قُل لَّوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
يونس 16
تعتبر هذه الآية من سورة يونس من أهم أدلة صدق الأنبياء، وقد استخدم القرآن الكريم هذه الآية كأهم معيار للبرهنة على صدق النبي الخاتم سيدنا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فإن الحق تبارك وتعالى يقول بأن أمانة وورع النبي قبل بعثته هو المعيار الأهم لتصديقه، فمن غير المعقول لكل ذي لب أن يعتقد بأن شخصاً عُرف طيلة حياته بالأمانة والورع ولم تصدر منه في حياته بادرة سوء أو كذب أن يكذب في أمر عظيم وهو ادعاء النبوة والوحي الإلهي الذي لا يقتضي الكذب على الناس فحسب بل على الله ﷻ ويؤسس كل تعليمه اللاحق على الكذب والدجل والتقول على الله تبارك وتعالى. ولذلك أرسل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إلى قومه عندما أراد تبليغهم رسالة ربه ﷻ وطلب منهم أن يدلوا برأيهم حول ثقتهم به ومعرفتهم بأخلاقه فشهدوا جميعاً بأنه الصادق الأمين عندهم ما عرفوا عليه يوماً مثلبة ولا كذب، فضرب ﷺ مثالاً بأنه لو قال لهم ما لا يعقل كقدوم العدو فجأة من خلف الجبل فماذا يصنعون فأجابوا بأنهم سيصدقوه لأنه الصادق الأمين. عندئذ فقط أخبرهم ﷺ بأنه رسول الله إليهم بشيراً ونذيراً بين يدي عذاب شديد، فسخروا منه وصار فجأة من الكاذبين، وهكذا أقام الله تعالى هذه الحجة عليهم بأفواههم وجعل الأمانة معيارًا لصدق رُسله. وهذا ما حدث للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام عندما شهد له العدو قبل الصديق بأنه الرجل الأمين قبل دعوته حتى إذا أعلن رسالة ربه صار موضع السخرية والتكذيب وصارت شهادتهم له حجة لصدقه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام إلى يوم الدين.
ولنأخذ أهم الأمثلة على شهادة خصوم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام قبل دعوته وهو الشيخ أبو سعيد محمد حسين البطالوي زعيم أهل الحديث في الهند حيث كتب عن حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام كما في الصورة الأصلية المرفقة من مجلته “إشاعة السنة” وقال:
“إنَّ مؤلف البراهين الأحمديَّة (مرزا غلام أحمد) في تجارب أعدائه واختبارات أصدقائه -واللـه حسيبـه- لَقائِمٌ بالشريعة الإسلامية، وتقيٌّ، وورع وصدوق.” (مجلة إشاعة السنة، المجلد ٧، العدد ٩ من يونيو-أغسطس ١٨٨٤، ص ٢٨٤)
ثم أخذ شيخ أهل الحديث يصف المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بأنه مسلم صالح من ذوي الإلهامات وأن الله تعالى بكل تأكيد يحفظ إلهاماته بقوته القدسية من إلقاء الشيطان كما يحفظ أنبياءه وأولياءه الصادقين.
وفي الصورة الثانية من المجلة شهادة الشيخ البطالوي بأنه يعرف المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام منذ طفولته وبأنهما درسا معاً في طفولتهما حيث يقول:
“هناك قلة قليلة من معاصرينا الذين يعرفون أحوال وأفكار مؤلف “براهين أحمدية” بقدر ما نعرفها نحن. فإنه مواطن لنا، وزميلنا منذ أيام الطفولة (حيث كنا سويا ندرس “القطبي” و”شرح ملا جامي”).” (نفس المصدر)
ويكفي هذا الرد حجة على المكذبين.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
انها سنة الله الازلية المتجددة في خلقه سبحانه وتعالى