يشرح المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قوله تعالى:

{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}

“شرح الكلمات:

آدم: أبو البشر. قيل هو اسم أعجمي، وقيل هو مشتق. وعندي هو مشتق من: أدَمَ يأدَمُ بينهم أدْمًا: ألَّف وَوَفَّق. وآدَمَ الخبزَ: خلطه بالإدام. وآدَمَ أهلَهُ: صار لهم أسوة. وأديم الأرض سطحُها.

والأدمة الوسيلة. “الأقرب” فيسمى آدمُ آدمًا لأنه جمع الناس على تمدن؛ أو لأنه تكوَّن من عناصر وقوى متعددة، أو لأنه صار أسوة لقومه؛ أو لأنه عاش على سطح البسيطة؛ أو لأنه كان وسيلة بين الله تعالى وبين عباده.

الأسماء: الاسم الفظ الموضوع للدلالة على الجوهر أو العرض لتمييزه؛ والعلامة “الأقرب”؛

والاسم: ما يعرف به ذات الشيء أو أصله، والاسم: الصفة. “الكليات”.

عرضهم: عرض الشيءَ له: أظهره له. عرض المتاع للبيع: إذا أظهره للراغبين في شرائه. عرض الشيء عليه: أراه إياه.”الأقرب”.

صادقين: صدق في الحديث ضد كذب. صدقه الحديث: أنبأه بالصدق.”الأقرب”. صدقني فلان: قال لي الصدق”التاج”. وفي البخاري ومسلم أن جبريل سأل الرسول ﷺ سؤالا، فلما أجابه قال له: صدقت، أي أصبت القول .. وهذا هو المعنى المراد في الآية.

التفسير:

لقد اختلف المفسرون في الأسماء التي عُلِّمها آدم. فقال البعض أنها أسماء الأشياء مثل كوب وقدر .. بمعنى أنه علمه اللغة “الدر المنثور”. وزاد عليه البعض أنه علمه كل اللغات”فتح البيان”، ولكن هذا المعنى خلاف للعقل والنقل كلية. و قال آخرون إنه علمه أسماء أولاده “الدر المنثور”. ولكن إذا رجعنا إلى القرآن نفسه عرفنا بسهولة حقيقة هذه الأسماء.

لا شك أن الإنسان عندما شرع في التمدن كان بحاجة إلى لغة، ولا بد أن الله تعالى علَّم آدم لغة ما، ولكن القرآن الكريم يخبرنا أن ثمة أسماء خاصة يجب على الإنسان أن يتعلمها ليكمل له دينه وخلقه، ولا يمكن أن يعلمها إلا الله جل وعلا. يقول الكتاب الكريم: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} سورة الأعراف: 181″.

يتبين من هذه الآية الكريمة أمران:

الأول: أن الوسيلة الوحيدة لمعرفة الله تعالى والاتصال به هي أن يعلم الإنسان أسماءه، أي صفاته .. علما صحيحا.

والثاني: أن العلم الصحيح بهذه الأسماء لا يتأتى إلا بتعليم من الله تعالى، وأن محاولة إدراكها بالاجتهاد الشخصي يوقع المرء في الخطأ. ولما كان آدم”عليه السلام” قد بُعث لتأسيس الدين، وتعزيز علاقة المخلوق بالخالق جلّ وعلا، فلذلك كان من اللازم أن يتعلم من الله تعالى الصفات الإلهية، ويعرفها بأسمائها .. كي تعرف أمته إلهها وتتصل به. وإذا لم يتعلم آدم تلك الأسماء خيف عليه وعلى أمته من الإلحاد والانحراف عن الدين.

