الشمس لا يحجبها اللغو
المعترض: علامة الخسوف والكسوف دليل قاطع على الكذب
كان الناس في زمن الميرزا يعلمون عن الخسوف والكسوف قبل وقوعهما في عام 1894، وكان الميرزا يعرف، فقد جاء في كتاب ضرورة الإمام للميرزا: ” في الأيام التي اشتهر فيها من خلال كراسات التقاويم التقليدية أن خسوف القمرين سيحدث في شهر رمضان في هذه السنة….” (ضرورة الإمام).
وعِلْمُ الميرزا بهذا الخسوف والكسوف ثم عَدَمُ إعلانه عنه مسبقًا ليس سببُه إلا أنه كان خائفًا مِن عدم ظهورهما بسبب الغيوم. ولو كان الميرزا يؤمن أن الله قد بعثه لأيقَنَ أنه يستحيل أن تكون هناك غيوم تحجب الخسوف أو الكسوف. وبهذا لا تسقط هذه العلامة فحسب، بل إنها دليل قاطع على إيقان الميرزا بكذبه.
الرد: لا يمكن إنكار حديث الخسوف والكسوف للمهدي
يقول حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:
“ومما يثير عجبي الكبير أن المشايخ لا يميلون إلى قبول الحق على توالي ظهور الآيات، أفلا يرون أن الله تعالى يهزمهم عند كل موطن؟ يتمنون أن يظهر شيء من التأييد الإلهي لهم أيضا، إلا أن الله تعالى بدلا من تأييدهم ونصرهم؛ يخزيهم ويفشلهم مرة بعد أخرى. على سبيل المثال؛ في الأيام التي اشتهر فيها من خلال كراسات التقاويم التقليدية أن خسوف القمرين سيحدث في شهر رمضان في هذه السنة، ولما خطر ببال الناس أنه آية على ظهور الإمام الموعود؛ أقض ذلك مضاجع المشايخ، فخافوا أن يميل الناس نحوي؛ إذ لم يكن في الميدان أحد أعلن أنه المهدي والمسيح، فحاولوا طمس هذه الآية إذ بدأ بعضهم يقول: لن يحدث الكسوف والخسوف في رمضان القادم، ولا يكون إلا لدى ظهور إمامهم المهدي. ولكن لما حدث الكسوف والخسوف، اخترعوا حيلة أخرى؛ إذ قالوا: لم يحدث هذا الكسوف والخسوف موافقا لكلمات الحديث؛ لأنه قد ورد في الحديث أن القمر ينخسف لأول ليلة من رمضان، والشمس تنكسف في منتصفه. فلما أفهمناهم أنه ليس المراد هنا أول يوم من شهر رمضان؛ لأن القمر في اليوم الأول يُدعى هلالاً، ولا تطلق عليه تسمية القمر -والحديث النبوي يذكر قمراً لا هلالاً، مما يعني أن القمر سينخسف في الليلة الأولى من ليالي انخسافه؛ وهي الليلة الثالثة عشر، والشمس تنكسف في اليوم الأوسط من أيام انكسافها؛ وهو اليوم الثامن والعشرون- أُسقِطَ في أيدي هؤلاء المشايخ الجهلة عند سماعهم المعاني الصحيحة للحديث؛ فاخترعوا بجهود مضنية عذرا آخر فقالوا: إن أحد رواة هذا الحديث مجروح. فقيل لهم: إذا تحققت النبوءة الورادة في الحديث فما قيمة هذا الجرح المبني على الشك مقابل الحدث اليقيني الذي يشكل دليلا قويا على صحة هذا الحديث؟ أي أن تحقق هذه النبوءة يدل بشكل واضح أنه كلام صادق، والقول بأنه ليس صادقاً وأنه كاذب يدخُل في حكم إنكار البديهيات، ولقد اتبع المحدثون القاعدة التالية دوما: اليقين لا يزول بالشك، فإن تحقُّق هذه النبوءة بحسب مدلولها في عهد مدعي المهدوية يشكل برهانا يقينياً على صدقِ من أنبأ بهذه النبوة. أما القول بأن لنا كلاما في تصرفات أحد رجال هذا الحديث فهو أمر ظني وليس إلا التخمين، ثم قد يصدق الكاذب أيضا. بالإضافة إلى ذلك فإن هذه النبوءة ثابتة بطرق أخرى أيضا؛ فقد أوردها بعض أكابر الأحناف أيضا. فليس من العدل في شيء إنكار مثل هذا الأمر، بل هو عناد وتعنت واضح.” (ضرورة الإمام، ص 59-61)
إذن لن يفرق الأمر ولن يختلف سواء عَلِمَ الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام أو لم يعلم، ولن يغير ذلك من الحق مثقال ذرة؛ فالمهم أن حديث النبي ﷺ قد تحقق بالتمام والكمال، وهو دليلُ صِدقٍ للنبي ﷺ قبل أن يكون دليلاً لصدق المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام. فالموضوع ببساطة شديدة هو أن حضرته إذا كان يعلم بموعد تحقق الحديث، فلن يؤدي هذا العِلْمُ إلى نقض الحديث بحالٍ من الأحوال!
