تحقق نبوءات المسيح الموعود عليه السلام ح22
تحطّم رأس المعارضين على صخرة التحدي في نبوءات الدكتور عبد الحكيم
- من هو الدكتور عبد الحكيم وما هي قصته؟
- ماذا كانت نبوءاته عن المسيح الموعود عليه السلام وماذا تنبأ المسيح الموعود عنه؟
- هل ثبت عبد الحكيم على نبوءاته أم غيّرها؟
- هل زيّفت الجماعة في موضوع نبوءات الدكتور عبد الحكيم أم لا؟
- كيف تحطم رأس المعارضين في تحديه لنا بهذا الموضوع؟
أولا لا بد أن نبيّن من هو الدكتور عبد الحكيم وما قصته؟
الدكتور عبد الحكيم هو أحد المرتدين عن الجماعة الذي بعد ارتداده سنة 1906 بدأ يعادي المسيح الموعود وتنبأ بموته خلال ثلاث سنوات، وكتب رسالة إلى المولوي نور الدين رضي الله عنه بهذا الخصوص جاء فيها ما يلي: تلقيت بتاريخ 12 يوليو/تموز 1906م عن الميرزا الإلهامات التالية: الميرزا مسرفٌ كذاب، ومخادع. الشرير يهلك أمام الصادق، وقد أُخبِرت أن موعد ذلك لغاية ثلاث سنوات.
فتلقى المسيح الموعود عليه السلام نبوءة مضادة عن عبد الحكيم هذا مفادها ما يلي:
تلاحَظ في المقبولين عند الله نماذجُ القبول وعلاماته. إنهم يسمَّون أمراء السلام لا يسع أحدا أن يغلبهم. إن سيف الملائكة المسلول أمامك ولكنك لم تُدرك الوقت ولم تر ولم تعرف. “ربِّ فرِّق بين صادق وكاذب، أنت ترى كل مصلح وصادق.”
المعلن: ميرزا غلام أحمد القادياني
16 أغسطس/آب 1906م
ثم بعد ذلك تنبأ الدكتور عبد الحكيم بأن المسيح الموعود سيموت خلال 14 شهرا، بدأً من تموز 1907 ؛ فتلقى المسيح الموعود نبوءة أخرى إزاءها تقول: سوف أزيد في عمرك. بمعنى: سوف أكذّب العدوَّ الذي يقول إنه لم يبق من عمرك إلا 14 شهرًا بدءا من تموز 1907، وغيرَه من الأعداء الذين يتنبأون، سأكذّبهم جميعًا وسأزيد في عمرك، ليعلم الناس أنني أنا الإله، وأنّ كل أمر بيدي. (إعلان 5/ 11/1907)
فبعدها تنبأ عبد الحكيم هذا، بأن المسيح الموعود سيموت في حياته حتى تاريخ 4-8-1908 فردّ المسيح الموعود عليه بما يلي:
“قام مقابلي أعداء آخرون كثيرون من المسلمين وهلكوا ولم يبق لهم أدنى أثر. أما الآن فقد هبّ عدوٌّ أخير اسمه “عبد الحكيم خان” وهو طبيب ويسكن في ولاية بتياله ويدّعي مشيرا إليَّ أني- أي أنا العبد الضعيف- سأموت في حياته إلى 4/ 8/1908م وسيكون ذلك آية على صدقه. هذا الشخص يدّعي الإلهام ويعُدّني دجالا وكافرا وكذابا. … ولكن الله تعالى أخبرني مقابل نبوءته بأنه هو الذي سيؤخَذ بالعذاب وسيهلكه الله تعالى وأُنقذُ من شره. فهذه القضية في يد الله تعالى ولا شك أنه صحيح تماما أن الله سينصر مَن كان صادقا في نظره”. (ينبوع المعرفة 1908)
إلا أن الدكتور عبد الحكيم لم يثبت على نبوءته الأخيرة بل غيرها وحدد موعد وتاريخ وفاة المسيح الموعود عليه السلام ب 4-8-1908 بالذات، فتغيرت نبوءته من ” إلى 4 اغسطس” لتصبح محددة بهذا التاريخ ” في 4 اغسطس”. فما حدث هو أنه لم تعد هنالك حاجة بعدها لإطالة عمر المسيح الموعود إلى أبعد من هذا التاريخ وتوفي قبل هذا الموعد في 26-5-1908 لتبطل وفقها نبوءة عبد الحكيم كليا.
