النبوة والخلافة من جوهر واحد لا تناقض بينهما

يدعي معارضو الجماعة وجود التناقض بين تفسيرات المسيح الموعود عليه السلام لبعض المواضيع والآيات القرآنية، مثل قصة الخضر الواردة في إسراء موسى من سورة الكهف، وكذا معجزات سيدنا عيسى عليه السلام وغيرها،  وبين تفسيرات المصلح الموعود رضي الله عنه لنفس هذه المواضيع. حيث يأخذ المسيح الموعود عليه السلام تفسير هذه المواضيع على ظاهرها وحقيقتها في بعض الأحيان، وأما المصلح الموعود رضي الله عنه فيأخذ الجانب المجازي لهذه المواضيع.

أقول: إن مشكلة هؤلاء المعارضين هي أنهم يرون أن النبوة والخلافة التي تتبعها هما شيئان منفصلان وكأنه لا علاقة لهما ببعضهما البعض، وأن ما يصدر عن الخليفة والخلافة إنما هو أمر لا علاقة له بالنبي الذي وضع بذرة هذه الخلافة وغرسها بيده. وهذا التفكير بحد ذاته هو سبب أساسي للفتن والمشاكل التي يثيرها أعداء الخلافة على مر الزمن، منذ زمن الخلافة الراشدة، فلهذا السبب نرى الفتنة التي قامت زمن سيدنا عثمان رضي الله عنه، حيث اعترض أعداء الخلافة على أفعاله وأعماله معتبرين إياها مخالفة لما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مثل قضية توحيده للنسخ القرآنية وإتمام الصلاة في منى وعرفة وغيرها من الأمور الأخرى.

الحقيقة أن هذه النظرة التي تفرّق بين الخلافة والنبوة التي سبقتها هي أساس كل هذه الفتن والاعتراضات على الخلفاء، ولو عرف هؤلاء حقيقة الخلافة لما رفعوا هذه الاعتراضات وهذه الاتهامات بحق الخلفاء الراشدين.

فحقيقة الأمر أن النبوة والخلافة التي تتبعها لا تنفصلان عن بعضها البعض، بل هما حلقتان متّحدتان في الجوهر، عبّر عنها المسيح الموعود عليه السلام بقدرة الله، فالنبوة هي القدرة الله الأولى والخلافة هي قدرة الله الثانية؛ والخليفة من هذا المنطلق يعتبر ممثلا للنبي ، وما يصدر عن الخليفة من أعمال فإنها في الحقيقة يمكن اعتبارها صادرة من النبي نفسه ، وذلك من منطلق كونه خليفة مهديا من الله عز وجل ، فهم الخلفاء الراشدون المهديون  بتأييد الله تعالى وإلهامه ووحيه.

وهذا ما بيّنه سيدنا أحمد عليه السلام في قوله التالي:

“إذا أُريدَ حملُ الأحاديث المختلفة التي لا تطابق حالتي في الوقت الراهن فلا ضير في ذلك أيضا، إذ من الممكن أن يحققها الله تعالى في زمن من الأزمان بواسطة تابعٍ كامل لي يهبه تعالى مرتبةَ مثيل المسيح. ويُدرك الجميعُ أن تحقُّقَ بعض المهمات على يد الأتباع هو كتحقُّقها على يد المتبوع، ولا سيما إذا تصبّغ بعضُ أتباعي بصبغتي تماما سالكين مسلك “الفناء في طاعة الشيخ”، فيهبهم الله تعالى بفضله – بصورة ظلية – المرتبةَ التي وَهَبَنيها. ففي هذه الحالة تُعتبَر إنجازاتهم كلها كأنها إنجازاتي أنا دون أدنى شك، لأن الذي يسلك مسلكي ليس منفصلا عني، والذي يحقق أهدافي بكونه منا فإنه داخلٌ في وجودي أنا، فيكون مشتركا في النبوءة مع المسيح الموعود أيضا، لكونه جزءًا مني وغصنًا من شجرة وجودي؛ لأنه ليس منفصلا عني. فإذا أُعطِي هذا الشخص من الله اسم “مثيل المسيح” بصورة ظلية، واشترك في لقب “الموعود” أيضا، فلا ضير في ذلك، لأن الجميع موعودون لكونهم من المسيح الموعود -وإن كان المسيح الموعود واحدا – لأنهم أغصان شجرة واحدة، ومتمِّمون ومُكمِّلون لهدفٍ موعودٍ وحيد بسبب اتحادهم الروحاني، فتعرفونهم بثمارهم.” (إزالة الأوهام، الخزائن الروحانية المجلد 3 الصفحة 316-317)