كما يتضح للقراء الكرام من النص أعلاه كيف يقوم المعترض بالتدليس والتضليل من خلال اخفاء النصوص الكاملة التي تثبت أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ذَكَرَ في نفس النص كيف أن المشايخ كانوا يخافون من تحقق هذه النبوءة كي لا يميل الناس إلى حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام. فهي محاولة فاشلة من جانب المعترض لإيهام القرّاء بأن الخسوف والكسوف كان أمراً عاماً لا علاقة له بالحديث بينما نجد في نفس النص أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يذكر خوف المشايخ وهلعهم من تحقق هذه النبوءة النبوية الشريفة لصالحه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام!
وبالتالي لا يخرج الأمرُ عن احتمالين اثنين:
- الإحتمال الأول: الحديث صحيح من حيث السند! والحديث عبارة عن نبوءة إذا تحققت فيستحيل أن تصدر من كاذب، ولن يبقى مِن شكٍّ أن النبي ﷺ قد قالها حقاً، فمن غير المعقول أن ينسب كذّابٌ نبوءةً إلى النبي ﷺ ثم يحققها الله تعالى له! إذن سند هذا الحديث صحيح لأن النبوءة تحققت على أرض الواقع، ولم يكن على وجه المعمورة بأسرها عندما تحققت شخصٌ أعلن أنه هو الإمام المهدي غير حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام!
- الإحتمال الثاني: الحديث لا يصح سنداً! ولكن تحققه هو دليل قاطع على صحته، وليس للسند هنا أهمية، فالشمس والقمر والنجوم لا تحتاج إلى دليل يثبت وجودها، لأنها حقيقة واضحة.
إذن، في الحالتين لا بد للإنسان من التسليم بآية الكسوف والخسوف لصالح المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام خاصة وأنَّ الحديث قد ثبت بالتجربة وصار حقيقة تاريخية لا يماري فيها إلا مماحك ناكر للحق!
أما قول المعترضَ فهو اتهام لله ﷻ والعياذ بالله بالعجز عن إهلاك شخصٍ تقوَّلَ عليه وأحدثَ فتنةً بين الناس مستخدماً حديثاً نبوياً معروفاً عند الناس حول علامة ظهور الإمام المهدي!
ويتضح ذلك خاصةً وأنَّ أُخوة المعترض من الملاحدة يوجّهون ذات التهمة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه ﷺ والعياذ بالله كان يأخذ العلوم من القسس ثم يسطر ما تعلّمه منهم في قرآنه (من هنا: منطق بعض التبريرات). فالمعترض يحاول إعانة أعداء الإسلام بهذا النهج الفاسد غير آبه بأن تكذيب الأحاديث خاصة التي تتحقق منها أمام الناس هو تكذيب وإعانة لمحاربي الدين!
سند حديث الخسوف والكسوف
أما حديث الخسوف والكسوف للمهدي في رمضان فهو كما يلي:
“إِنَّ لِمَهْدِينَا آيَتَيْنِ لَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، تَنْكَسِفُ الْقَمَرُ لأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَتَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِى النِّصْفِ مِنْهُ، وَلَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ.” (سنن الدارقطني، كتاب العيدين، باب صفة صلاة الخسوف والكسوف وهيئتهما)
فبدأ المشايخ يعترضون على سند الحديث ويحاولون طمسه وتخصيص النقد لرواية الباقر لكي لا تكون آية للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فردَّ عليهم حضرته كالتالي:
“وكان الإمام محمدٌ الباقر من أئمة المهتدين وفلذةَ الإمام الكامل زين العابدين. وفي سلسلة الحديث رجال من الصادقين الذين كانوا يعرفون الكاذبين وكذبهم وما كانوا مستعجلين. وما كان لهم أن يكتبوا حديثا في صحاحهم وهم يعلمون أنه لا أصلَ له، بل في رُواته رجل من الكذّابين الدجّالين. أخَلَطوا الخبيث بالطيّب بعدما كانوا على خُبثه مستيقنين؟ وإن كان هذا هو الحق فما بال الذين خلطوا قذرًا بالماء المَعين متعمّدين وهم كانوا أوّل عالمٍ بأحوال الرُواة المفترين.. أهُمْ صلحاء عندكم؟ كلا.. بل هم أوّل الفاسقين. ومن أظلم ممن افترى على الله كذبًا أو كان مُعينَ روايات الكاذبين؟ أفأنت تشهد أن الدارقطني وجميع رواة هذا الحديث وناقِلوه في كتبهم وخالِطوه في الأحاديث من أوّل الزمان إلى هذا الأوان كانوا من المفسدين الفاسقين وما كانوا من الصالحين؟