بسم الله الرحمن الرحيم
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }
(الأنبياء 19)
الاعتراض 3:
يقول المعترضون إن المصلح الموعود قال في سنة 1911 إن عدد أفراد الجماعة أكثر من زمن المسيح الموعود عليه السلام، وهذا يعني بأنهم أكثر من أربعمئة ألف. ثم قال في عام 1924: إن عدد جماعتنا نصف مليون. وقال في 1944: عدد جماعتنا أكثر بمئات الأضعاف مما كانت عليه عندما سُلّمت الجماعة إليّ. وقال في عام 1954 في المحكمة إن عدد أفراد جماعتنا هو بين مئتي أو 3 مئة ألف. فكيف ذلك؟
الردّ:
قال حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه إن عدد جماعتنا أكثر مقارنة بزمن المسيح الموعود عليه السلام. وهذا صحيح تمامًا، إذ لم تزل الجماعة في ازدهار مستمر بعد المسيح الموعود عليه السلام وبالتالي كان عدد أفرادها في زمن المصلح الموعود أكثر من زمن المسيح الموعود عليه السلام حتمًا.
ثم قال المصلح الموعود رضي الله عنه في عام 1924: هذه الجماعة منتشرة الآن في العالم كله وعدد أعضائها يربو على نصف مليون. (أنوار العلوم ج 8 ص115)
ثم يقول بعد بضعة أسطر: ففي السنتين الماضيتين دخل في هذه الجماعة في البنجاب وولاية اُتّربرديش قرابة 3 آلاف شخص من الفئات التي يزدريها الناس. والجماعة تزداد كل شهر. كذلك في حيدرآباد دخل في العام المنصرم مئات الناس من هذه الفئات المعرضة للازدراء. (أنوار العلوم ج 8 ص115)
ملخص القول إن المصلح الموعود رضي الله عنه لم يقل في عام 1924 إن عدد جماعتنا هو نصف مليون، بل قال تقديرا منه إن عدد الجماعة يربو على نصف مليون. إضافة إلى ذلك ذكر عدد المبايعين من منطقة معينة بين عام 1922- 1924. وهذا يبين أن عدد الجماعة كان أكثر من نصف مليون حتمًا.
فنرى أنه يدخل الى هذه الجماعة، الناس بالمئات والآلاف في السنة والسنتين في منطقة واحدة،( البنجاب، أتّر براديش، وحيدر أباد) فلا يستبعد أن تكون وصلت إلى نصف مليون سنة 1924، حيث كانت الجماعة قد انتشرت في العالم كله خارج القارة الهندية، أي أنها ازدادت تقريبا مائة ألفِ شخصٍ خلال ستةَ عشَرَ عاما منذ وفاة سيدنا أحمد عليه السلام.
وقال حضرته رضي الله عنه في عام 1944: إن عدد الجماعة الآن أكثر بمئات الأضعاف على ما كانت عليه عندما سُلّم زمامها إلي.
لاحِظوا تسرُّعَ المعترضين، فإنهم بمجرد أن قرأوا كلمة “بمئات الأضعاف” استعدّوا لقسمة 4 مئة ألف على 100 دون فهم هذا التعبير الأردي، ليقولوا إما أن العدد كان عند وفاة المسيح الموعود عليه السلام لا يزيد على أربعة آلاف، أو أن المصلح الموعود رضي الله عنه كذب في قوله إن العدد ازداد مئات الأضعاف؛
اي قصدهم القول إنه على جميع الأحوال فأحدهما يكذب، إما المسيح الموعو وإما المصلح الموعود. فإذا كان هؤلاء المعارضين لا يفهمون هذا التعبير (مئات الأضعاف)كان عليهم أن يسألوا أحدًا من أهل اللغة، مع أن هذا التعبير مستخدم في اللغات كلها بما فيها العربية ولا يعني سوى الكثرة. ولقد استخدم المصلح الموعود رضي الله عنه تعبير “مئات المرات” أو “مئات الأضعاف” في خطاباته وكتبه مرارا، والمراد في كل مكان هو الزيادة غير العادية، وليس المعنى الحرفي تماما.