ويتبين من الآيات التالية أن الأسماء التي علمها الله تعالى لآدم لم تكن معروفة للملائكة تمام المعرفة. والأسماء التي لا يعرفها بكاملها جميع الملائكة فرداً فرداً إنما هي الصفات الإلهية، لأن الملائكة كما وصفهم القرآن الكريم {يفعلون ما يؤمرون} سورة النحل: 51 .. فهم يعرفون ما يؤمرون بفعله، أما ما سوى ذلك فأنى لهم معرفته؟

نعم، لا يعلم الصفات الإلهية علما كاملاً إلا الإنسان، وليس الملائكة من هذا العالم الكامل في شيء. إنهم يعلمون من الصفات ما يتصل بنطاق عملهم فحسب، ولكل منهم عمل محدد لا يتجاوزه، فهو يعرف صفة واحدة أو بعض الصفات. أما الإنسان، فكما يؤكد القرآن الكريم، يعلم الأسماء كلها. إن الإنسان مزوّد بالقدرات التي تجعله أهلاً لأن يتصف بتلك الصفات (إن الله زود الإنسان بقدرات تأهله بأن يتحلى بتلك الصفات) وإنه يصلح للاتصاف بالصفات الإلهية، فيكون رحيماً، غفاراً، قهاراً، جباراً، شكوراً .. ولكن الملائكة لا تصلح لأن تجمع كل تلك الصفات في واحد منها.

ويرى بعض المفسرين أن الآية تشير إلى معنى تعليم اللغة أو اللسان. وأرى أن الآية تتضمن هذا المعنى أيضا، لأن اللغة ضرورية لتأسيس مجتمع متمدن. ويبدو أن الله تعالى علم آدم مبادئ اللغة التي تأسست عليها اللغات.

وبالتدبر في معنى الآية يتبين لنا أن تلك اللغة هي اللسان العربي؛ فالآية تصرح أن آدم عليه السلام تعلم الأسماء عن طريق مسمياتها، بمعنى أن أساس اللغة التي تعلمها قام على علاقة بين الأسماء والمسميات، أي أن كل شيء سُمِّي باسمه بناء على خواصه، فلم تكن الأسماء بدون سبب يربطها بمسمياتها. وهذه الميزة مختصة باللغة العربية دون سائر اللغات .. لأن الأسماء فيها تفيد التعرف على الشيء، ولو غيرنا أسماء المسميات ما حدث خلل ما. فمثلاً باللغة الأردية يسمى الطعام المصنوع من الغلال “روتي” ويسمى بالإنجليزية “برد” وبالفارسية “نان” .. ولو استبدلناها بأية أسماء أخرى ما كان لذلك أثر يذكر. ولكن اسم هذا الطعام في اللغة العربية “خبز” وهو اسم ذو معنى .. إذ إن مادة “خ ب ز” تدل على الصنع والانتفاخ. فمثلا بزخ: نفخ صدره وأبرزه، خزب: سمن بدون مرض أو عيب، خبز: صنع شيئا بضرب الكفين بسرعة. فالخبز شيء صنعته الأيدي بسرعة، وهو أيضاً منتفخ. وهذه الكلمة تصوير حقيقي لهذا الطعام. والآن، لو استبدلنا كلمة “خبز” بكلمة أخرى ما أفادت هذا المعنى.

وخذ مثلا كلمة “رب” ومعناها في العربية الذي يربي ويرتقي بالشيء من حالة أدنى إلى حالة أعلى. ولا يتأتى هذا المفهوم باستبدالها بكلمة أخرى.

ثم كلمة “سماء” مشتقة من “س م و” التي تدل على الارتفاع والعلو، ولكن كلمة “آسمان” الفارسية أو “سكاي” الإنجليزية لا تبين هذا المدلول.

و لا أعني بذلك أن سيدنا آدم تعلم اللغة العربية بشكلها الحالي، أو أنها لم تتطور بعد آدم عليه السلام .. و إنما أعني أن أصول تلك اللغة هي التي تطورت وتوسعت وقامت عليها اللغة العربية فيما بعد.