وفي هذا الصدد تحدّانا المعترضون في قضية نبوءة الدكتور عبد الحكيم أن نأتي بنصوص تثبت أن الدكتور عبد الحكيم قد نسخ نبوءته في موت سيدنا أحمد عليه السلام من “حتى 4-8-1908 ” إلى ” في 4-8-1908″ وقال المعترض من بين ما قاله:
“التزييف الوحيد الذي استطاع ابن الميرزا أن يفعله هو قوله:
إن عبد الحكيم أعلن في 8/5/1908 قائلا: (سيهلك المرزا بمرض فتّاك في 4/8/1908).
حيث جعل حرف (في) بدلا من (إلى).
وقال المعترضون أيضا: لقد طالبناهم أن يأتوا بهذه النصوص التي تثبت أن عبد الحكيم نسخ نبوءته فلم يأتوا بها، وهذا يثبت أن هذه الجماعة متآمرة على الكذب ليس فقط في هذه القضية بل كل القضايا؛ والذين يدافعون ويردون الآن سيآخذون ويلعنهم التاريخ، ولن يأتوا بهذه النصوص .. وكل فرد في هذه الجماعة مطالب أن يطلب من الجماعة نشر هذه النصوص …. ” ( إلى هنا جزء من تبجّحات المعترضين)
وفيما يلي ننشر هذه النصوص بصور من الجرائد الأصلية التي نُشرت فيها، وذلك بعد هذا الشرح لهذه القضية( أنظر الصور المرفقة)
المسألة في قضية عبد الحكيم متعلقة في إثبات أنه نسخ نبوءته وأقرّ بأن سيدنا أحمد عليه السلام سيموت في 4 -8-1908، لأن المعترض يقول أن هذا تزييف، وأن عبد الحكيم قال إن حضرته عليه السّلام سيموت ” إلى 4 -8-1908″ وليس في هذا التاريخ بالتحديد، فهاكم الإثبات على ما نقول:
فنقول: قد كتب عبد الحكيم البتيالوي إلهاميه الجديدين في رسالة إلى معارض الجماعة المشهور المولوي ثناء الله الأمرتسري في 8/5/1908 والتمس منه نشرهما في جريدته “أهل الحديث” فنُشرا، فقد كتب الدكتور عبد الحكيم البتيالوي:
1- سيهلك مرزا في 21 ساون 1965 (4/8/1908) بعد إصابته بمرض مهلك.
2- ستموت سيدة عظيمة من عائلة المرزا. (جريدة أهل حديث 15/5/1908)
(جريدة أهل الحديث 15/5/1908)
( أنظر الصورة أدناه لجريدة “أهل الحديث2 ” حيث الإلهام الأول ملوّن بالأخضر ومؤطّر باللون الأصفر)
وكذلك كتب في رسالة إلى محرر جريدة بيسه أن ينشر “إلهاميه الجديدين” فنشر محرر جريدة بيسه تلك الرسالة بنصها وهي:
“إلهامان جديدان
سيدي المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء إكرامي بنشر إلهاميَّ الجديدين عن مرزا غلام أحمد في جريدتك.
1- سيهلك مرزا في 21 ساون 1965 (4/8/1908) بعد إصابته بمرض مهلك.
2- ستموت سيدة عظيمة من عائلة المرزا. (جريدة أهلحديث 15/5/1908)
والسلام
العبد المتواضع عبد الحكيم خان، ايم بي
بتياله 8/5/1908
(جريدة بيسه اليومية 15/5/1908 صفحة 4) ”
( انظر الصورة المرفقة أدناه لجريدة “بيسة أخبار” حيث الإلهامات مؤطّرة باللون البنفسجي)
ومما يؤكد أن عبد الحكيم تمسك بوفاة المسيح الموعود بالذات في 4- 8-1908 هو تعليق ثناء الله الأمرتسري ونقده لنبوءة عبد الحكيم بما يلي:
كتب ألدّ أعداء الجماعة المولوي ثناء الله الأمرتسري في ذكر النبوءة “4 أغسطس”:
“لا نستطيع الامتناع عن قول الحق، أي لو اكتفى الدكتور (عبد الحكيم) المحترم بهذا أي لو لم يحدد تاريخ موت المرزا بعد نبوءته بأربعة عشر شهرا، كما فعل، إذ قد نُشر إلهاماه في الصفحة 7 من جريدة أهل الحديث بتاريخ 15 مايو: أنه سيهلك مرزا في 21 ساون 1965 (4/8/1908)، لما صدر اليوم الاعتراضُ اللاذع الذي أثاره المحرر المحترم لجريدة بيسه على هذا الإلهام للدكتور المحترم. أي لو قال كتب الدكتور “حتى 21 ساون” بدلا من “في 21 ساون” لكان أفضل. باختصار لو ترك النبوءة السابقة بثلاث سنوات، ونبوءة أربعة عشر شهرا على إجمالهما، وما حدد التاريخ في الميعاد لما وقع عليه هذا الاعتراض.” (أهل الحديث 12/6/1908 صفحة 7) ( أنظر صورة جريدة “أهل الحديث 1” حيث تعليق ثناء الله الامرتسري ملوّن بالأخضر)
وهذا يؤكد أن الجماعة لم تزيّف نبوءة عبد الحكيم، بل هو الذي تشبثّ بنسخها عدة مرات، بقوله إن وفاة المسيح الموعود عليه السلام ستحدث، أولا: خلال ثلاث سنين، بعدها خلال 14 شهرا، بعدها إلى 4 أغسطس وأخيرا نسخها وتمسك بتحديد الموعد في 4-8-1908 . فلم يعد حاجة إلى إطالة عمر المسيح الموعود إلى بعد 4-8-1908 ولا إلى 14 شهرا . فثبت صدق المسيح الموعود وكذب المعترض.
وبهذا تكون مسألة نبوءة عبد الحكيم مثالا واضحا على تهوّر المعترضين في البحث، ومناطحتهم للصخر حيث يتحطم رأسهم في كل مرة على صخرة التحدّي من جديد، مرة في موضوع النبوّة ومرة في نبوءة هذا ونبوءة ذاك، وهذه المسألة تؤكد أن كل اعتراض يدلي به المعترضون لو رجعنا وتحققنا منه لتكشّف لنا دجلهم وتدليسهم وتهورهم وعنادهم في كل مرة، ولثبت لنا صدق سيدنا أحمد عليه السلام وصدق الجماعة ونزاهتها خلافا لما يتوهمه ويدّعيه المعارضون.
أما بالنسبة للمهاترات الجديدة والهروب الجديد التي لجأ إليها المعترض فنقول:
قول المعترض : “إنْ كان عبد الحكيم قد حدّد يوم الوفاة فهو مريض ومعتوه. وتعالى الله أن يلاحق معتوها، فالله عند الميرزا يلاحق عبد الحكيم مثلما يفعل الأطفال!
نقول ردّا:
لا شك أن قول المعترضين هذا لهو مجرد مماحكة وحذلقة في الكلام وهروب من صلب الموضوع. نذكّر أن اعتراضهم الأوّل في بداية الأمر كان تحديا أن تأتي الجماعة بنصّ منشور في أي مجلة يؤكد أن عبد الحكيم قد غيّر نبوءته من موت سيدنا أحمد عليه السلام “حتى 4-8-1908” إلى : موته عليه السلام “في 4-8-1908” ؛ ولما جئنا لهم بذلك كان لا بدّ لهم من المراوغة والتملص من صلب الموضوع كعادتهم في التلاعب والمراوغة، وهذا الأسلوب إذا اتبعه المرء فلا حدود له، وسيظل يتبع نفس الأسلوب، فقط من أجل الردّ ليس من أجل الحقيقة.
لا بدّ من الـتأكيد أن كل ما نشره عبد الحكيم من نبوءات بحق سيدنا أحمد عليه السلام كان تحت الادعاء أنها نبوءات وإلهامات ربانية، وإذا كان عبد الحكيم غبيا بتحديده يوما لوفاة المسيح الموعود، فلماذا لا يكون غبيا أيضا بتحديده مدة 14 شهرا وبقوله أن الميرزا سيموت حتى 4-8 – 1908!؟ فإذا وافق المعترضون على النبوءات البدائية لعبد الحكيم ( موت المسيح الموعود خلال ثلاث سنوات، خلال 14 شهرا، و حتى 4-8-1908) على اعتبار أنها إلهامات من الله تعالى فلماذا لا يقبلون بإلهام آخر مصدره ليس عبد الحكيم نفسه بل الله تعالى وهو بتحديد اليوم ب 4-8- 1908 ؟ فإذا كانت كل هذه النبوءات التي تلقاها عبد الحكيم من الله تعالى، فلا يمكن أن يُتهم بالغباء في واحدة منها فقط؛ فإما أن يكون غبيا فيها كلها على اعتبار أنها الهامات كاذبة وليست من الله تعالى، وإما ان لا يكون غبيا في أي منها لأنها إلهامات ربانية مصدرها من الله تعال؛ وحينها لا بد للمعترضين بقبول النبوءة الأخيرة التي تحدد اليوم أيضا. والمعترضون ليسوا في موضع انتقاء ما يحلو لهم وفق ما يتفق مع مصلحتهم في الردّ والهروب من صلب الموضوع، ليضللوا من لا اطلاع له على هذا الأمر.
فالتحديد قائم أصلا، سواء بمدة معينة أو بيوم معين وفق نبوءات عبد الحكيم، والغباء إذا كان، فهو موجود أصلا وفق منطق المعترضين، فكيف يقبل المعترضون بالنبوءات الأولى المبنية على الغباء، إذن!؟ ولماذا يعتبرون النبوءات الأولى فقط أنها من الله تعالى ولا يأخذون بالنبوءة الأخيرة بل يعتبرونها غباء وجنونا!؟ ولماذا يعتبرونه معتوها بتحديد اليوم ، إذا كان الدكتور يعتمد على نبوءاته الخاصة من الله ؟ هذه ألاعيب المعترضين وتمويههم ومراوغاتهم.
ثم إذا اعتبر المعترضُون عبدَ الحكيم معتوها بسبب النبوءة الأخيرة التي حددت يوم الوفاة فيها، والتي هي مصدرها من الله تعالى، فهذه إساءة إلى الله تعالى ما بعدها إساءة.
والأمر الآخر الذي نقوله: إذا كان المعترضون يتخذ الدكتور عبد الحكيم أبا روحيا لهم ويعتبرونه وليا من أولياء الله بتبنيهم لنبوءاته الأولى واعتبارها من الله تعالى، فلماذا يستبعدون على الله تعالى أن ينبئ الدكتور عبد الحكيم بيوم وفاة المسيح الموعود عليه السلام !؟ فهل كان الله مقيدا في نوعية هذه النبوءات!؟؟
الخلاصة: إن الهروب إلى موضوع جنون وغباء الدكتور عبد الحكيم ما هو إلا مراوغة، وهذا ليس موضوعنا!!!! فملاحقة الله تعالى لعبد الحكيم ليس إلا لأنه يعادي نبي الله، وإثبات صدق النبي أمر أخذ الله على عاتقه أن يقوم به، فعبد الحكيم بغض النظر إن كان معتوها أو لا فهو عدو لله، ولذا جاءت ملاحقته. ويكفي لتبكيت المعترضين ما قاله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : {قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ } (صحيح البخاري, كتاب الرقاق)