والمعروف عند أهل هذه اللغة أن كلمة “مئة ضعف” تعني مجرد الكثرة أيضا، كما هو مذكور في القواميس الأردية. (انظر جامع اللغات تحت كلمة سینكڑا. وأردو لغت تاريخ أصولون بر تحت كلمة سینكڑا)
ومثل هذه التعابير موجودة في لغة كل قوم حتى في العربية أيضا. وهذا لا يخلو منه كلام هؤلاء المعترضين أنفسهم. اذا، فهو تعبير مجازي عن الكثرة ولا يؤخذ بحرفيته.
أما قول المصلح الموعود في عام 1954 إن عدد الجماعة هو ما بين مئتي إلى ثلاث مئة ألف، فيراه المعترضون أنه أقل مما كان أعلنه المسيح الموعود في زمنه، فكيف يصح قول المصلح الموعود بأن عدد الجماعة ازداد كثيرا في عهده؟
الحق أن ما قاله المصلح الموعود رضي الله عنه هو صحيح تمامًا، إذ يتعامى المعترضون عن أن حضرته قال هذا حين كانت باكستان قد انفصلت عن الهند، وأن حضرته كان يتحدث عن عدد الأحمديين في باكستان فقط. فقد سألته المحكمة في أثناء إفادة المحامي المعارض: ما هو عدد الأحمديين في باكستان؟ (أنوار العلوم ج 24 ص 369)
فقال حضرته في الجواب: ما بين مئتي إلى ثلاث مئة ألف.
إذًا الحديث هنا ليس عن العدد الإجمالي للجماعة أبدًا. وهناك تصريحات من حضرته تثبت هذا الأمر فمثلا:
قال حضرة المصلح الموعود في عام 1946: إن عدد أفراد جماعتنا في الهند يقارب 4 إلى 5 مئة ألف، وإن ثلاثمئة ألف منهم لموجودون في البنجاب وحدها. (خطب الشورى ج3 ص 181).
وقد قال حضرته في عام 1948 (أي بعد انقسام الهند وهجرة كثير من الأحمديين إلى باكستان): أقدّر أن عدد الأحمديين القادمين من شرق البنجاب (أي جزء البنجاب الواقع في الهند) يقارب مئة ألف. (خطب الشورى ج3 ص 313).
وقد قال في عام 1950: إن عدد الجماعة في إفريقيا الغربية هو مئة ألف. (خطب الشورى ج3 ص 425)
فكيف يصح أن يكون عدد الجماعة الإجمالي في جميع بلاد العالم عام 1953 ما بين مئتي إلى ثلاث مئة ألف؟
وفيما يلي نورد مقتسبات من بعض المصادر المحايدة التي تبين عدد أفراد الجماعة:
ورد في موسوعة Stateless Nations:
إن عددَ الأحمديين في آسيا الجنوبية في عام 2002 يقاربُ8.202.000، وعدَدهم في باكستان يقارب 4.910.000…..وعدد أفراد الجماعة الأحمدية في العالم كله يقدر بـ 10.000.000.عشرةِ ملايين. (James Minahan; Encylopedia of stateless nations v1 page 52)
فاعترافات المعارضين مسجلة منذ زمن مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، حيث قالوا إن عدد الجماعة كان بالآلاف وقد بلغ الآن مئات الآف بل الملايين، ولا يزال يزداد بفضل الله تعالى.
وبهذا نكون أعزاءنا المشاهدين، قد بيّنا صحة أقوال المصلح الموعود رضي الله عنه، وخاصة ما قصده من عدد الأحمديين عندما ذكره في المحكمة بأن القصد منه 200-300 ألف أحمدي في الباكستان وحدها، وليس العدد الكلي لأفراد الجماعة؛ وبذلك يتضح أنه لا تناقض بين أقوال المسيح الموعود عليه السلام حين صرّح بأن عدد أفراد الجماعة يبلغ 400 ألف سنة 1906 وبين ما قاله المصلح الموعود في تصريحاته المختلفة عِبر السنين -والتي تؤكد ازدياد عدد أفراد الجماعة مقارنة بزمن المسيح الموعود-، بما في ذلك تصريح المصلح الموعود عن عدد الأحمديين في المحكمة في باكستان، والذي كان خاصا بعدد أفراد الجماعة في الباكستان فقط.