ملاحظة: التفسير التالي جُمِّع من كتابات المسيح الموعود عليه السلام المختلفة في شرح آيات القرآن الكريم وننقل لكم هنا ما تيسر منها في شرح آيات سورة القيامة


بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم

تفسير سورة القيامة للمسيح الموعود عليه السلام

الآية 1: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)

الآية 3: (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)

“إن منشأ الحالات الأخلاقية في القرآن المجيد هو “النفس اللوامة”.. كما يقول الله عز وجل: (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)(القيامة: 3).. أي أُقسِم بالنفس التي تلوم ذاتها على كل مأثمة تغشاها أو زلة تبدر منها. هذه النفس اللوامة هي الينبوع الثاني الذي تنشأ منه الحالات الأخلاقية. وإذا وصل الإنسان إلى هذه الدرجة نجا من مشابهة الأنعام. وقد أقسم الله هنا بالنفس اللوامة تنويهًا بمكانتها، فكأنما استحقت عند الله هذا الإكرام لأنها انسلخت عن طبيعتها الأولى الأمارة بالسوء، وارتقت إلى درجة النفس اللوامة.

وقد سماها الله “اللوامة” لأنها تلوم الإنسان على إتيان السيئة، ولا ترضى له أن يسترسل في دوافعه الطبْعية استرسالَ الأنعام المطلَقة القيود وأن يعيش عيشة البهائم، بل تريد ألا يصدر منه إلا خيرُ الحالات وصالح الأخلاق، وألا يتجاوز حد الاعتدال في جميع لوازم الحياة، وأن يلبي رغباته وأهواءه الطبْعية باسترشاد من العقل. وبما أن النفس تلوم الإنسان على ارتكاب السوء.. فلذلك وصفها الله باللوامة، أي كثيرة اللوم.

والنفس اللوامة وإن كانت تمقت الانصياعَ للنوازع الطبْعية، ولا تنفك تلوم نفسها.. فإنها مع ذلك لا تكون قادرةً كل القدرة على عمل الصالحات، بل إن النوازع الطبْعية تصرعها أحيانا، فتتعثر وتسقط كأنها طفل ضعيف يحاول ألا يسقط، إلا أنه يسقط بسبب ضعفه، ويأسف على عجزه هذا.

وخلاصة القول.. إن هذه حالة أخلاقية تجمع بها النفس في ذاتها مكارم الأخلاق، وتكره الطغيان والفسوق.. ولكنها لا تستطيع بعد أن تتغلب على النفس الأمارة حق الغلبة.” (فلسفة تعاليم الإسلام ص 3-4)

“إن فترة الأخلاق الصالحة أو غير الصالحة تبتدئ في الحقيقة عندما ينضج العقل الموهوب للإنسان فيستطيع به التمييز بين الخير والشر، أو بين شرين أو خيرين، ويجد في نفسه حسرة متى حاد عن طريق الخير، ويندم ويأسف عندما يقترف السوء. هذا هو الدور الثاني من أدوار الحياة البشرية الذي عبر عنه كلام الله القدسي في القرآن المجيد بالنفس اللوّامة.

ولكن يجب أن تتذكروا أن المتوحش لا يكفيه الوعظ السطحي البسيط وحده كي يصل إلى درجة النفس اللوامة، بل لا بد من أن ينال من معرفة الله نصيبا يدرك به أنه لم يُخلق عبثًا ولغوا، ولكي تنشأ فيه الأخلاقُ الحقيقية بسبب هذه المعرفة الإلهية. ومن أجل ذلك نبه القرآن الحكيم -فيما وعظ به الإنسان- إلى معرفة الإله الحق، وأكد له أن لكل عمل أو خُلق نتيجةً تورث صاحبه في الدنيا نعيما روحيا أو عذابا روحيا، ثم تنكشف تلك النتيجة في الحياة الآخرة انكشافا كاملا.

والخلاصة أن الإنسان -في حالة النفس اللوّامة- ينال من العقل والعرفان والوجدان الصحيح نصيبا بحيث يلوم نفسه على عمل السوء، ولا يفتأ يرغب في العمل الصالح ويحرص عليه. وهذه هي الحالة التي يكتسب فيها الإنسان الأخلاق الفاضلة.” (فلسفة تعاليم الإسلام ص 17-18)

“أقسم بالنفس التي تلوم نفسها على أعمال سيئة وعلى كل نوع من عدم الاعتدال. فإذا ارتكب شخص مثله سيئةً تنبّه لها سريعا، ويلوم نفسه على تلك الفعلة الشنيعة، لذلك سمِّيت النفس اللوامة. ومن كان تابعا لها لا يكون قادرا على كسب الحسنات بالكامل بل تغلبه الأهواء النفسانية أحيانا، ولكنه يريد أن يخرج من هذه الحالة، ويندم على ضعفه.” (الحكم، مجلد12، رقم4، عدد14/1/1908م، ص2)