فالمراد بتعليم اللغة أن الله تعالى علم آدم لغة مبنية على حكمة، إذ إنها متناسقة في ربطها بين المبنى والمعنى، أي أن كل كلمة فيها ذات معنى تعبر عنه .. أو بعبارة أخرى، إن الله العليم الخبير علم آدم اللغة العربية التي صارت فيما بعد أمًاً لسائر اللغات. راجع كتاب “منن الرحمان” لمؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، الذي بيّن فيه بالبيان الرائع كيف أن اللغة العربية هي أم الألسنة. (يمكن تحميل الكتاب من هنا)

ويمكن أن يراد بقوله: {علم آدم الأسماء} التعليم الفطري الطبيعي دون التعليم الحاصل عن الوسائل الخارجية، فالفطرة الآدمية مزودة بصلاحية التعلم. و(الأسماء) من ناحية هذا المعنى هي خواص الأشياء. فنرى الإنسان منذ عهد آدم و إلى اليوم، لا يزال عاكفاً على الاختراع والاكتشاف في شتى نواحي الكون، وعلمه يزدهر بذلك ويتقدم كل يوم. وما الأسماء إلا تلك الخواص والصفات الطبيعية والمنافع التي يبتكرها للأشياء.

وقوله تعالى “كلها” .. لا يراد منه جميع الصفات الظاهرة في كل الأزمان، وإنما ما يتصل منها بعصر آدم من الصفات. ومن الممكن أن تكون مستوعبة لكل الصفات، ويكون معنى الآية في هذه الحالة أن الله تعالى أودع في آدم وذريته كفاءة لإدراك كل الصفات؛ فكأن تعليم الأسماء لآدم كان بالقوة وبالإجمال، أي تزويده بالقدرة على الإدراك وبصفة عامة وليس بالفعل وبالتفصيل.. وإن كان التعليم بالفعل والتفصيل قد بلغ ذروة كماله بوجود سيدنا ومولانا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

وكذلك ليس المراد بتعليم أسماء اللغة تعليم كل أسمائها وموادها، بل المراد به تعليم مبادئ اللغة التي تطورت فيما بعد بصورة اللغة العربية المتكاملة.

وفي قوله {ثم عرضهم على الملائكة} .. لا يعود ضمير الغائب (هم) على الأسماء. لأن الضمير لجمع المذكر العاقل .. وكلمة (الأسماء) مؤنثة ومؤكدة بكلمة (كلها) ؛ وتبين من ذلك أن الضمير راجع إلى المسمّيْن بهذه الأسماء دون الأسماء نفسها. ولا يلزم من قوله (عرضهم) أن يكون العرض بصورة مادية، فمن الممكن أن يكون بصورة كشف المظاهر المقبلة للأسماء، وبخاصة إذا كان الضمير (هم) راجعاً على ذرية آدم في المستقبل.

كما يمكن أن يكون المعروضون على الملائكة هم أولئك الأعوان والأنصار الذين وهبهم الله لآدم بعد أن تعلم الأسماء وتولى الخلافة، والذين كانوا مظاهر لصفات الله المختلفة. ويكون المعنى أن الله تعالى عرضهم على الملائكة بعد أن أثمرت فيهم تربية آدم وتعاليمه، وأصبحوا مظاهر للصفات الإلهية، وسأل الملائكة: أخبروني عن صفات هؤلاء إذا كان رأيكم السابق في البشر صادقا. إن هؤلاء أبناء الصلاح والسلام، ولا يمكن أن يصدر عنهم فساد أو سفك دماء. أمّا أعداء آدم وحاسدوه فهم على عكس أولئك الأوفياء، وليس آدم مسئولاً عنهم.

والحقّ أن بعثة كل نبي كانت مقرونة بسفك دماء وهياج فتن، لكن ذلك لم يكن ناشئاً عن أعمال الأنبياء وأتباعهم، ولم يكن بهم رغبة في ذلك ولا يرضونه، بل كان يحدث على عكس إرادتهم وبسبب شرور أعدائهم. فالفساد الذي يظهر ليس من فعل الأنبياء، وإنما هم مخرجوه من صدور الفاسدين دفينا في أعماقهم، ويكونون عاملاً قوياً في إخراج الخبائث الباطنية لاجتثاثها من نفوس الأشرار.