وأكثر من تنطبق عليه هذه الأقوال هو الخليفة بنفسه، فإنجازاته هي في الحقيقة إنجازات المسيح الموعود عليه السلام بعينه، وأكثر من يمكن أن تنطبق عليه هذه الأقوال من بين خلفاء المسيح الموعود عليه السلام هو المصلح الموعود رضي الله عنه، والذي حظي من الله تعالى بلقب شبيه ومثيل المسيح، حيث قال سيدنا أحمد عليه السلام في حقه ما يلي:

“أريد أن أقول أيضا بأني لا أنكر أن يظهر بعدي شخص آخر مثيلا للمسيح، لأن أمثال الأنبياء يأتون إلى الدنيا دائما، بل قد سبق أن كشف الله عليّ في نبوءة قطعية ويقينية أن شخصا سيولَد من ذريتي، ويكون شبيهًا بالمسيح من عدة وجوه: سينـزل من السماء ويمهد الطريق لأهل الأرض ويفكّ رقاب الأسارى ويحرّر المقيَّدين في سلاسل الشبهات”. (إزالة الأوهام، الخزائن الروحانية المجلد 3 الصفحة 179-180)

إذًا، فالمصلح الموعود رضي الله عنه هو أكثر من يشترك مع المسيح الموعود عليه السلام في النبوءات المتعلقة بنزول المسيح وتحقّقها، وعليه فإن أعماله وإنجازاته وتفسيراته للقرآن الكريم هي في الحقيقة يمكن اعتبارها صادرة من المسيح الموعود عليه السلام نفسه ولا يمكن فصلها عنه.

ويؤيد كل هذا نبوءة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن مسيح آخر الزمان حيث قال:

“يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ إِلَى الْأَرْضِ، فَيَتَزَوَّجُ، وَيُولَدُ لَهُ” [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3496)] فإن قوله صلى الله عليه وسلم (يولد له) يعني من بين ما يعنيه، أن لذريته عليه السلام سيكون مكانة خاصة يخرج منها من يكون خليفة له ومثيلا له، يقوم بمهامه ويكمل إنجازاته، فتكون وكأنها صادرة من المسيح الموعود نفسه.

وهذا ما يعبر عنه المسيح الموعود عليه السلام في قوله:

“إنما جئتُ لبذر البذرة، فقد بُذرتْ هذه البذرة بيدي، والآن سوف تنمو وتزدهر، ولن يقدر أحد على عرقلته” [التذكرة (1/ 442)]

فالخلافة الراشدة من بعده، وخلفاؤها على وجه الخصوص، وأتباعهم، هم من يعملون على إنماء هذه البذرة بتأييد الله عز وجل وعونه ونصرته. فلا يمكن فصل هذا النمو والترقي والتطور وإكمال الأعمال والإنجازات وتحقيق الأهداف عن النبي وعن المسيح الموعود عليه السلام بل هي كلها إنجازاته وأعماله.

وبناء عليه  وبالعودة إلى التفسيرات القرآنية التي يدّعي المعارضون التناقض فيها بين المسيح الموعود عليه السلام والمصلح الموعود رضي الله عنه، فهي كلها معبّرة عن فكر المسيح الموعود عليه السلام، وليس فيها من التناقض في شيء بل تندرج تحت بطون القرآن المختلفة، وإنما هي كصادرة من نفس الشخص، والذي تارة يأخذ بهذا البطن وتارة بذاك البطن، وتارة يحمل الكلمات على ظاهرها وتارة أخرى يحملها على المجاز من التفسير والتأويل، وفق ما يدعو إليه المقام والوضع والزمان والمكان.

