مجموع أقوال المسيح الموعود مرزا غلام أحمد عليه السلام
يفيض المال
“وترى ألوفًا من الأحداث والشبّان، الذين تعلّموا العلوم الجديدة وفنون أهل الصلبان، ما انقاد قلوبُهم لرب العالمين، وظلموا أنفسهم بإنكار خالق السماء والأرضين، وما تقيّدوا بقيود الشرع وشِعار الإسلام، وخلعوا خِلْعةَ الملّة وصاروا كالأنعام. وما بقي اعتقادهم في الله كما هو في الملة الإسلامية، بل خرجوا من حُكم الله ودخلوا تحت حكم الفلاسفة، وسلّموا نواصيَهم إلى أيدي الملاحدة الغربيين، وأعرضوا عن الحكمة اليمانية وعرفان العربيين. فجَرَّهم الملاحدة حيثما شاؤوا، وبعدوا مِن رُحم الله وبغضب من الله باؤوا. وأشاطَهم شياطينُهم، ومزّقهم سراحينُهم، وأضلّتْهم طواغيتُهم، وشنّتْ عليهم الغارة ونزعتْ منهم يواقيتَهم، وقاموا إلى شَنِّ إيمانهم فأهراقوا ماءها، وما تركوا فيها إلا أهواءها. فبعث الله فيهم مصلحًا منهم ليردّ إليهم أموالهم، ويفيض المال ويُؤْمِنهم من أهوالهم. فإن المخالفين قوم لم يكونوا منفكّين مِن غير حجة بالغة، وضربة دامغة، بما بلغوا في نشأتهم الظلمانية إلى هويّة إبليسية، واحتاجوا إلى عصا ثامِغةٍ. وإنهم تبعوا الفلاسفة في جميع ما رقَمه بنانُهم، ونطق به لسانهم، ودخلوا بطونَهم، واستيقنوا ظنونَهم، واستحسنوا شؤونهم، واستبدلوا الزَقُّومَ بالتي هي لُهْنةُ الجنّة، وأخذوا الخَزَفَ وأضاعوا وِشاحَ دُررِهم اليتيمة الفريدة”. (لجة النور، الخزائن الروحانية ج 16 ص 386- 388)
“وأُمرتُ أن أملأ بيوتَ المؤمنين وجُرُبَهم من المال، ولكن لا باللُّجَين والدجّال، بل بمال العلم والرشد والهداية واليقين على وجه الكمال، وجعلِ الإيمان أثبَتَ من الجبال، وتبشيرِ المُثقَلِين تحت الأثقال. فبشرى لكم قد جاءكم المسيح، ومسَحه القادرُ وأُعطيَ له الكلام الفصيح. وإنه يعصمكم مِن فِرقةٍ هي للإضلال تسيح، وإلى الله يدعو ويصيح، وكلَّ شبهةٍ يُزيل ويُزيح. وطوبى لكم قد جاءكم المهدي المعهود، ومعه المال الكثير والمتاع المنضود. وإنه يسعى ليردَّ إليكم الغنى المفقودَ، ويستخرجَ الإقبالَ الموءودَ. ما كان حديثًا يفترى، بل نور من الله مع آيات كبرى”. (الخطبة الإلهامية، الخزائن الروحانية مجلد 16 ص 59)
ونحن الوارثون كمثلِ وُلْدٍ ورِثْنا كلَّ أموال الكرامِ
(نور الحق، ص 187)