“… يصدر من الإنسان سيئة أحيانا ولكن نفسه تلومه بسببها فورا فيندم مرتكبها. لقد أُودع ذلك في فطرة الإنسان، ولكن هناك بعض الطبائع التي تُحجب بسبب حالتها النجسة وأعمالها السيئة بحيث لا تستحق فطرتهم أن تسمى فطرة سليمة، ولا يشعرون باللوم قط. ولكن الشخص النبيل يشعر بها حتما، وفي بعض الأحيان يصبح اللوم نفسه مدعاة لهدايته فنجاته. ولكن هذه الحالة ليست بالتي يمكن الاعتداد بها. “(الحكم، مجلد12، رقم 41، عدد14/7/1908م، ص5)

الآية 7-13: (يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ * فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لَا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ)

“فاعلموا يا أهل الإسلام وأتباع خير الأنام، أن الآية التي كنتم تُوعَدون في كتاب الله العلاّم، وتُبشَّرون مِن سيد الرسل نورِ الله مُزيلِ الظلام.. أعني خسوف النَّــيِّريْنِ في شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن، قد ظهر في بلادنا بفضل الله المنّان، وقد انخسف القمر والشمس وظهرت الآيتان، فاشكروا الله وخرّوا له ساجدين.

وإنّكم قد عرفتم أن الله تعالى قد أخبر عن هذا النبأ العظيم في كتابه الكريم، وقال للتعليم والتفهيم: (فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ)، فتَفكَّروا في هذه الآية بقلب أسلم وأطهر، فإنه من آثار القيامة لا من أخبار القيامة كما هو أجلى وأظهر عند العاقلين. فإن القيامة عبارة عن فساد نظام هذا العالم الأصغر وخلقِ العالم الأكبر، فكيف يقع في حالة الفَكِّ الخسوفُ الذي تعرفون، باليقين لا بالشك، عِلَلَه وأسبابه، وتفهمون مواقعه وأبوابه؟ وكيف يظهر أمرٌ لازم للنظام بعد فَكِّ النظام والفساد التام؟ فإنكم تعلمون أن الخسوف والكسوف ينشآن من أشكال نظاميةٍ وأوضاعٍ مقرّرة منتظمة، على أوقات معيّنة وأيّام معروفة مبيّنة، فكيف يُعزَى وقوعها إلى ساعةٍ لا أنسابَ فيها ولا أسباب، ولا نظامَ ولا إحكام؟ فانظروا إن كنتم ناظرين.

ثم من لوازم الكسوف والخسوف أن يرجع القمر والشمس إلى وضعهما المعروف، ويعودا إلى سيرتهما الأولى، وفي هويّتهما داخلٌ هذا المعنى، وأمّا تكوير الشمس والقمر في يوم القيامة فهي حقيقة أخرى، ولا يُرَدُّ فيهما نورُهما إلى حالة أولى، بل لا يكون وقوعه إلا بعد فكّ النظام والفساد التام وهدم هذا المقام، وما سمّاه الله خسوفا وكسوفا بل سماه تكويرا أو كشط الأجرام، كما أنتم تقرأون في كلام الله العلاّم. فثبت من هذا الكلام عند الخواص والعوام، أن ما ذُكر من الآية في هذه الآية فهو يتعلّق بالدنيا لا بالآخرة، وعَزْوُه إلى القيامة بناءً على الرواية خطأٌ في الدراية، بل هو خبر من أخبار آخر الزمان وقربِ الساعة واقتراب الأوان كما لا يخفى على المتدبّرين.” (نور الحق، الجزء الثاني ص7-8)

“وقد جُمع الشمس والقمر كما ذكر القرآن وكُسِفا في رمضان كشقِّ القمر في زمن خير الورى.” (الخطبة الإلهامية ص94)

“إن عيسى كان عِلْمًا لساعة اليهود، وأنا عِلْمٌ للساعة التي تُحشَر الناس فيها وتُحيا كلُّ نفس لتُجزى. وقد ظهر أكثر علاماتها وذكَرها القرآن ذكرًا، وعُطّلت العِشار، ونُشرت الصحف والأسفار، وجُمع القمر والشمس في رمضان.” (الخطبة الإلهامية ص121)

“ثم إذا كانت حقيقة الكسوف بالتعريف المعروف أنه هيئةٌ حاصلة مِن حول القمر بين الشمس والأرض في أواخر أيام الشهر، فكيف يمكن أن يتكلم أفصحُ العجم والعرب بلفظٍ يخالف محاوراتِ القوم واللغةَ والأدب؟ وكيف يجوز أن يتلفظ بلفظٍ وُضع لمعنى عند أهل اللسان، ثم يصرفه عن ذلك المعنى من غير إقامة القرينة وتفصيل البيان؟ فإن صرف اللفظ عن المحاورة ومعانيه المرادة عند أهل الفن وأهل اللغة لا يجوز لأحد إلا بإقامة قرينة موصلة إلى الجزم واليقين.