هذا ناهيك عن أن المسيح الموعود نفسه كان يأخذ بالبطون المختلفة للقرآن الكريم فتارة يحمل على الظاهر وتارة على المجاز ، وتارة يأخذ بالتفاسير التقليدية لهدف المحاججة والإلزام ، فلا يمكن القول بأن حضرته عليه السلام كان يقتصر تفسيره على التفسير التقليدي في مثل هذه المواضيع.

فهذه التفاسير مجتمعة، على النقيض من أخذها على التناقض، فتُحمل على تطوّر الفكر  وإكمال التفسير وإنجاز ما لم يُنجز بعد في مهمة الدفاع عن القرآن الكريم وسيد الخلق محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم والدين الإسلامي بشكل عام، فطالما هي تخرج من باب ومن منطلق فتح باب الاجتهاد الذي سمح به المسيح الموعود بنفسه، وتصب في نفس الهدف الذي جاء من أجله المسيح الموعود عليه السلام فلا يمكن القول بالتناقض فيها.

ولا بد ههنا من ذكر ما عرف عن بطون القرآن الكريم، حيث جاء:

“إن من أبين الأشياء وأظهرها، وأوضح الأُمور وأشهرها، أن لكل آية من كلام الله المجيد … وكل فقرة من كتاب الله الحميد، ظهراً وبطناً، وتفسيراً وتأويلا، بل لكل واحدة منها – كما يظهر من الأخبار المستفيضة – سبعة بطون وسبعون بطناً”  [التفسير والمفسرون (2/ 35)]

والقضية هنا لا تقتصر على مسألة التفاسير القرآنية فحسب، بل تنسحب على باقي الأمور التي صدرت عن الخليفة الثاني وغيره من الخلفاء رضي الله عنهم، مما لم تكن صادرة أو واضحة أو محددة أو قد فُصل فيها من قَبْل على يد المسيح الموعود عليه السلام،  فجاء المصلح الموعود رضي الله عنه بصفته مثيل وشبيه المسيح بتحديد معالم هذه النقاط في الفكر الأحمدي وتطويرها وتوضيحها وتبيان معالمها بشكل أكبر؛ أذكر هنا على سبيل المثال :مسألة عدم وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، حقيقة الجن ، عقوبة المرتد في الإسلام وغيرها من المسائل الهامة والمفصلية؛ فهذه كلها رغم أن المسيح الموعود عليه السلام وضع أساسياتها في الفكر الأحمدي وتحدث عنها بالإجمال أو الاختصار، إلا أن توضيحها وتطويرها وتفصيلها وشرحها جاء على يد الخلفاء من بعده، لا سيما الخليفة الثاني المصلح الموعود رضي الله عنه.

وبناء على ما بيّناه، فإن ما قام به الخلفاء من بعد المسيح الموعود يعتبر في الحقيقة من أعمال وإنجازات المسيح الموعود عليه السلام نفسه، ليتحقق به وبأعماله وأعمال خلفائه من بعده كونه الحكم العدل لهذه الأمة.

وقد بيّن بعض هذا الخليفة الرابع رحمه الله خلال تفسيره لسورة عبس، حيث ادعى معارضو الخلافة من الفرقة اللاهورية كما يدعي معارضو الخلافة اليوم، وجود التناقض في تفسير هذه السورة بين المسيح الموعود عليه السلام والمصلح الموعود رضي الله عنه ، فقال:

