المعترض:
من أدلة عدم صدق الميرزا أن جماعته ترجمت تفسير ابنه قبل أن تفكر بترجمة كتبه. مع أن أساسيات تفسير ابنه مسروقة من سيد خان. تصوروا أن يهتم المسلمون بترجمة كلام سعد بن عبادة قبل ترجمة القرآن الكريم. التأخر الكبير في ترجمة كتب الميرزا دليل قاطع على أنهم يخجلون مما فيها من كوارث، وإلا لسارعوا لترجمتها قبل مائة سنة.
الرد:
إن معايير صدق كل نبي قد ثبتها القرآن الكريم وهي معروفة كحسن السيرة والصدق والطهارة قبل البعثة وانطباق نبوءات الكتب السابقة والتأييد الإلهي للمبعوث وحاجة الوقت والطرح المتكامل وهلاك الأعداء ونشر الدعوة وغيرها من أدلة كلها في القرآن الكريم. أما تفسير كتاب دون آخر فهو دليل صدق/كذب اخترعه المعترض ربما بعد بحثه السقيم عما يسيء إلى المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام والذي لم يجد بعد أن أعياه البحث إلا أن يخترع معياراً جديداً لتكذيب مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية الذي انطبقت على حضرته جميع نبوءات القرآن الكريم والحديث الشريف والكتب المقدسة وجاء في وقت الضرورة وهلك كل من عاداه وانمحى أثره وأيَّدَهُ اللهُ تعالى في كل موطن ونشر جماعته في الآفاق وقدم طرحاً متكاملاً للمواضيع التي تطرق لها وكلها تمس صميم العقيدة وتجدد المفاهيم إلى أصولها وغير ذلك من أدلة كلها وردت في القرآن الكريم كأساس لمعرفة المبعوث السماوي، فالقرآن الكريم لم يترك شيئا صغيراً أو كبيراً يدفع الشبهات عن المؤمنين إلا أحصاه وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. أقول، بعد أن أعيته الحيلة في إيجاد دليلٍ وحيدٍ ضدَّ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لم يجد المعترضُ المسكين إلا وسيلة مبتكرة للحد من تقدم الجماعة الإسلامية الأحمدية وهو اختراع معيار جديد لم يخطر ببال أحد ولم يرد في القرآن الكريم ولا في أي كتاب مقدس أو حديث شريف. ولكن لأسف المعترض فهذا الدليل مع كونه مبتكراً جديداً حقيقةً ألا إنه لا يرقى كدليل ضد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، والسبب هو أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كان قد ألَّف أكثر من ٢٠ كتاباً باللغة العربية فسدَّ بذلك الحاجة لترجمة كتب حضرته مع أن كتب حضرته تُرجِمَت وفي الموقع العربي الرسمي اليوم عشرات منها بفضل المولى تبارك وتعالى، بينما كتَبَ المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بالأردية فقط ولم يكتب بالعربية إلا قليلاً من القصائد والمواضيع لا غير، فكانت الحاجة تتجه نحو ترجمة التفسير الكبير إلى العربية كي يطّلع العرب على التفسير الذي تلقاه المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ من والده المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وأستاذه الخليفة الأول حضرة نور الدين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وما وفَّقه الله تعالى إليه في تفسير آي القرآن المجيد.
إذاً كان من الضروري بداية ترجمة الكتب الأردية ومن ثم العروج على ترجمة كتب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الأخرى والتي تُرجمت الآن بالكامل تقريباً ولله الحمد. وبناء على ما سبق فهذا الاعتراض لا يصح كدليل تكذيب لأي مبعوث أو مدّعي بالإضافة لإمكانية استخدامه كدليل ضد القرآن الكريم، فعلى الرغم من ترجمة كتب الطب والفلسفة إلى اللغات الأخرى لم يقم المسلمون بترجمة القرآن الكريم إلى تلك اللغات إلا مؤخراً وجاء ذلك تأثراً بترجمة الجماعة الإسلامية الأحمدية للقرآن الكريم الرائدة لكل الترجمات الإسلامية. وفيما يلي اعتراف أهم المصادر الإسلامية باللغة الإنكليزية بأن ترجمة المولوي محمد علي تلميذ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هي أساس كل التراجم من بعده وقد تبناها كل من ترجم معاني القرآن الكريم لاحقا:
“In 1917, an Ahmadi scholar, Muhammad ‘Ali (1875-1951), who later would become the leader of the Lahori subgroup, published his translation. He constantly updated his work and had published four revisions by his death in 1951. Contemporary reviewers praised Muhammad ‘Ali both for his excellent English and explanatory notes. Importantly, the Muhammad ‘Ali translation became the version adopted by the Nation of Islam, both under the stewardship of Elijah Muhammad and current leader Louis Farrakhan…Muhammad ‘Ali’s translation—now in its seventh edition—has formed the basis for many later works, even if the majority of both Sunni and Shi’ite Muslims avoid directly acknowledging or using an Ahmadi translation. Nevertheless, among the Lahori Ahmadis, many of whom live in the United States, Muhammad ‘Ali’s work remains the definitive translation.” ( “Assessing English Translations of the Qur’an” by Khaleel Mohammed in the Middle East Quarterly.)
إذاً فالاعتراض هو بحد ذاته فرصة ليطّلع العالم على صدق المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وأن أتباعه هم أول من ترجم القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى على الإطلاق.
أما مجرد الطعن فلم يسلم منه حتى القرآن الكريم نفسه، إذ قيل بسرقة قصصه وتعاليمه من الكتاب المقدس، وهكذا يدّعي بعض أتباع الأديان بأن الدين التالي سرق من كتبهم. كما ألّف أحدهم كتابًا حاول أن يثبت فيه أن “سفر التكوين” أول أسفار الكتاب المقدس كان قد سرقه موسى والعياذ بالله من مصدر آخر كان موجودًا في زمنه (Is Genesis stolen from Babylonian Myths). فكأن موسى وعيسى عليهما السلام كلاهما من اللصوص والعياذ بالله ! وكذلك الأدباء والشعراء لم يسلموا من هذه التهم ومنهم الشاعر المعروف أبو الطيب المتنبي الذي حاول أحد الباحثين أن يثبت بأن كل بيت في ديوان المتنبي مسروقٌ من شعراء آخرين. وباختصار، فإن كل الكتب السماوية والبشرية لم تنج من هذا الاتهام، وما يهم هو المضمون وليس الاتهامات الجاهزة التي لا تعترف بسياق ولا ترابط موضوعي للطرح وتناول القضايا التاريخية.
الخلاصة، إن هذا الاعتراض لا يصلح البتة كدليل ضد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بل العكس هو دليل صدق له عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام كما ثبت من الرد ولله المنة والحمد.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
لقراءة كتب المسيح الموعود والجماعة: