هذا المقال هو مجموعة أقوال المسيح الموعود عليه السلام عن مفهوم ختم النبوة، للمزيد من أقوال المسيح الموعود عن معاني خاتم النبيين نرجو الضغط هنا
ولمجموعة مقالات توضح معنى ختم النبوة في الجماعة الإسلامية الأحمدية نرجو الضغط هنا
يقول حضرته عليه السلام
“إنا مسلمون.. نؤمن بكتاب الله الفرقان. ونؤمن بأن سيدنا محمدًا نبيُّه ورسوله، وأنه جاء بخير الأديان. ونؤمن بأنه خاتم الأنبياء لا نبي بعده، إلا الذي رُبِّيَ مِن فيضه وأظهرَه وعدُه. ولله مكالمات ومخاطبات مع أوليائه في هذه الأمة، وإنهم يُعطَون صبغةَ الأنبياء وليسوا نبيّين في الحقيقة، فإن القرآن أكملَ وَطَرَ الشريعة، ولا يُعطَون إلا فَهْمَ القرآن، ولا يزيدون عليه ولا ينقصون منه، ومن زاد أو نقص فأولئك من الشياطين الفَجَرة.
ونعني بختم النبوة ختم كمالاتها على نبينا الذي هو أفضل رسل الله وأنبيائه، ونعتقد بأنه لا نبي بعده إلا الذي هو من أمّته ومن أكمَلِ أتباعه، الذي وجد الفيضَ كله من روحانيته وأضاء بضيائه. فهناك لا غير ولا مقام الغيرة، وليست بنبوة أخرى ولا محلَّ للحيرة، بل هو أحمَدُ تجلّى في سَجَنْجَلٍ آخرَ، ولا يغار رجل على صورته التي أراه الله في مِرْآة وأظهَرَ. فإن الغيرة لا تهيج على التلامذة والأبناء، فمن كان من النبي.. وفي النبي.. فإنما هو هو، لأنه في أتمّ مقام الفناء، ومصبَّغ بصبغته ومرتدي بتلك الرداء، وقد وجَد الوجودَ منه وبلَغ منه كمالَ النشوّ والنماء. وهذا هو الحق الذي يشهد على بركات نبينا، ويري الناسَ حُسْنَه في حُلل التابعين الفانين فيه بكمال المحبة والصفاء، ومن الجهل أن يقوم أحد للمِراء، بل هذا هو ثبوت من الله لنَفْيِ كونِه أبتَرَ، ولا حاجة إلى تفصيل لمن تدبَّرَ. وإنه ما كان أبا أحد من الرجال من حيث الجسمانية، ولكنه أب من حيث فيض الرسالة لمن كمّل في الروحانية. وإنه خاتم النبيين وعَلَمُ المقبولين. ولا يدخُل الحضرةَ أبدا إلا الذي معه نقشُ خاتمه، وآثار سنته، ولن يُقبَل عمل ولا عبادة إلا بعد الإقرار برسالته، والثباتِ على دينه وملته. وقد هلك من تركه وما تبِعه في جميع سننه، على قدر وُسْعِه وطاقته. ولا شريعةَ بعده، ولا ناسخَ لكتابه ووصيته، ولا مبدِّلَ لكلمته، ولا قَطْرَ كمُزْنتِه. ومن خرج مثقالَ ذرّة من القرآن، فقد خرج من الإيمان. ولن يفلح أحد حتى يتّبع كلَّ ما ثبت من نبينا المصطفى، ومن ترَك مقدار ذرة من وصاياه فقد هوى. ومن ادّعى النبوة من هذه الأمة، وما اعتقد بأنه رُبّيَ من سيدنا محمدٍ خيرِ البريّة، وبأنه ليس هو شيئا من دون هذه الأسوة، وأن القرآن خاتم الشريعة، فقد هلك وألحَقَ نفسه بالكفَرة الفجَرة. ومن ادعى النبوة ولم يعتقد بأنه من أمته، وبأنه إنما وجَد كلَّ ما وجَد من فيضانه، وأنه ثمرة من بستانه، وقطرة من تَهْتَانِه، وشَعْشَعٌ من لمعانه، فهو ملعون ولعنة الله عليه وعلى أنصاره وأتباعه وأعوانه.