ويتبين من معاني الآية أن الله تعالى يطلع الأنبياء على شيء من مواهب أتباعهم والأنبياء المبعوثون من بعدهم. فنرى جلياً أن سُنة الله مع من بعثوا بعد آدم من الأنبياء أنهم مازالوا ينبئون ببعثة نبي أو أنبياء يأتون من بعدهم، أما سيدنا ومولانا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الذي جمع الله فيه الكمالات كلها فقََدْ أخبر ببعثته كل نبي. وكذلك بالنظر في حياة الأنبياء نجد أنهم ينكشف لهم أحوال خاصة أتباعهم بصورة إجمالية، ولذلك نرى أنه لم يخطئ نبيٌّ قَطّ في اختيار أصحابه واصطفاء أنصاره، أي لم تجتمع أغلبيتهم على الخطأ بتاتاً. ويا ليت إخواننا الشيعة أدركوا هذه الحقيقة فكفُّوا عن معاداة الخلفاء الراشدين.

يظن البعض أن تعليم الصغار في مدارس وروضات الأطفال حيث يتبع أسلوب خاص للتعليم، فلا يعلمون الأطفال عن طريق حفظ ما في الكتب، بل يكون ذلك بتعليم أسماء الأشياء بعرضها عليهم مما يساعدهم على حفظها دونما ضغط على أذهانهم وذاكرتهم .. أقول يحسب البعض أن هذا الأسلوب من مستحدثات أوروبا، ولكن القرآن الكريم يقدم في هذه الآية الوجيزة هذا الأسلوب التعليمي تقديما رائعاً. إن الله تعالى لم يعلم آدم بحفظ الأسماء عن ظهر الغيب، بل علّمها إياه بعرض مسمياتها الملموسة المشهودة عليه، وتعيين خواصها بصورة عملية.

ثم إذا جاء دور تعليم الملائكة فلم يجبهم بالكلمات فقط، بل اتبع نفس الأسلوب و{عرضهم على الملائكة} .. أي عرض عليهم الأشياء بصورتها الأصلية، أو في صورة كشف .. إذ طريق التعليم المؤثر أن تعرض الأشياء بأصلها أو نماذجها مع أسمائها وخواصها ووظائفها. فأول درس على منهاج روضة الأطفال لم يكن في أوروبا أو ألمانيا على وجه الخصوص .. بل كان في الجنة .. أو روضة آدم، فكانت بذلك أول روضة لتعليم الأطفال. حيث علم الله تعالى بوحيه آدم ثم الملائكة.

ومن الأمثلة الحديثة للتعليم الإلهي ما جرى مع مؤسس الحركة الإسلامية الأحمدية في هذا العصر، إنه لم يتعلم في مدرسة من المدارس، ومع ذلك لما بدأ في تأليف الكتب باللغة العربية امتثالاً لأمر الله تعالى .. علّمه الله في ليلة واحدة أربعين ألف مادة من اللغة العربية، فقام بعدها يتحدى العلماء في كل العالم بأن يأتوا بمثل هذه الكتب في بلاغتها وما تحتويه من أدق المعاني .. تحداهم جميعا أو آحاداً، ولكن لم يكن لأحد أن يأتي لها بمثيل حتى اليوم، رغم كثرة توزيعها وقتئذ في البلاد العربية. ومثل هذا الإعجاز ليس إلا ثمرة لإعجاز القرآن الكريم وتصديقا له.” (التفسير الكبير، سورة البقرة)

وعن قوله تعالى {فلما أنبأهم بأسمائهم} يشرح المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