وقد ذكرنا أن القرآن يصدّق هذا البيان، ولو كان الخسوف والكسوف في أيامٍ غير الأيام المعتادة بالتقليل أو الزيادة، لما سمّاه القرآن خسوفا ولا كسوفا، بل ذكره بلفظ آخر وبيّنه ببيان أظهر، ولكن القرآن ما فعل كذا كما أنت ترى، بل سمّى الخسوف خسوفا ليُفهِّم الناسَ أمرًا معروفًا. نعم.. ما ذكَر الكسوف باسم الكسوف، ليشير إلى أمر زائدٍ على المعتاد المعروف، فإن هذا الكسوف الذي ظهر بعد خسوف القمر كان غريبًا ونادر الصور، وإن كنتَ تطلب على هذا شاهدًا أو تبغي مُشاهدًا فقد شاهدتَ صُورَه الغريبة وأشكاله العجيبة إن كنتَ من ذوي العينين. ثم كفاك في شهادته ما طُبع في الجريدتين المشهورتين المقبولتين.. أعني الجريدة الإنكليزية “بايونير” (Pioneer)، وسيفيل مِلِتري كَزِت (Civil & Military Gazette)، المشاعتين في مارج سنة 1894 والمشتهرتين.

وأمّا تفصيل الشهادتين فهو أن هذا الكسوف الواقع في 6 إبريل سنة 1894 متفرّد بطرائفه، ولم يُرَ مثله من قبل في كوائفه، وأشكاله عجيبة وأوضاعه غريبة، وهو خارق للعادة ومخالف للمعمول والسنّة، فثبت ما جاء في القرآن وحديث خاتم النبيين. ولا شك أن اجتماع الخسوف والكسوف في شهر رمضان مع هذه الغرابة أمر خارق للعادة. وإذا نظرتَ معه رجلا يقول إني أنا المسيح الموعود والمهدي المسعود والملهَم المرسَل من الحضرة، وكان ظهوره مقارنًا بهذه الآية، فلا شك أنها أمور ما سُمِع اجتماعها في أوّل الزمان.” (نور الحق، الجزء الأول ص22-23)

“إن جسم الإنسان نفسه يكرهه على الإيمان بالحشر والنشر لأنه معرَّض للحشر والنشر في كل لحظة لدرجة لا يبقى الجسم هو هو بل يحل محله جسم آخر، وهذا هو المراد من القيامة. وليس ضروريا أن يفهم الإنسان كل المسائل من حيث العقل بل يجب عليه أن يؤمن بأن الله تعالى موجود مع أفعاله وصفاته، ومن صفاته: “يخلق ما يشاء”، و”على كل شيء قدير”، ففي هذه الحالة أيّ شك يمكن أن يكون في القيامة، وخاصة أننا نجد ونرى ثبوتها في هذه الدنيا أيضا. لا شك أن القيامة حق وهي نموذج قدراته تعالى. يتبين بكل جلاء من: “ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير”، أنه قادر على الحشر والنشر أيضا، والحشر والنشر يتوقف على القدرة وحدها. “(الحكم، مجلد9، رقم40، عدد17/11/1905م، ص8)

أن الدار قطني قد روى عن محمد الباقر ابن زين العابدين، وهو من بيت التطهير والعصمة ومن قوم مطهَّرين، قال: قال ؓ وهو من الأمناء الصادقين: إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خُلِقَ السماواتُ والأرضون، ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان.. يعني في أول ليلة من ليالي خسوفه ولا يجاوز ذلك الأوان، ويقع في الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن.. وتنكسف الشمس في النصف منه.. يعني في نصفٍ مِن أيام كسوفها المعلومة عند أهل العرفان، في ذلك الشهر المُزان. وأخرج مثلَه البيهقي وغيره من المحدّثين. وقال صاحب “الرسالة الحشرية”، وهو في هذه الديار من مشاهير علماء هذه الملّة، إن القمر والشمس ينكسفان في رمضان، وإذا انكسفا فيعرِف المهديَّ بعده أهلُ مكة بفراسة يزيد العرفانَ. وفي روايات أخرى من بعض الصلحاء أن المهدي لا يُعرَف إلا بعد آيات كثيرة تنـزل من السماء، وأما في أوّل الأمر والابتداء، فيكفَّر ويكذَّب ويُعزَى إلى الدجل والتلبيس والافتراء، وتُكتَب عليه فتاوى الكفر والخروج من الشريعة الغرّاء، ويقال فيه كل ما قال الكافرون في الأنبياء. ثم توضع له القبولية في الأرض من حضرة الكبرياء، فلا يوجد اثنان من المؤمنين إلا ويذكرونه بالمدح والثناء.

