يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام:

اسمي غلام أحمد، واسم أبي غلام مرتضى، واسم أبيه عطا محمد، وكان عطا محمد ابن گُل محمد، وگُل محمد ابن فيض محمد، وفيض محمد ابن محمد قائم، ومحمد قائم ابن محمد أسلم، ومحمد أسلم ابن محمد دلاور، ومحمد دلاور ابن إله دين، وإله دين ابن جعفر بيـگ، وجعفر بيـگ ابن محمد بيـگ، ومحمد بيـگ ابن عبد الباقي، وعبد الباقي ابن محمد سلطان، ومحمد سلطان ابن ميرزا هادي بيـگ المورث الأعلى. فذلك اسمي وهذه أسماء آبائي، غفر الله لنا ولهم وهو أرحم الراحمين“. (التبليغ، ص 98)

اعلموا أنّ مسكني قريةٌ سُمّيت ببلدة الإسلام، ثم اشتهر باسم “قاديان” في هذه الأيام. وهي واقعة في الفنجاب بين النهرين “الراوي” و”البياس”، إلى جانب المشرق مائلا إلى الشمال من “لاهور” الذي هو صدر الحكومة ومركز البلاد الفنجابية. وإني قرأتُ في كتب سوانح آبائي وسمعت من أبي أن آبائي كانوا من الجرثومة المُغْليّة. ولكن الله أوحى إليّ أنّهم كانوا من بني فارس لا من الأقوام التركيّة. ومع ذلك أخبرني ربي بأنّ بعض أمهاتي كُنَّ من بني الفاطمةِ، ومن أهل بيت النُّبوّةِ، والله جمع فيهم نسل إسحاق وإسماعيل من كمال الحكمة والمصلحة.

وسمعتُ من أبي وقرأت في بعض سوانحهم أنّهم كانوا في بدء أمرهم يسكنون في بلدة “سمرقند”، قبل أن يرحلوا إلى الهند، وكانوا من أمراء تلك الأرض ووُلاتها، ومن أنصار الملّة وحُماتها. ثم طرحتْهم النوى مَطارحَها، وبسطتْ إليهم سيول السفر جوارحَها، حتى إذا وطئوا أرض هذه البلدة التي تسمى بـ”قاديان” ورأوا هذه الخِطّة المباركة، والتُّربة الطيبة، سرّتْهم ريحها وماؤها، وسوادها وخضراؤها، فألقَوا فيها عصا التَّسْيار، وكانوا يرجّحون البدو على الأمصار، ورُزقوا فيها من الله ضيعةً وعقارًا، وملكوا قرًى وأمصارًا. ثم إذا مضى زمانٌ على هذه الحالة، ونزل قضاء الله وقدره على السلطنة المغليّةِ، أمّرهم الله في هذه الناحية، وانتهى الأمر إلى أَنّهم صارُوا كمَلِكٍ مستقل في هذه الخِطّة، وكان في يدهم مِن كل نهجٍ عِنانُ الحكومة، وقضى الله وطرهم من الفضل والرحمة. وبعدما زجّوا زمانًا طويلا في النّعمة والرفاهةِ، والشرف والنباهة، أخرج الله بمصالحه العميقة وحِكمه الدقيقة قومًا يقال له “الخالصة”، وكانوا قسيّ القلب لا يكرمون الشرفاء، ولا يرحمون الضعفاء، وكُلّما دخلوا قريةً أَفْسدوها، وجعلوا أعِزّةَ أهلها أذِلّة، فصارت مِن جورهم بُدُورُ الإسلام كالأَهِلّة. وكانوا من أعادي الإسلام، وأكبر أعداء ملة خير الأنام. ففي تلك الأيام صُبّت على آبائي المصائب من أيدي تلك اللئام، حتى أُخرجوا من مقام الرياسة، ونُهبت أموالهم من أيدي الكفرة، ونُطحوا من جُيُودٍ، وهُجّروا من ظلٍّ ممدودٍ، ولبثوا في أرض الغُربة إلى سنين، وأُوذوا إيذاءً شديدًا من الظالمين“. (الاستفتاء، ص99-101)

About مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

View all posts by مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام