الإعتراض:
قال النُّوَيْرِيُّ في (نهاية الأرب في فنون الأدب): ”ادَّعت امْرأةٌ النُّبُوَّة على عهد المأمون، فأُحضِرَتْ إليه، فقال لها: من أنت؟ قالت: أنا فاطمةُ النَّبِيَّةُ. فقال لها المأمون: أتؤمنين بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم. كلُّ ما جاء به، فهو حق. قال المأمون: فقد قال محمد صلى الله عليه وسلم:« لا نبيَّ بعدي ». قالت: صدق عليه الصلاة والسلام، فهل قال: لا نَبِيَّةَ بعدي؟ قال المأمون لمن حضره: أمَّا أنا فقد انقطعت، فمن كان عنده حُجَّةٌ، فليأتِ بها، وضحك حتى غطَّى وجهه “.
هذه المرأة، التي ادَّعت النُّبُوَّة على عهد المأمون لم تَتلقَّ وَحْيَ نُبُوَّتها من ( لندن ) مَصْدَرِ الوَحْيِ، ومَنْبَعِه في العصر الحديث؛ كما تَلقَّى وَحْيَ نُبُوَّته منها ميرزا غلام أحمد القادياني؛ ولهذا لم تفهم معنى البَعدِيَّة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما فهمه هو وأتباعه. ذلك الحديث، الذي نفى فيه عليه الصلاة والسلام نفيًا جازمًا أن يكون نبيٌّ بعده إلى قيام الساعة؛ لأنه { خَاتَمُ النَّبِيِّينَ }؛ كما وصفه الله تعالى بذلك، ووصف هو به نفسه، في كثير من أقواله المتواترة؛ كقوله عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه حين خلَّفه في أهله في غزوة تبوك: « أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؛ إلا أنه لا نبي بعدي؟ ».
الجواب:
الكلام صادر بلا شك عن شخص غير مسئول، فنحن لا نقول بأن هنالك نبي بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بل نقول فقط أنَّ هنالك المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام النبي الذي بشّر به النبيُ بنفسه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. فقط كُلّ ما نختلف حوله مع صاحب الاعتراض هو مَن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام؛ هل هو نبي إسرائيل أم هو المهدي نفسه الذي قال عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم “لا مهدي إلا عيسى“ ! لا غير
أما عن النبية في عهد المأمون، فلا أدري هل هو يحتج بها لأن الله تعالى لم يقل نبية أم هو من الساخرين ! فالجواب على ذلك إنَّ الله تعالى قال (خاتم النبيين) والنبيين لفظ يشمل الذكر والأنثى معا.
أما الوحي الذي اصله لندن فلا ندري متى سافر المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام إلى لندن لكي يوحى إليه هناك. أما الوحي عامة فلا ندري أيضاً هل هو محرّم في لندن وحدها أم الوحي عنده كله حرام وفي كل مكان؟ فماذا عن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي ثبت في الاحاديث أنه سيوحى إليه !
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