لا نبيَّ لنا تحت السماء من دون نبيّنا المجتبى، ولا كتابَ لنا من دون القرآن، وكلُّ من خالفه فقد جرّ نفسه إلى اللظى. ومن أنكر أحاديثَ نبينا التي قد نُقِدتْ ولا تُعارض القرآن، فهو أخو إبليس وإنه ابتاع لنفسه اللعنة وأضاع الإيمان”. (مواهب الرحمن، ص 53-54)
“إنّ رسولَنا خاتَمُ النبيين، وعليه انقطعت سلسلةُ المرسلين. فليس حقُّ أحدٍ أن يدّعي النبوّة بعد رسولنا المصطفى على الطريقة المستقلّة، وما بقي بعده إلا كثرة المكالمة، وهو بشرط الاتّباع لا بغير متابَعَةِ خيرِ البريّة. وواللهِ ما حصل لي هذا المقام إلا من أنوارِ اتّباعِ الأشعّة المصطفوية، وسُمّيتُ نبيًّا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة. فلا تهيج ههنا غيرةُ الله ولا غيرةُ رسوله، فإني أُرَبَّى تحت جناح النبيّ، وقدمي هذه تحت الأقدام النبويّة”. (الاستفتاء، ص 86)
“اعلموا أننا نؤمن بأن القرآن هو آخر الكتب ونهاية الشرائع، ولا نبي بعده إلى يوم القيامة بمعنى أن يكون صاحب شريعة أو يتلقى الوحي دون واسطة متابعة النبي ﷺ، بل إن هذا الباب مغلق إلى يوم القيامة، أما نوال نعمة الوحي بالمتابعة النبوية فأبوابه مفتوحة إلى يوم القيامة. ولن ينقطع أبدًا ذلك الوحي الذي هو ثمرة الاتباع النبوي. أما النبوة التشريعية أو النبوة المستقلة فقد انقطعت، ولا سبيل إليها إلى يوم القيامة، ومن قال إني لست من أمة محمد ﷺ وادّعى أنه نبيّ صاحب الشريعة أو من دون الشريعة وليس من الأمة، فمَثَله كمثل رجل غمره السيل المنهمرُ فألقاه وراءه ولم يغادر حتى مات. وتفصيل ذلك هو أنه حيثما بشّر الله تعالى أن النبي ﷺ هو خاتم الأنبياء أشار هنالك أيضًا أنه ﷺ -نظرًا إلى روحانيته- بمنـزلة أب لأولئك الصلحاء الذين يتم تكميل نفوسهم من خلال اتباعهم له ﷺ، والذين يُشرّفون بالوحي الإلهي والمكالمة مع الله، كما يقول الله – عز وجل – في القرآن الكريم: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)”. (تعليق على مناظرة بين الشيخ البطالوي والشيخ الجكرالوي، الخزائن الروحانية مجلد 19 ص 213- 214)
“قد جعل الله – عز وجل – النبي ﷺ صاحبَ الخاتَمِ، أي وهبه، لإفاضة بركاته الروحانية، خاتَمًا لم يوهب لأحد من الأنبياء مطلقًا، لذلك فقد سُمي بخاتم النبيين بمعنى أن اتّباعه يمنح كمالات النبوة، وتربيته الروحانية توصل الإنسان إلى مقام النبوة. ولم يؤت هذه القوة القدسية أحدٌ من النبيين سواه”. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية مجلد 22 ص 100 الحاشية)
“إنني أؤمن برسوله (أي محمد ﷺ) بصدق القلب، وأعلم أن النبوات كلها قد خُتمت عليه، وأن شريعته خاتمة الشرائع، إلا أن هناك نبوة لم تنقطع، أي النبوة التي توهب نتيجةَ الاقتداء الكامل به ﷺ، والتي تستنير بمصباحه، فإنها لم تنقطع لأنها نبوة محمد ﷺ أي ظلها، وتُنال بواسطتها، وهي مَظهرها، ومستقاة بفيضها”. (چشمه معرفت – ينبوع المعرفة – الخزائن الروحانية ج23 ص 340)
“لقد استخدم الله تعالى في وحيه كلمةَ النبوة والرسالة في حقي مئاتِ المرات، ولكن المراد منها تلك المكالمات والمخاطبات الإلهية الكثيرة والمشتملة على أنباء الغيب، لا أكثر من ذلك ولا أقل. لكل أن يختار في حديثه مصطلحًا، لقولهم: لكل أن يصطلح. فهذا مصطلَح إلهي حيث أطلق هو ﷻ كلمةَ النبوة على كثرة المكالمة والمخاطبة. أي تلك المكالمات التي تحتوي على أخبار غيبية كثيرة. واللعنة على من يدعي النبوة متخلّيًا عن فيض النبي ﷺ. ولكن نبوتي هذه ليست بنبوة جديدة، بل هي نبوة النبي ﷺ في الحقيقة، وتهدف إلى نفس الهدف وهو إظهار صدق الإسلام على الدنيا”. (چشمه معرفت – ينبوع المعرفة – الخزائن الروحانية مجلد 23 ص 341)
