ما زال المعترض المرتد عن جماعتنا يكرر تغابياته ولا نقول شبهاته، لأنه يستغبي متابعية ويريد أن يقنعهم أن الأسود أبيض والأبيض أسود!
فما زال يقول إنه كان السبب وراء ترجمة الكتب بسبب حثِّه، ولا أدري، إذا كانت الجماعة القائمة على التزييف حسب وصفه تريد أن تخفي الكتب عن الناس كي لا يُكتشف هذا التزييف المزعوم، فلماذا ستستجيب لحثه؟!
الواقع أن الترجمة قد بدأت بأمر الخلافة وبرعايتها وتوجيهها، والعمل كان ولا يزال يسير على قدم وساق، ولا دور له في الأمر مطلقا. ولكن لا عجب أن يتفوه بشيء من هذا من يقول عنه نفسه إنه كان “أهم شخص في الجماعة”!! ويكفي لمن يسمع هذه الجملة أن يعرف حقيقة عقله ونفسيته وخياله المريض الذي يعيشه.
الواقع أنه لم يكن له دور في البدء بالترجمة ولا بتسريعها، بل لم يكن يقوم بدوره في المراجعة على ما ينبغي، وكان هذا معروفا لكل الزملاء، ثم في النهاية قد سرق المواد بعد طرده بسبب خيانته وبقائه في الجماعة يظهر الإيمان ويبطن الكفر، وأخذ يزور ويزيف بعرض نصوص لم تُراجع ليستخلص منها تغابيا، أو يعرض نصوصا ويتجاهل أخرى لا تفيد ما يقول وهو يعرف الحقيقة ويعقلها، على طريقة ما قال الله تعالى عن اليهود:
{ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (البقرة 76)
أما شبهة سيد أحمد خان التي يكررها، فيبدو أنه لم يخجل بعد أن بينَّا أنها من أقوى الأدلة على أنه شاهد زور، لأنه لم يطلع على تفسيرات سيد أحمد خان ومن المرجح أنه لن يطلع عليها في حياته، ومصدره كان أحد المرتدين الآخرين الذي عثر على مقالة في النت تتحدث عن هذا الأمر. فقد نقل هو ومعاونه الكذب والافتراء، وكلما سُئل عن الأمر طلب مساعدة هذا الصديق. فهل الذي يكرر هذه الشبهة القديمة دون تحقق وتثبت يمكن أن يوثق بكلمة مما يقول؟ هذا الأمر لو لم يكن هنالك أمر سواه لكان كافيا لإسقاطه وعدم الأخذ بكلمة منه.
أما تكراره بأن الأحمدية انتشرت بسبب التفاسير التي يشهد زورا أنها مسروقة، فهذا ناجم عن فهمه الذي يظهر أنه كان أشبه بالغائب أو المغيب الذي يعيش عالمه الخاص رغم وجوده في قلب الحدث، وربما هذا الأمر ينطبق عليه وحده، إذ كان مهتما كثيرا بالنملة والهدهد، ويظن أنها كل شيء، مع أن الجماعة لم تنشغل بهذا الأمر، ولا تعتبره أنه أهم ما لديها. ولم أصادف أحدا في حياتي قال لي إن تفسير النملة والهدهد كان سبب هدايته!!
أما أن التفسير الكبير يخالف كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام فهذا كذب محض، بل ما وجدته شخصيا أثناء قراءة كتب المسيح الموعود أن كثيرا مما جاء في التفسير الكبير كان أساسه في كتبه، بل أحيانا كان موجودا في كتبه مفصلا، وهذا ما سيكتشفه من سيقرأ هذه الكتب. أما أن حضرته كان أحيانا يتناول ظاهر الآية للاستدلال على أمر ما ولم يكن يفسرها، والخليفة الثاني رضي الله عنه عندما كان يفسرها كان يتناولها من كل الجوانب المحتملة، فهذا الذي ربما لم يستوعبه أو هو غير قادر على استيعابه، ويريد أن يقدمه على أنه تنقاض، أو يدعي ذلك أحيانا تغابيا ليبرر خروجه بعد طرده.
أما المثال الذي ذكره من تفسير الخليفة الثاني في سورة الفجر، فعندما اطلعت عليه أذهلني، وتبين لي بالفعل أن المواعيد التي ذكرها صادفت أحداثا هامة في الجماعة منها الهجرة إلى باكستان وهجرة الخليفة الرابع وإنشاء القناة الإسلامية الأحمدية ودخول الناس أفواجا في الجماعة في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات وانتشار الجماعة في كثير من الدول. وهذا مما لم يستطع أن ينكره، ولكنه أضاف إليه مهزلة ليقول إن النبوءات تتحقق عكسيا – الأمر الذي تحديناه فيه وقلنا له أن يبين كيف تحقق الـ 150 نبوءة في حقيقة الوحي عكسيا، فتهرب- وأن هذا الوقت كان الوقت الذي جاء فيه إلى الجماعة محاولا إقناع نفسه وغيره أنه كان شيئا أو هو شيء الآن وأن خروجه كان الطامة الكبرى على الجماعة!!
هذه المهازل المؤسفة في الواقع تثير الشفقة، خاصة بعد أن بدأ يكثر من المسرحيات والحوارات الهزلية، مما يدل على صعوبة وضعه.
لن يؤدي تكرار الأكاذيب والشبهات والتغابيات إلى تثبيتها، بل سيؤدي إلى فضح من يصر عليها وإلى تثبيت المؤمنين بعد أن يطلعوا عليها، وأن يجلب آخرين أيضا بعد أن يروا هذه الأكاذيب فيعرفوا الحقيقة.