….. أفأنت تشكّ في حديث حصحصت صحّته وتبيّنت طهارته أنه ضعيف في أعين القوم، أو هو مورد اللوم، أو في رُواته أحد من المطعونين؟ أفذلك مقام الشك أو كنت من المجنونين؟ وقد صدّقه الله وأنار الدليل، وبرّأ الرُواةَ مما قيل، وأرَى نور صدقه أجلى وأصفى، فهل بقي شك بعد إمارات عظمى؟ أتشكّون في شمس الضحى؟ أتجعلون النور كالدجى؟ أتَعاميتم أو كنتم من العمين؟ أتقبلون شهادة الإنسان ولا تقبلون شهادة الرحمن وتسعون معتدين؟ أأنت تعتقد أن الله يُظهر على غيبه الكذّابين المفترين المزوِّرين؟ أتشكّ في الأخبار بعد ظهور صدقها؟ وإذا حصحصَ الصدق فلا يشك إلا من كان من قوم عادين. وهذا أمر لا يحتاج إلى التوضيح والتعريف، ولا يخفى على الزكيّ الحنيف، وعلى كل من أمعن كالمتدبرين. ثم اعلمْ يا ذا العينين أن لفظ “النصف” لفظ ذو معنيين، فكما أن لفظ “الأول” يدلّ على أوّل وقت الليلة بالمعنى المعروف، ومع ذلك على ليلة أولى من أيام الخسوف، فكذلك لفظ “النصف” يدل على نصف ثان من نصفَيِ الشهر الموصوف، ومع ذلك على وقتٍ منصِّفٍ لأيام الكسوف، وهو أوّلُ نصفَي النهار في الثامن والعشرين. وأمّا أيام الكسوف مِن مولى علاّم فاعلم أنها عند أهل النجوم ثلاثة أيام، وهي من السابع والعشرين من الشهر القمري إلى التاسع والعشرين، وتنكسف الشمس في أحد منها عند اقتران القمر على شكل خاص بعد تحقُّقِ اختصاص، كما شهدتْ عليه تجارب المنجّمين. فأخبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خيرُ الأنام أن الشمس تنكسف عند ظهور المهدي في النصف من هذه الأيام، يعني الثامن والعشرين قبل نصف النهار، وكذلك ظهر كما لا يخفى على أولي الأبصار. فانظر كيف تمّتْ كلمةُ نبينا صدقًا وعدلا، فاتق الله ولا تكن من الممترين. ومن ههنا بانَ أن الذي خالف هذا البيان، وزعم أن الشمس تنكسف في السابع والعشرين أو في نصف رمضان فقد مان، وما فهِم قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما مسّ العرفان، بل أخطأ فيه من قلّة البضاعة والعيلة، كما أخطأ في الخسوف في أوّل الليلة، وما كان من المصيبين.” (كتاب نور الحق)
فحضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام يحتج على المشايخ قائلاً؛ هل يمكن لمحمد الباقر أن يكذب وينسج هذا الكلام من مخيلته ؟ كلا، بل الحق أن الإمام الباقر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَمِعَ الحديث من آبائه الذين سمعوه من رسول الله ﷺ. وفوق ذلك فقد تحقق الحديث، وهكذا يقطع العِلْمُ والواقع بصدق هذا الحديث!
كما أن للحديث شواهد، فقد أخرج نعيم بن حماد، وأبو الحسن الحربي في الأول من الحربيات، عن علي بن عبد الله بن عباس قال:
“لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية” (كتاب الفتن)
وبلفظ:
“حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ ثَوْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَا يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ آيَةً».” (الْفِتَنِ لنعيم بن حماد، ج 1، ص 951)
“أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَا يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى تَطْلُعَ مَعَ الشَّمْسِ آيَةٌ».” (٢٠٧٧٥ جامع معمر بن راشد، معمر بن أبي عمرو راشد الأزدي مولاهم، أبو عروة البصري، نزيل اليمن المتوفى: 153 هـ، ج 11، ص 373)
وكذلك عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : “ينادي مناد من السماء باسم المهدي فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب حتى لا يبقى راقد إلا استيقظ.”. (العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي من علماء المائة السابعة في كتابه “عقد الدرر في أخبار المنتظر”، ص 137 ط القاهرة في مكتبة عالم الفكر)
فالنداء السماوي إنما هو الخسوف والكسوف والدليل على ذلك لفظ (فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب) الذي صدّقه واقع تكرُّر الظاهرة في الشرق والغرب.