“لا بد من أن تتذكروا أمرًا هامًا ولا تنسوه أبدًا وهو أنه برغم أنني قد نوديتُ بكلمات “نبي” و”رسول” إلا أنني قد أُخبرتُ من عند الله تعالى أن كل هذه الفيوض لم تنـزل علي مباشرة، وإنما ببركة الإفاضة الروحانية من شخصية مقدسة في السماء.. أعني محمدًا المصطفى ﷺ. فبالنظر إلى هذه الوسيلة، ومن خلالها، وبفضل نيلي اسمَيه محمد وأحمد.. فأنا رسول ونبي أيضًا.. أي أنني مرسل، وأتلقى أنباء الغيب من الله تعالى. وهكذا بقي خاتم “ختم النبوة” مصونًا، لأنني حَظِيت بذلك الاسم على سبيل الانعكاس والظِّلّية من خلال مِرآة المحبة. ولو أن أحدًا غضب من هذا الوحي الإلهي وقال: لماذا سماه الله نبيًّا ورسولا، فلا شك أن هذا يدل على حمقه”. (إزالة خطأ، الخزائن الروحانية مجلد 18 ص 211)
“لقد حزتُ هذا الشرف بسبب اقتدائي للنبي ﷺ فقط. فلو لم أكن من أمته ﷺ ولو لم أقتدِ به، لما نلتُ شرف المكالمة والمخاطبة أبدا، حتى ولو كانت أعمالي مثل جبال الدنيا كلها، لأن النبوات بكل أنواعها قد انقطعت ما عدا النبوة المحمدية. لا يمكن أن يأتي نبي بشرع جديد، ويمكن أن يأتي نبي بغير شريعة بشرط أن يكون من أمة النبي ﷺ أولا. فبناء على ذلك أنا نبي ومن أمته – ﷺ- أيضا”. (التجليات الإلهية، الخزائن الروحانية ج20 ص411-412)
“إن بعضًا من جماعتنا – ممن ليس لديهم معرفة كافية بدعوانا وأدلتنا، ولم تتيسر لهم قراءةُ كتبنا بإمعان، كما لم يستكملوا معلوماتِهم بالمكوث في صحبتنا لمدة كافية – يرُدّون أحيانًا على اعتراضات المعارضين ردًّا مخالفًا للواقع كليةً، فيتندمون رغم كونهم من أهل الحق. فقبل بضعة أيام أُثير أمام أحد الأصدقاء اعتراضٌ بأن الذي بايعتَ على يده يدعي أنه نبي ورسول؟! فأجاب عليه هذا بالنفي التام، مع أن هذا الجواب ليس بصحيح. الحق أن ذلك الوحي المقدس الذي ينـزل عليّ من الله تعالى قد وردت فيه كلمات مثل رسول ومرسل ونبي، ليس مرة أو مرتين بل مئات المرات، فكيف يمكن إذًا أن يكون هذا الجواب صائبًا”. (إزالة خطأ، الخزائن الروحانية، مجلد 18 ص 206)
“حيثما أنكرت نبوتي ورسالتي فبمعنى أنني لست حامل شرع مستقل، كما أنني لست بنبي مستقل. ولكن حيث إني قد تلقيت علمَ الغيب من الله تعالى بواسطة رسولي المقتدى ﷺ، مستفيضًا بفيوضه الباطنة، ونائلا اسمَه[1]، فإنني رسول ونبي، ولكن بدون أي شرع جديد. ولم أنكر أبدًا كوني نبيًّا من هذا المنطلق، بل إن الله تعالى قد ناداني نبيًّا ورسولًا بنفس هذا المعنى. لذلك لا أنكر الآن أيضا كوني نبيًّا ورسولًا بهذا المفهوم”. (إزالة خطأ، الخزائن الروحانية مجلد 18 ص 210 -211)
[1] أي: اسم محمد وأحمد ﷺ. (المترجم)
“لم أزل أُخبر الناس بواسطة كتبي – وها إني أكشف لهم الآن أيضًا – أنني أُتَّهَم باطلاً بأني قد ادعيتُ النبوة بحيث لا علاقة لي بالإسلام.. أي وكأني أعتبر نفسي نبيًّا مستقلا بحيث لا أرى من حاجة لاتّباع القرآن الكريم، وأتخذ لي شهادةً مستقلّةً، وقبلةً مستقلّة، وأنسَخ شرع الإسلام، وأخرج عن طاعة النبي ﷺ والاقتداء به. إنها لتهمة باطلة تمامًا. وإن دعوى النبوة كهذه كفر عندي. وليس اليوم، بل لم أزل أسجل في كل كتاب لي دومًا أنني لا أدعي بمثل هذه النبوة أبدًا، وأنها تهمة باطلة تُوجَّه إلي. والأساس الذي أدّعي النبوة بناء عليه إنما هو أنني أتشرف بكلام الله تعالى. إنه يحاورني ويكلّمني بكثرة، ويجيب على أسئلتي، ويُظهرني على كثير من أنباء الغيب، ويكشف لي أسرار المستقبل بحيث إنه لا يكشفها لأحد ما لم يكن محظوظًا بقرب خاص من عنده. وبسبب كثرة هذه الأمور فقد سماني نبيًّا. وإنني نبي وفق حكم الله تعالى. ولو أنني أنكرت ذلك لكنت عاصيًا. وما دام الله هو الذي سماني نبيًّا فكيف يمكن أن أنكر ذلك. ولسوف أبقى ثابتًا على هذا الموقف إلى أن أرحل من هذه الدنيا. غير أنني لست بنبيٍ بحيث أنفصل عن الإسلام أو أنسخ حكمًا من أحكامه. كلا، بل إن رقبتي تحت نِير القرآن الكريم، وليس لأحد أن ينسخ حتى نقطة أو حركة من القرآن الكريم”. (جريدة “أخبار عام” في 26 أيار 1908م.)
“لقد بلغت جميع النبوات والرسالات ذروة كمالها عند بلوغها منتهاها، وهو شخص سيدنا وإمامنا محمد ﷺ”. (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 59)