“{عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى } (عبس: 2 – 5) لقد ذُكر تفسير هذه الآيات في “التفسير الصغير” للمصلح الموعود (- رضي الله عنه -، وهناك تفسير آخر بصرف الضمائر، وليس هناك تناقض بينهما، ولكن العلماء ذوي الآفاق الضيقة يضيقون ذرعا سريعا ويقولون: انظروا، لقد وقع تناقض، ولكن الأمر ليس كذلك. كان من عادة المصلح الموعود (- رضي الله عنه – وكذلك من عادة المسيح الموعود (- عليه السلام – أنهما كانا يشرحان الآيات بطرق مختلفة واضعَين في الحسبان أنه يمكن أن يروق شخصا تفسيرٌ ويروق غيره تفسير آخر. ولكن العلماء ذوي الآفاق الضيقة يقولون: انظروا قد شرح الخليفة آية بما يخالف تفسير المسيح الموعود – عليه السلام -، وهذا جهل منهم. الخلفاء يدركون أكثر ما يهدف إليه المسيح الموعود – عليه السلام -. وكان المصلح الموعود يعرف جيدا أن هدفه (- عليه السلام – هو خدمة القرآن لذا هو يفنّد الاعتراضات التي توجَّه إلى القرآن. فقد بيّن المسيح الموعود بعض الأمور، وقد فكّر المصلح الموعود (- رضي الله عنه – في أمور أخرى، وقال بأنه لو تبنَّينا هذا الموقف أيضا فيمكن أن يتحقق بهذه الطريقة أيضا هدف المسيح الموعود وهو خدمة القرآن. قد يبدو هنا تناقض والسبب وراء الاختلاف في الشرح هو أنه خطر بباله اقتراح آخر لإتمام الهدف المطلوب. وهذه ليست إساءة إلى المسيح الموعود، والعياذ بالله. أنا أعرف بعض العلماء، وخاصة المتأثيرين باللاهوريين، وقد ناقشت مع الذين يقولون بأن المصلح الموعود (- رضي الله عنه – اختلف مع المسيح الموعود في كذا وكذا، وكأنه لم يعترف بكون المسيح الموعود حكَما عدلا. هذه تهمة باطلة من جذورها.

كان المصلح الموعودُ يحترم الخليفةَ الأول – رضي الله عنه – وكذلك المسيحَ الموعود – عليه السلام – بكل معنى الكلمة، ولكن إذا أفهمه الله تعالى مضمونا جديدا لا ينسجم حرفيا مع المضامين السابقة ولكنه يطابق أهداف المسيح الموعود وأهداف الخليفة الأول – رضي الله عنه – كليا ويمثّل خدمة القرآن الكريم فيذكره كشرحه وتفسيره الخاص، وإن كان مختلفا عن الشرح الموجود من قبل. فهؤلاء الذين يقارنون بين خليفةٍ وخليفةٍ وبين خليفةٍ والمسيح الموعود – عليه السلام – لا يعرفون من القرآن شيئا. هذا هو معنى ما ذُكر في “لا نفرق بين أحد من رسله”. ألم يكن هناك فرق بين النبي – صلى الله عليه وسلم – والأنبياء الآخرين؟ طبعًا كان هناك فرق كبير جدا، كما يقول المسيح الموعود – عليه السلام – أن اتّباع النبي – صلى الله عليه وسلم – لعشرة أيام يُكسب الإنسان نورا ما كان يُكتَسب قبله نتيجة الاتباع إلى ألف سنة، ومع ذلك لا يسمح القرآن الكريم بالتفريق بين الأنبياء والرسل. الفرق الأساسي بينهم يكمن في تقلُّدهم منصبا من الله تعالى، ولكن بسبب احترام هذا المنصب وطاعته لم يُسمح لأحد من الناس أن يفرّق بينهم، لأنه إذا كان نبي أو رسول جدير بالطاعة فالسبب وراء ذلك هو أن الله أمر الناس بذلك. يمكن أن يخلق الله أحدا غنيا ثريا وآخر فقيرا وضعيفا، وفي كلتا الحالتين يكون الأمر والحكم لله، لذا لا مجال للتفريق بينهم من حيث البشر. الذين يفرّقون بين المسيح الموعود (- عليه السلام – وخلفائه، وخاصة اللاهوريون إنهم جهال، ولا يدرون بأية مناسبة سُمح التفريق وبأية مناسبة لم يُسمح به. فالذي يقولون: “سمعنا وأطعنا” لا يخالفون إلا في مواضع كان الاختلاف مسموحا به حسب رأي المسيح الموعود – عليه السلام -.

