُسِرَ الصليب المبطِّرُ
فتحتَ لنا فتحا مبينا تفضُّلا بفوجٍ إذا جاؤوا فزَهق التنصُّرُ
وقد جاء يوم الله فاليومَ ربُّنا يدقّق أجـزاء الصليب ويكْسِرُ
وأبغي من المولى نعيما يسرّني وما هو إلا في الصليب يُكسَّرُ
ووالله إني أُكسِّرنّ صليبكم ولو مُزِّقتْ ذراتُ جسمي وأُكسَرُ”
(كرامات الصادقين، ص 11-18)
ومعه حربة
“إني أنا المسيح المحمدي، وإني أنا أحمَدُ المهدي. وإن ربي معي إلى يوم لَحْدي من يومِ مهدي. وإني أُعطيتُ ضِرامًا أكّالاً، وماءً زُلالاً، وأنا كوكبٌ يمانيّ، ووابلٌ روحانيّ. إيذائي سِنانٌ مذرَّب، ودعائي دواءٌ مجرَّب. أُرِي قومًا جلالا، وقومًا آخرين جمالا، وبِيَدِي حربةٌ أُبيدُ بها عاداتِ الظلم والذنوب، وفي الأخرى شربةٌ أُعيدُ بها حياةَ القلوب. فاسٌ للإفناء، وأنفاسٌ للإحياء”. (الخطبة الإلهامية، الخزائن الروحانية مجلد 16 ص 61-62)
قتل الخنـزير
“وفي حديث من البخاري أن المسيح يجيء حكمًا عدلاً فيكسر الصليب.. يعني يجيء في وقت غلبة عبدة الصليب فيكسر شوكة الصليب ويقتل خنازير النصارى. وفي حديث آخر أنه يجيء في وقت غلبة الدجّال على وجه الأرض فيقتله بحربته. فاعلم أن هذا المقام مقام حيرة وتعجُّب للناظرين. وتفصيله أن مجيء المسيح لكسر صليب النصارى وقتل خنازيرهم يشهد بصوت عال على أن المسيح الموعود لا يجيء إلاّ في وقت غلبة النصارى على وجه الأرض وتسلطهم عليها وشيوع المذهب الصليبي في جميع أقطار العالم بالشوكة التامة والقوة الكاملة وحماية السلطنة والدولة”. (حمامة البشرى، ص 32 الحاشية)
“قتل الخنـزير لا يعني قتل الخنازير ولا الناس، بل المراد به القضاء على العادات الخنـزيرية كالإصرار على الكذب وعَرضِه على الناس بالتكرار، إذ ليس الكذب إلا نوعًا من أكل النجاسة. فكما أن الخنـزير الميت لا يمكنه أكل النجاسة، فكذلك سيَأتي زمن بل وقد أتى حين يُمنَع أصحاب هذه العادات الخبيثة من أكل هذه الأرجاس”. (المسيح الناصري في الهند، ص 95)
“وأُمرتُ أن أقتل خنازير الإفساد والإلحاد والإضلال، الذين يدوسون دُرَرَ الحقّ تحت النعال، ويُهلِكون حرث الناس ويخرّبون زروع الإيمان والتورع والأعمال. وقتلي هذا بحربة سماوية لا بالسيوف والنِّبال”. (الخطبة الإلهامية، الخزائن الروحانية مجلد 16 ص 57-58)
“لا يخفى أن المجدد لا يأتي إلا لإصلاح المفاسد الموجودة، ولا يتوجّه إلا إلى قلعِ ما كبر من السيئات الشائعة. ومن المعلوم أن الفساد العظيم في هذا الزمان هو فتنة أهل الصلبان، وهو الذي أهلكَ كثيرا من أهل البراري والبلدان، فوجب أن يأتي المجدد على رأس هذه المائة لهذا الإصلاح، ويكسر الصليب ويقتل خنازير الطلاح. ومن يكسر الصليب فهو المسيح الموعود، ففَكِّرْ أيّها الزكيّ المسعود”. (نجم الهدى، الخزائن الروحانية مجلد 14 ص 85-86 الحاشية)
قتلتَ خنازير النصارى بصارمٍ وأردى عِدانا فضلُك المتكَثِّرُ
(كرامات الصادقين، ص 11)
وقتل خنازير البراري وخَرْشُهم أَشاشٌ لقلبي بل مرام أكبرُ
(كرامات الصادقين، ص 14)
بين مهزودتين
“ومع ذلك إني أُرسلتُ في المهزودتين وأعيش في المرضين.. مرض في الشق الأسفل ومرض في الأعلى، فحياتي أعجب من تولُّد المسيح وإعجاز لمن يرى”. (الخطبة الإلهامية، الخزائن الروحانية مجلد 16 ص 87 الحاشية على الحاشية)
جزاكم الله خيري الدنيا والآخرة