وينقل الامام السلفي السفاريني علامات ظهور المهدي فيقول:
“(الثَّالِثَةُ فِي عَلَامَاتِ ظُهُورِهِ) قَالَ الْعَلَّامَةُ الشَّيْخُ مَرْعِيٌّ فِي كِتَابِهِ (فَوَائِدُ الْفِكَرِ فِي الْمَهْدِيِّ الْمُنْتَظَرِ) اعْلَمْ أَنَّ لِظُهُورِ الْمَهْدِيِّ عَلَامَاتٍ جَاءَتْ بِهَا الْآثَارُ وَدَلَّتْ عَلَيْهَا الْأَحَادِيثُ وَالْأَخْبَارُ، فَمِنْ عَلَامَاتِ ظُهُورِهِ عَلَى مَا وَرَدَ كُسُوفُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَنَجْمُ الذَّنَبِ وَالظُّلْمَةُ وَسَمَاعُ الصَّوْتِ بِرَمَضَانَ وَتَحَارُبُ الْقَبَائِلِ بِذِي الْقَعْدَةِ وَظُهُورُ الْخَسْفِ وَالْفِتَنِ، وَمَعَهُ قَمِيصُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَيْفُهُ، وَرَايَتُهُ مِنْ مُرُطٍ مُخَمَّلَةٍ مُعَلَّمَةٍ سَوْدَاءَ فِيهَا حَجَرٌ .وَذَكَرُوا أَنَّهُ يَنْكَسِفُ الْقَمَرُ أَوَّلَ مَرَّةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَالشَّمْسُ لَيْلَةَ النِّصْفِ. وَنَظَرَ فِي هَذَا الشَّيْخُ مَرْعِيٌّ بِأَنَّ الْعَادَةَ انْكِسَافُ الْقَمَرِ لَيَالِيَ الْأَبْدَارِ وَالشَّمْسِ أَيَّامَ الْأَسْرَارِ، وَلَكِنْ مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ آيَةً لِظُهُورِهِ وَفِيهَا خَرْقٌ لِلْعَادَةِ.” أهـ
وهنالك أحاديث حول تكرر الكسوف والخسوف مرتين كعلامة للإمام المهدي كما يلي:
كسوف الشمس مرتين في رمضان
قَالَ مُحمّد بن علي وحَدثّت عَنْ شَرِيكٍ أَنَّهُ قَالَ: “بَلَغَنِي أَنَّهُ قَبْلَ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَّتَيْنِ“. (أخرجه الدارقطني في سننه، ونعيم بن حماد في الفتن، رقم الحديث: 629. وأورده العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي من علماء المائة السابعة في كتابه ” عقد الدرر في أخبار المنتظر “، ص 111 ط القاهرة في مكتبة عالم الفكر)
قَالَ: وَحُدِّثْتُ عَنْ شَرِيكٍ، أَنَّهُ قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّهُ قَبْلَ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَّتَيْنِ» (الْفِتَنِ لنعيم بن حماد، ج 1، ص 229)
خسوف القمر مرتين في رمضان
رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْفِتَنِ قَالَ شَرِيكٌ: “بَلَغَنِي أَنَّ الْقَمَرَ قَبْلَ خُرُوجِهِ يَنْكَسِفُ مَرَّتَيْنِ بِرَمَضَانَ.” (كتاب الفتن)
وَذَكَرَ الْكِسَائِيُّ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّ الْقَمَرَ يَنْكَسِفُ ثَلَاثَ لَيَالٍ مُتَوَالِيَاتٍ.” (العلامة المتقي الهندي في “البرهان في علامات مهدي آخر الزمان”، ص 108 ط مطبعة الخيام بقم)
إذن لا يمكن إنكار حديث الخسوف والكسوف للمهدي، وقد أثبتنا في منشور سابق نبوءة الكتاب المقدس أيضاً حول هذا الموضوع (من هنا: الكتاب المقدس يتنبأ بالمسيح الموعود).
فآية الخسوف والكسوف في رمضان ثابتة للإمام المهدي عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام لا ينكرها إلا الذي يرفض الحقيقة!
وللطرفة نورد قول المعترض: “وعِلْمُ الميرزا بهذا الخسوف والكسوف ثم عَدَمُ إعلانه عنه مسبقًا ليس سببُه إلا أنه كان خائفًا مِن عدم ظهورهما بسبب الغيوم.” انتهى، وسبب إيرادنا له لأنه زبدة الاعتراض عنده، وكما ترون فهو مجرد ظَنّ تعوّدنا عليه من المعترض، ولا حاجة لنا للوقوف عنده، ولن يحتاج القارئ إِلَّا إلى نظرةٍ سريعةٍ ليدرك بأن هذا المعترض خالي الوفاض مجردٌ من العلم ليس في جعبته إلا الظنون التي وصفها الله تعالى بقوله:
﴿وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾
صَدَقَ اللهُ الْعَظِيم
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