ففي زمن المسيح الموعود قدّم بعض العلماء من صحابته – عليه السلام – تفسيرا للقرآن الكريم كان مختلفا عما قاله المسيح الموعود، وأُعجب به المسيح الموعود – عليه السلام -. فالمسيح الموعود لم يختم على علوم القرآن الكريم، والعياذ بالله، بالمعنى الذي يحسب المشايخ غير الأحمديين النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – خاتما. إن معارف القرآن الكريم ستبقى جارية. فمن هذا المنطلق يجب أن تكونوا خداما للقرآن الكريم. وفي أثناء هذه الخدمة إذا دعمت الآيةُ القرآنية مضمونًا، ولم يكن تفسيرا بالرأي، بل كان يؤدي إلى تحقق هدف من أهداف المسيح الموعود – عليه السلام – السامية لخدمة القرآن فلا يسمح لأحد أن يفتح فمه حياله. وإذا فعل سيهلك نفسَه ولن يجني نفعا.

وعليه فإنه لا تناقض في كل هذه الاختلافات في التفسير، بل تطوير وتوضيح وتحديد لمعالم الفكر وأخذ بالقرآن على وجوهه وبطونه المختلفة، فما دام المسيح الموعود عليه السلام قد فتح باب الاجتهاد الديني، فهي كلها تصب في نفس هذا القالب الذي سمح به المسيح الموعود عليه السلام من الاجتهاد في التفسير والتأويل. وليس في هذا أي إهمال لتفاسير المسيح الموعود عليه السلام نفسه؛ ولا إهمال ونقض لكون حضرته عليه السلام الحكم العدل.

فقد نرى المصلح الموعود رضي الله عنه يجتهد في التفسير ويعطي تفسيرا مختلفا، أيضا فيما سبق تفسيره على يد سيد محمد صلى الله عليه وسلم، كمثل تفسيره رضي الله عنه لقول اليهود للسيدة مريم عليها السلام، حيث قالوا لها ((يا أخت هارون) ، وهي كما هو معروف ليست بأخت هارون ، فذكر المصلح الموعود تفسير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لهذه التسمية  ثم ذكر بعدها اجتهاده الشخصي في القضية وقال :

“فقال – صلى الله عليه وسلم -: ذلك كعادة اليهود حيث كانوا يسمون أولادهم بأسماء أنبيائهم وصلحائهم (فتح البيان، وابن جرير).

بيد أني أرى أن هذه الآية تنطوي على مفهوم آخر أيضًا يدل على أنهم قد سموا مريم أخت هارون تعييرا بها وسخرية” (التفسير الكبير)

فهل ناقض المصلح الموعود سيدَنا محمد ص بتفسيره هذا، هل أبطل حضرته قول الرسول ص ، وهل يروّج الأحمديون لتفسير المصلح الموعود عليه السلام، لأنهم يعتقدون بخطأ سيدنا محمد في تفسيره؟ أم أن الأحمدي يأخذ بمعظم تفاسير هذه الآية  من منطلق أن كلها واردة وجائزة ، ومن منطلق أن باب الاجتهاد مفتوح وأن للقرآن سبعة بطون في التفسير والتأويل!؟؟؟

فلا تناقض في كل هذا بل تفاسير تكمل بعضها بعضا وللفرد أن ينتقي ما يراه الأصح بينها .. فأحيانا قد يميل المرء أكثر إلى تفسير الخليفة الثاني وأحيانا قد يميل أكثر إلى تفسير الخليفة الرابع وأحيانا إلى تفسير المسيح الموعود عليه السلام ، ولكن لا نُخطّئ أيا منها، فحقيقة الأمر عند الله تعالى …