“مع أن الملائكة فهموا على وجه الإجمال الغرض من خلق آدم عَلَيهِ السَلام .. ولكن استكمالاً للدليل أمرَ اللهُ تعالى آدم ببيان كمالات الخاصة من أمته أو نسله لكي تتبين الحقيقة عملياً بعد أن اتضحت علمياً. وليس المراد بهذه الآية أن محادثة جرت بين رب العزة وبين الملائكة وآدم، بل إنها تعبر عن بعض الحقائق بلسان الحال، حسب أساليب اللغة العربية المعروفة مثل قولهم: قالت له العينان سمعاً وطاعة، أو قولهم: امتلأ الحوضُ فقال قَطْنِي .. فليس ضروريًا أن يكون هذا الحوار قد تم فعلاً بين الله وآدم، بل يمكن أن يكون آدم قد بدأ بأمر الله تعالى بيان الصفات الإلهية التي كان من المقدر ظهورها عن طريق نسله، وهكذا انكشف للملائكة مدى الرقي الروحاني الذي يمكن أن يحققه الإنسان. كما ليس المراد من تعليم آدم أن الله أجلسه أمامه يعلمه، وإنما معناه أنه تعالى آتاه علم الصفات الإلهية واللغة وخواص الأشياء؛ إما بالوحي الخفي أو بالوحي الجليِّ أو بكليهما. وقوله: {فلما أنبأهم بأسمائهم} يعني أن آدم ؑ لمّا شرع في بيان تلك الصفات الإلهية التي سوف تظهر في أمته عامّة وفي الكاملين منها خاصّة، عَلِم الملائكة أن لا أحد يستطيع الاتصاف بالصفات الإلهية كما يقدر الإنسان على ذلك. أما والأمر كذلك .. فقد انكشف للجميع أن الله تعالى العليم الخبير، هو الأعلم بحاجات الأرض ومقتضياتها لنزول الفضل الإلهي، وهو أعرف لما تتطلب صفاته عز وجل. إنه العليم بما أودع في الملائكة من القوى: ظاهرة يبدونها، وباطنة لا يمكن لهم إظهارها. ومن الخطأ أن يتصور أحد أن الملائكة حاولت إخفاء شيء عن الله تعالى، وإنما يُراد بالكتمان هنا: العجزُ والقصورُ الفطري، إذ إنهم لا يملكون الإرادة والحرية التي يتمتع بها الإنسان .. ولكنهم يظهرون ما زُوِّدوا به من صفات، ويكتمون ما ليس بوسعهم من صفات.” (التفسير الكبير، سورة البقرة)

إذن فـ (أسماء هؤلاء) لا يعني أسماء الكراسي والأثاث والخ كما ذهب بعض المفسرين لأن (هؤلاء) اسم إشارة للعاقل، وما أهمية تعليم أسماء الجماد للملائكة وما علاقتها بسياق الآية ومفهومها؟ بل المعنى كما يتضح من سياق الآية ومنطوقها هو أسماء الأنبياء من ذرية آدم عَلَيهِ السَلام كشفها الله تعالى للملائكة لكي يروا بأن نسل آدم عَلَيهِ السَلام ليس مجرد سفك دماء بل بعثة أنبياء عظماء وأن سفك الدماء ليست من رسالتهم بل بعثتهم هي لوقف نزف الدماء وكافة أشكال الظلم والفساد. ولننتبه إلى قول المُصْلِح المَوْعود ؓمن النص أعلاه:

“المعروضون على الملائكة هم أولئك الأعوان والأنصار الذين وهبهم الله لآدم بعد أن تعلّم الأسماء وتولى الخلافة، والذين كانوا مظاهر لصفات الله المختلفة. ويكون المعنى أن الله تعالى عرضهم على الملائكة.” أهـ

وهكذا أثبت الله تعالى للمخلوقات أجمع أن خلق الإنسان هو الهدف الأسمى للخلافة الحقيقية.

نقله مُسْلِم لله من التفسير الكبير لحضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد