المعترض:
يقول الخليفة الثاني بأن البهائية لم يمتلكوا قرية واحدة رغم مرور قرن ونصف على تأسيس البهائية بينما الأحمدية تمتلك قريتين في أقل من نصف المدة، ويستدل على ذلك بفضل الله ونصره. فهل هذا صحيح ؟ هل هذا مستمر إلى اليوم رغم مرور أكثر من 127 عام على تأسيس الأحمدية ؟ لا طبعا ! ثم هل نقصت البهائية من 200 مليون إلى مليونين فقط كجماعتكم أيها المزيفون الكاذبون ؟
الجواب:
عند قراءة تفسير سورة الأنبياء الواردة في التفسير الكبير للمُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (1) سيكتشف القاريء جمال التفسير وحسن البيان وبديع التبيين حيث تناول المفسر موضوع النبوءة حول عزة الإسلام واعتراض اعداء الإسلام ومن أبرزهم البهائيون الذين يدّعون أن رسالة الإسلام قد نُسخت بسبب عودة اليهود لاحتلال فلسطين وبهذا يكون الإسلام قد انتهى كوره كما يقولون. وهنا دافع المفسر بطريقة رائعة عن الإسلام مبيّناً أن البهائية الذين لا يملكون أي مدينة أو قرية أو حتى نصف محلة يجتمعون فيها منذ تأسيس ديانتهم لأكثر من 100 لا يحق لهم قول ذلك عن الإسلام خصوصاً أن الإسلام يمتلك مدناً كبرى كمكة المكرمة والمدينة وأن القدس كانت مجرد زيادة إنعام ولا يبطل باحتلالها الدين الإسلامي مع أن هذا الاحتلال يعتبر دليل صدق للإسلام وليس العكس وذلك لأن هذا الاحتلال جاء نبوءته في القرآن الكريم حين قال تعالى بأن فلسطين سوف يدخلها اليهود في الزمن الأخير فتحقق هذا النبأ بهذا الاحتلال الذي لم يدم إلا تسع سنين في زمن المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وأن من نفاق البهائية وعداوتهم للإسلام أنهم لا يقولون بنَسْخ شريعة موسى وداود رغم أن البابليين حكموها لأكثر من قرن ثم حكمها الرومان لثلاثة قرون ومع ذلك لم تُنسَخ الشريعة الموسوية عند البهائية، بينما اعتبروا الإسلام قد نُسِخ فقط بسبب احتلال اليهود لفلسطين لمدة تسع سنين ! ثم تطرَّق المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إلى أن الجماعة الإسلامية الأحمدية التي لم يمض على تأسيسها في وقته رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إلا عقود قليلة تمتلك مدينتين وقرية هي قاديان وربوة والكبابير في فلسطين المخصصة للجماعة الإسلامية الأحمدية. فكيف يستدل البهائية على نسخ الإسلام وهو الذي تنبأ باحتلال فلسطين أصلاً ويتمتع بالعز الذي وهبه إياه رب العالمين تبارك وتعالى في مكة والمدينة، بل إن جماعة مسلمة فتية كالجماعة الإسلامية الأحمدية لم يمض عليها نصف ما مضى على البهائية حتى أنعم الله تعالى عليها بثلاث مدن كقاديان وربوة والكبابير بهذه السرعة ؟ ثم إن البهائية لا تمتلك حتى نصف قرية بإسمها رغم مضي ما يزيد على قرن ونصف على تأسيسها كديانة ؟ ففاقد الشيء لا يعطيه. هذا ما كان يناقشه المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في تفسير سورة الأنبياء.
أما سؤال المعترض أين توجد هذه القرى الثلاثة اليوم، فنقول لا تزال القرى موجودة وعامرة رغم كل المحاولات المشايخية لإزالتها بل زادت قريتين ! نعم، فقد افتتحت الجماعة الإسلامية الأحمدية قرية السَلام في أونتاريو بكندا وهي قرية كبيرة خاصة للجماعة الإسلامية الأحمدية تحمل كل شوارعها أسماء الخلفاء والصالحين رضوان الله عليهم أجمعين، وكذلك قرية “إسلام آباد” في جنوب لندن ببريطانيا حيث توجد منازل عديدة وأراضي للجماعة الإسلامية الأحمدية تحيط بها اشترتها الجماعة الإسلامية الأحمدية في زمن الخليفة الرابع رحمه الله. إذاً، صارت القرى الثلاثة خمسة بفضل الله تعالى ومنّته. وهذا هو فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء. فهذا الاعتراض في الحقيقة هو اعتراض على الإسلام الذي يحاجج به المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وليته يقوم على شيء غير الظن. أما تناقص المسلمين الأحمديين من 200 مليون إلى مليونين، فلا نعلم من أين جاء بالمليونين ! هل أجرى إحصائية موثقة ؟ أم هو الظن كالعادة ! الحقيقة هي أن الجماعة الإسلامية الأحمدية تعدادها هو عشرات الملايين حول العالم وليس مليونين ولا 200 مليون والموقع الرسمي موجود لمن يرغب بالتأكد من ذلك. فالجماعة زادت من مجرد نصف مليون في زمن المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إلى عشرات الملايين حول العالم اليوم وتحققت نبوءة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام التي وعد الله تعالى فيها بنشر الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى أقصى الأرض ولله الحمد.
إذاً، فقد زادت الجماعة الإسلامية الأحمدية قرى ولم تنقص فيما بقي البهائية يراوحون في مكانهم بلا قرية ولا حتى نصف قرية. وهذا مصداق قول المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دفاعاً عن الإسلام وحياضه من كيد الأعداء والحاسدين.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
المصادر:
1- التفسير الكبير سورة الأنبياء الجزء 5 الصفحة 646-647
رابط التفسير: من هنا