ثم اعلم أن آية الخسوف والكسوف قد ذكرها القرآن في أنباء قُرب القيامة، وإن شئتَ فاقرأْ هذه الآية وكرِّرها لإدراك هذه الحقيقة: (فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ)، ثم تَدبَّرْ بالخشوع والخشية. ولا يذهبْ فكرُك إلى أنه من وقائع القيامة، وإيّاك وهذا الخطأ الذي يُبعِدك من المحجّة. فإن الخسوف الذي ذُكر ههنا هو موقوف على وجود هذه النشأة الدنيوية، فإنه ينشأ من أشكال نظامية، وأوضاع مقرّرة منتظمة، ويكون في الأوقات المعيّنة والأيام المعلومة المشتهرة، ولا بدّ فيه من رجوع النيِّريْن إلى هيئتهما السابقة بعد خروجهما من هذه الحالة. وأما الآيات التي تظهر عند وقوع واقعة الساعة فهي تقتضي فسادَ هذا الكون بالكلية، فإنها حالات لا تبقى الدنيا بعدها ولا أهلُ هذه الدار الدنيّة. والخسوف والكسوف يتعلقان بنظام هذه النشأة، ويوجدان فيه مِن بدوّ الفطرة. فثبت أن الخسوف الذي ذكره القرآن في صحفه المطهرة هو من الآثار المتقدمة على القيامة.” (نجم الهدى ص22)

ومن ذا الذي لا يعلم أن العديد من الناس قد ادّعوا بكونهم مهديين موعودين كذبا وافتراء في السنوات الـ 1300 حسب التقويم الإسلامي بل حاربوا أيضا؟ ولكن هل من أحد يستطيع إثبات اجتماع الكسوفين في رمضان في وقتهم. وما لم يُثبَت ذلك لبقي هذا الحادث خارقا للعادة بلا أدنى شك، لأن الأمر الخارق للعادة هو ذلك الذي لا يوجد له نظير في الدنيا. ثم لا يقتصر الأمر على الحديث فقط بل القرآن الكريم أيضا قد أشار إلى هذا الأمر. انظروا الآية: (وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ). (حقيقة الوحي ص196، الحاشية)

لقد قال الله تعالى بكلمات وجيزة إن علامة الزمن الأخير هي اجتماع الكسوف والخسوف في شهر واحد. وقال في الآية التالية إن الكافر لن يجد يومئذ مفرا. والواضح من ذلك أن هذا الكسوف والخسوف يقعان في زمن المهدي المعهود. فملخص الكلام: الكسوف والخسوف سيقعان حسب نبوءة إلهية وبذلك ستتم الحجة على المكذبين. (حقيقة الوحي ص196، الحاشية)

هناك نبوءة أخرى أيضا في القرآن الكريم عن الزمن الأخير أنه حين تظهر علامات أخرى للقيامة في الزمن الأخير سيحدث الكسوف والخسوف أيضا من نوع خاص كما أشير إليه أيضا في الآية: (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ). لقد وردت هذه الآية في الآيات الابتدائية في سورة القيامة، وبسببها سمّيت السورة بسورة القيامة. وقد جُعل هذا الكسوف والخسوف من علامات القيامة. كما اعتُبر المسيح، خاتَم الخلفاء، أيضا من علاماتها. وقد سبقت الآية المذكورة آية أخرى وهي: (فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ). أي ستحلّ في تلك الأيام عذابات مهولة على الدنيا إذ لا يكاد ينتهي عذاب إلا وسيبدأ عذاب آخر. ثم قال تعالى في آية بعدها: (يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لَا وَزَرَ) أي أين نفرّ من العذاب المتواصل، وسيكون الفرار مستحيلا أصلا. بمعنى أن تلك الأيام ستكون أيام مصيبة عظيمة للإنسان، وإن مشهدها المهول سيؤدي إلى فقدان الإنسان صوابه. (ينبوع المعرفة ص306، الحاشية)

الآية 23-24: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)

الوجوه التي ترى ربها يوم القيامة تكون ناضرة مسرورة. (كتاب البرية ص54)

(إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)، من هنا تثبت الرؤية. (ترياق القلوب ص148، الحاشية)

About مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

View all posts by مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام