الشهيد صاحبزاده عبد اللطيف ؓ
يقول المسيح الموعود ؏
“إن مَثَلَهم (المقربين) كمثل عبد اللطيف الذي كان من حزبي، وكان من أرض بلدة كابل، وكان زعيم القوم وسيّدهم وأمثلهم وأعلمهم وأتقاهم وأشجعهم وبَدْءَهُمْ في السؤدد وأبهاهم. إنه أرى هذا الإيمانَ، وهَدّدوه بوعيد الرجم ليترك الحق، فآثر الموت وأرضى الرحمان ورُجِم بحكم الأمير، فرفعه الله إليه. إن في ذلك لنموذجًا لقوم يغبطون.
إنّ الذين يُقتَلون في سبيل الله لا تحسبوهم أمواتا بل أحياء عند الله يُرزقون. ومن قَتل مؤمنًا متعمدا فجزاءه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً أليما، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون. إن السّماء بكت لذلك الشهيد وأبدت له الآيات، وكان قدرا مفعولاً من الله خالق السماوات. وقد أنبأني ربي في أمره قبل هذا بوَحْيِه المبين، كما أنتم تقرأونه في “البراهين” أو تسمعون، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون. ولمّا رحل الشهيد المرحوم من دار الفناء، وسلّم روحه إلى ربّه بطيب النفس والرضاء، فما أصبح الظالمون، إلاّ وابتُلُوا برجزٍ من السماء وهم نائمون، وجعلوا يفرّون من أرض بلدة كابل فأخذوا أينما ثقفوا وأين يفرّ الفاسقون؟ إن في ذلك لعبرة لقوم يحذرون“. (تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية مجلد 20 ص 113-114)
“والذي نفسي بيده، لقد وجدتُه في طاعتي وتصديق دعواي صادقا متفانيا بما لا مزيد عليه. لقد وجدتُه مفعمًا بحبي، كزجاجة مليئة بالعطر. كان وجهه نورانيا كما كان قلبه نورانيا. إن أروع صفة كان يتحلى بها هذا الولي المرحوم هي أنه كان يقدّم الدين على الدنيا حقيقة….. كان قوي الإيمان بحيث لو شبَّهتُه بأعظم جبل لخشيت أن يكون تشبيهي ناقصًا….. بأي كلمات أثني على هذا الولي المرحوم الذي نبذ ماله وعرضه وروحه في طاعتي كما يُنبذ الرديء من الأشياء“. (تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية، مجلد 20 ص 10)
“يا عبد اللطيف، عليك آلاف الرحمات، فإنك قد برهنتَ على صدقك أثناء حياتي، ولا أدري ماذا سيفعل بقية أتباعي من بعدي“. (تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية، مجلد 20 ص 60)
“لقد قُتل المولوي عبد اللطيف الشهيد رجمًا بالحجارة بسبب البيعة نفسها. لقد رُشق ساعة كاملة حتى توارى جثمانُه تحت الحجارة، ولكنه لم يقل أُفٍّ، ولم يرفع صرخة. لقد طلب منه الأميرُ نفسه ثلاث مرات – قبل بدء هذا الإجراء الظالم – أن يتوب، ووعده أنه إذا تراجع فسيُعفى عنه وسيزيد في إكرامه ويرفع مرتبته، ولكنه آثر اللهَ تعالى ولم يبال بالأذى الذي كان سيواجهه في سبيل الله. وببقائه صامدًا قدَّم أسوةً حسنة لإيمانه الكامل. كان عالما جليلا ومحدِّثًا. سمعنا أنهم لما أَسَروه ليذهبوا به قالوا له: قابِلْ أهلَك وأولادك لآخر مرة، فقال: لا حاجة لذلك الآن.
هذه هي حقيقة البيعة وغرضها وغايتها“. (الملفوظات ج10 ص 140)
“إن حادثة مقتل صاحبزاده عبد اللطيف، التي تعرّض لها بلا رحمة، لَحادثةٌ تنخلع لسماعها القلوب، وما رأينا ظلمًا أغيَظَ من هذا. ولكن هذه الشهادة ستكون مصدرا لبركات كثيرة ستظهر مع الزمن. وسوف ترى أرض كابول أن هذه الشهادة لا بد أن تؤتي ثمارها، ولن يذهب هذا الدم هدرًا. فقد قُتل مِن قبل أيضا أحد أفراد جماعتي ظلما، وهو الشاب المسكين عبد الرحمن، فظل الله صامتا، ولكنه تعالى لن يبقى صامتا الآن، وسوف يُظهر العواقب الوخيمة. وسمعنا أنه بعد أن استُشهد الشهيد المرحوم رشقا بأكوام من الحجارة انتشر في كابول وباء الكوليرا فجأة، وأصاب عددا كبيرا من علية القوم، بما فيهم أقارب الأمير نفسه، فرحلوا عن هذا العالم. ولكن لن يقتصر الأمر على هذا الحد، إذ قد ارتُكبت هذه الجريمة البشعة بلا رحمة ولا شفقة، وبشكل ليس له مثيل في هذا العصر تحت أديم السماء.
واأسفاه! أي حماقة ارتكبها هذا الأمير، فجَرّ على نفسه الخراب والدمار بقتله إنسانا بريئا بلا رحمة؟
يا أرض أفغانستان، كُوني شاهدةً على تلك الجريمة الشنيعة التي ارتُكبت فيك! يا أيتها الأرض التعيسة، لقد سقطتِ من عين الله تعالى لأنك كنت مسرحًا لهذا الظلم العظيم“. (تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية مجلد 20 ص74)
وقد كتب ؏ أبياتا بالفارسية تعريب بعضها:
“ذلك الفتى وحبيب الله قد كشف حقيقة معدنه
لقد بذل حياته نقدًا في سبيل الحبيب وتبرأَ بقلبه من هذه الدار الفانية
إن فلاة هذه الحياة مليئة بالأهوال
فهناك آلاف الأفاعي في شتى الجهات،
وآلاف النيران المشتعلة حتى السماء
وآلاف السيول الجارفة
وآلاف الفراسخ إلى دار الحبيب
وآلاف الغابات الشائكة والبلايا
ولكن انظرْ إلى شجاعة شيخ العجم هذا
إذ قطع هذه الفلاة بقفزة واحدة.”
(تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية مجلد 20 ص60)