يقول المسيح الموعود ؏:
“ومن فضل الله وإحسانه أنه جعل هذا الفتح على يد المسيح المحمّدي ليُرِي الناس أنه أكمل من المسيح الإسرائيلي في بعض شؤونه، وذلك من غيرة الله التي هيّجها النصارى بإطراء مسيحهم، ولما كان شأن المسيح المحمدي كذلك.. فما أكبر شأن نبي هو من أمّته! اللهم صلّ عليه سلاما لا يُغادر برَكَة من بركاتك، وسوّد وجوه أعدائه بتأييداتك وآياتك. آمين“. (الخطبة الإلهامية، الخزائن الروحانية مجلد 16 ص 11)
“فلستم أهل السنة ولا أهل القرآن ما لم تعتقدوا بموت المسيح. ولست أنكر شأن عيسى ؏، وإن كان الله قد أخبرني أن المسيح المحمدي أفضل من المسيح الموسوي، ولكنني مع ذلك أحترم المسيح ابن مريم جدَّ احترام، وذلك لأنني – من حيث الروحانية- خاتم الخلفاء في الإسلام كما كان المسيح ابن مريم خاتم الخلفاء للأمة الإسرائيلية“. (سفينة نوح، ص 17-18)
“إن الله تعالى يعلم أنني لا أبالي ولا أفرح أبدًا لأن أُدعى المسيح الموعود أو أن أفضّل نفسي على المسيح ابن مريم. واللهُ تعالى قد كشف بنفسِه في وحيه المقدس عما ينطوي عليه ضميري حيث قال: “قُلْ أجرّد نفسي من ضروب الخطاب“.. أي قل لهم إنني في حال بحيث لا أبتغي لنفسي أي نوع من الألقاب، بمعنى أن مقصدي ومرادي أسمى من مثل هذه الأفكار، وأما منح الألقاب فهو من فعل الله تعالى، ولا دخل لي في ذلك.
أما الاعتراض: كيف كتبت هكذا، ولماذا حصل التناقض في أقوالك، فاسمعوا وعُوا: إن مَثَل هذا التناقض كمثل التناقض الموجود في “براهين أحمدية”، حيث كتبتُ فيه أن المسيح ابن مريم سوف ينـزل من السماء، ثم كتبت فيما بعد أنني أنا المسيح الموعودُ ظهورُه. وإنما سبب ذلك التعارض أنه، بالرغم من أن الله تعالى قد سماني عيسى في “براهين أحمدية” كما قال لي أيضًا: إن الله ورسوله قد أخبرا بمجيئك، إلا أن طائفة من المسلمين – وكنتُ من بينهم – كانوا يعتقدون بكل شدة أن عيسى سوف ينـزل من السماء، لذلك لم أُرد حمل وحي الله ﷻ على الظاهر، بل قمت بتأويله، وظللتُ متمسكًا بعقيدة جمهور المسلمين، ونشرتُها في “براهين أحمدية”. ولكن بعد ذلك نـزل علي وحي الله في هذا الشأن كالمطر قائلا: إنك أنت المسيح الموعودُ نـزولُه، كما ظهرت معه مئات الآيات أيضًا، وقامت السماء والأرض كلتاهما شاهدةً على صدقي، وإن آيات الله المشرقة اضطرتني إلى الاقتناع بأنني أنا ذلك المسيح الموعود مجيئه في الزمن الأخير. وإلا فلم تكن عقيدتي الشخصية إلا ما كنت سجّلته في “براهين أحمدية”.
ثم إني لم أكتفِ بذلك بل عرضتُ هذا الوحي على القرآن الكريم، فثبت بآيات قطعية الدلالة أن المسيح بن مريم قد تُوفي فعلاً، وأن الخليفة الأخير سيأتي باسم المسيح الموعود من هذه الأمة نفسها. وكما أن الظلام يتبدد بطلوع النهار، كذلك قد اضطرتني مئات الآيات والشهادات السماوية والآيات القرآنية القطعية الدلالة والنصوص الحديثية الصريحة للإيمان بأني أنا المسيح الموعود. لقد كان يكفيني أن يرضى الله عني. إني لم أكن أتمنى هذا المنصب قط. كنت في زاوية الخمول، ولم يكن أحد يعرفني، كما لم أكن أحب أن يعرفني أحد، ولكن الله ﷻ نفسه أخرجني من زاوية الخمول قسرًا. لقد وددت أن أعيش خاملاً وأموت خاملاً، ولكنه تعالى قال: إني سأنشر اسمك بالعزة في الدنيا كلها. فاسألوا الله تعالى لماذا فعل هكذا؟ ما ذنبي في ذلك؟
كذلك تمامًا كنت أعتقد في أول الأمر وأقول: أين أنا من المسيح ابن مريم؟ إذ إنه نبي ومن كبار المقربين عند الله تعالى، وكلما ظهر أمر يدل على فضلي كنت أعتبره فضلا جزئيًّا، ولكن وحي الله ﷻ الذي نـزل علي بعد ذلك كالمطر لم يتركني ثابتًا على العقيدة السابقة، وأُعطيتُ لقب “نبي” في صراحة تامة، بحيث إنني نبي من ناحية، وتابعا للنبي ﷺ ومِن أُمته من ناحية أخرى…..
ملخص القول ليس هناك من تناقض في كلامي. إنما أتّبع وحي الله تعالى. فما لم يأتني منه علمٌ ظللتُ أقول نفسَ ما قلت في أول الأمر، ثم قلتُ خلافَه بعد أن جاءني العلم منه ﷻ. إنما أنا بشر، ولا أدّعي معرفة الغيب“. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية مجلد 22 ص 152 – 154)
“قُلْ أجرّد نفسي من ضروب الخطاب“..
*لقد وددت أن أعيش خاملاً وأموت خاملاً، ولكنه تعالى قال: إني سأنشر اسمك بالعزة في الدنيا كلها. فاسألوا الله تعالى لماذا فعل هكذا؟ ما ذنبي في ذلك؟*
(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم )