المعترض: نتحدى الأحمديين أن يأتوا بحديث النبي الأسود في الهند
نتحدى الأحمديين أن يأتوا بحديث الميرزا الذي نسبه للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وفيه أن نبياً أسود اللون ظهر قديماً في الهند واسمه كاهينا ! لا وجود لهذا الحديث المزعوم في أي كتاب قديماً كان أو حديث بل هو من القصص التي قام الميرزا بتأليفها وإحالتها كذباً لكتب الحديث والتاريخ. نتحداكم أن تأتوا لنا بأي أصل لهذا الحديث في أي كتاب!
الرد: كان في الهند نبيا أسود اللون إسمه كاهن
الحديث أورده الحافظ الديلمي رحمه الله في كتاب “تاريخ همذان” كما يلي:
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “كان في الهند نبياً أسوَد اللون، إسمه “كاهن“. (الحافظ شيرويه الديلمي، تاريخ همذان، باب الكاف)
والحافظ الديلمي شيرويه بن شهردار رحمه الله معروفٌ ذَكَرَهُ الإمامُ الذهبيُّ رحمه الله في “سير أعلام النبلاء” ضمن الطبقة السادسة والعشرين تحت “شيرويه” ذاكراً أيضاً كتابه “تاريخ همذان”، فقال الذهبي في تعريفه للحافظ الديلمي:
هو
“ابن شهردار بن شيرويه بن فناخسره بن خسركان، المُحَدِّثُ العالِمُ، الحافظُ المؤرِّخ أبو شجاع الديلمي الهمذاني مؤلف كتاب “الفردوس” و “تاريخ همذان “. وُلِدَ سنة خمس وأربعين وأربعمائة.” أهـ
وذكر معنى هذا الحديث المولوي قاسم النانوتوي في مناظرة له حول نبوة كريشنا؛ انظر: Dharam Parchar Pg 8 & Debate Shah Jahan Pur Pg 31.
هل بعث الله تعالى نبيا أسودا لم يذكر في القرآن؟
وهذا الحديث له شاهد مشهور في كتب التفسير وأصله في “المعجم الأوسط” للطبراني كما يلي:
“وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : “أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعَثَ نَبِيًّا أَسْوَدَ فَهُوَ مِمَّنْ لَمْ تُذْكَر قِصَّتَه في القُرآن.” أهـ
وذكره النسفي أيضاً والزمخشري في “الكشاف” فقال:
“وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : “أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعَثَ نَبِيًّا أَسْوَدَ، فَهُوَ مِمَّنْ لَمْ يَقْصُصْ عَلَيْهِ.”” (تفسير الكشاف، الزمخشري، سورة المؤمن/غافر، تفسير قوله تعالى ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك)
كذلك ورد الحديث في تفسير “روح البيان” كالتالي:
“وعن علي رضي الله عنه أن الله بعث نبياً أسود .. وهو ممن لم يقصص الله عليه” أهـ
نبي أسود اللون سوادا شديدا في الهند
وأورد الحديث أيضاً صاحب “جامع العلوم” فقال:
“وَاعْلَم أَن رجلا كَانَ فِي الْهِنْد اسْمه كَانَ وَله أَسمَاء شَتَّى عِنْد البراهمة كالكشن وَغير ذَلِك وولادته فِي متهرا ونشوءه ونماؤه فِي (كوكل) وكل مِنْهُمَا اسْم معمورة فِي الْهِنْد بَينهمَا وَبَين الدهلي مَسَافَة أَرْبَعِينَ فرسخا. قيل إِنَّه كَانَ صَاحب الاستدراج وَالْكفَّار يعتقدونه ويذكرون لَهُ خوارق الْعَادَات وَكَانَ أسود اللَّوْن سوادا شَدِيدا. قيل إِنَّه كَانَ نَبيا وتمسكوا فِي ذَلِك بِمَا فِي تَفْسِير المدارك فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {مِنْهُم من قَصَصنَا عَلَيْك وَمِنْهُم من لم نَقْصُصْ عَلَيْك} . وَعَن عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بعث الله نَبيا أسود فَهُوَ ممن لم يذكر قصَّته فِي الْقُرْآن. أَقُول لَا نَص فِيهِ على أَن ذَلِك الْأسود هُوَ كَانَ الْمَذْكُور فَإِنَّهُ يحْتَمل أَن يكون غير كَانَ المسطور. وَسمعت عَن من لَا وثوق عَلَيْهِ إِنَّه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ لَو كَانَ نَبيا فِي الْهِنْد لَكَانَ أسْوَد.” (جامع العلوم في اصطلاحات الفنون، لمؤلفه القاضي الأحمدنكري، الجزء: 3 باب الكاف ¦ الصفحة: 81)
ولكي لا يشكك المعترض في سلامة عقل مؤلف كتاب “جامع العلوم في اصطلاحات الفنون الملقب بدستور العلماء” نقول بأن المؤلف هو عالم شهير من أهل السنة والجماعة وكان قاضي بلدة أحمدنكر/ دكن بالهند. ويشهد كتابه هذا له بغزارة العلم وسعة الاطلاع، ووصف بأنه جدير بمحبي العلوم اقتناء هذا السفر الجليل. (راجع كتاب المسلمون في الهند لمؤلفه أبو الحسن الندوي)
وهكذا يتضح أن المعترض جهل مصدر هذا الحديث وتسرّع في اتهام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بالكذب وهو الصدوق وقد صَدَقَ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
المزيد: صحة حديث مهبط آدم في الهند