لقد صحَّحَ الْمَسِيحُ الموعودُ حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام العديد مِن العقائد الغريبة التي أُدخلت على الإسلام والتي بات يتعكّز عليها الملاحدة اليوم للهجوم على الإسلام، ومِن بين هذه العقائد فكرة أنَّ عُمر الدنيا هو ستة آلاف سنة فقط منذ خلْق آدم ؑ حتى يومنا هذا، فكان أنْ انبرى حضرة المسيح الموعود ؑ لتصحيح هذه الفكرة، فبيّنَ عَلَيهِ السَلام بأنها ليست عقيدة صحيحة ولا يوجد لها أساس في الإسلام، فقال عَلَيهِ السَلام:
“ويعترضُ البعضُ قائلاً: إذا قبلنا أنَّ أصل اللغات وجذرها كلّها لغة واحدة، فكيف وقعَت هذه الفروق الكبيرة بين كل اللغات المتفرعة مِن لغة واحدة خلال ثلاثة أو أربعة آلاف سنة فقط، فهذا غير معقول. والجواب أنَّ هذا الاعتراض ليس إلا مِن قبيل بناء الفاسد على الفاسد؛ إذ ليس مِن الأمور القطعية اليقينية أنَّ عُمر الدنيا أربعة أو خمسة آلاف سنة فقط، ولم يكن قبلها أيّ أثرٍ للسماء والأرض. بل الْحَقُّ أنَّ التدبّر العميق يكشف أنَّ هذه الدنيا عامرة منذ دهور سحيقة.” (مِنَـن الرحمن، ص 10)
فماذا يفعل بعض أعداء الجماعة الإسلامية الأحمدية أمام مهمة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي يبرهن للجميع بهذا الإصلاح الفكري المفيد والنافع للإسلام والمسلمين والناصر للدين ضد الإلحاد وهجمات المبطلين، الذي يفعل أعداء الجماعة هو إشاعة كذبة بلا حياء ولا أدنى اهتمام بأقوال المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، إذ يقول المعترضون بأن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام كان يقول بفكرة الستة آلاف عام كعمر للدنيا وذلك بخلط نصوص من كتاب آخر هو التحفة الغولروية مع كتاب مختلف، لأن الذي ذكره حضرته حول أيام الخلق في كتاب “التحفة الغرولوية” هو غير هذه الأيام التي هي أيام بعثة آدم! وهذا كما رأيتم في النص أعلاه في “مِنَـن الرحمن” يثبت أنَّ ما يشيعه المعترضون حول عُمر الدنيا وينسبوه للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو الكذب المحض الذي ما بعده كذب.
فلماذا يفعلون ذلك بدون خوف من الافتضاح؟
الجواب أنهم يعتقدون بعقيدة باطلة أخرى سننشر تصحيحها أيضاً وهي جواز أو وجوب إشاعة الكذب ضد عدوّهم (الأحمدية) وكُلُّه لزيادة مجد الله اقتداء ببولس والد هذه العقيدة قبلهم بألفي عام.
لقد كان الْمَسِيحُ الموعود عَلَيهِ السَلام هو الوحيد الذي أبرزَ بكلِّ وضوحٍ أنَّ عُمر الدنيا قديمٌ جداً، بينما الفكر التقليدي كُلّه يعتقد بأن آدم ؑ هو بدء الخلق خلافاً للعلم مما يفتح النار على الإسلام وينصر الملاحدة في محاربة الدين. وهنا تكمن أهمية هذا الموضوع ولماذا تطرّق له حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بالتصحيح والبيان.
للعلم فهذا التصحيح مِن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حول عُمر الدُنيا هو كلام دقيق لم يُقدّمه أحدٌ من قبل. ونقدّم للقرّاء الكرام فيما يلي رابطاً لمقالنا في العام الماضي الذي يشرح موضوع خلْق الدنيا عند المسيح الموعود ؑ بالتفصيل وننصح بقرائته للوقوف على التفصيل الكامل.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
بارك الله فيكم وجزاكم احسن الجزاء والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله الطيبين كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وعلى الخادم الصادق لرسول الله ابن مريم المحمدي سيدنا ميرزا غلام احمد .