لقراءة الجزء الأول من هنا
● المعترض:
الخطأ السادس الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: كيف إذا جاء وأبطل آيات من القرآن مثل (ورسولا إلى بني إسرائيل)؟
أقول: يمكن فهم الآية على اعتبار ما كان. وأين كان الأئمة الذين آمنوا بنزول المسيح سابقا من هذه الآية؟ هل كانوا جهلة جميعا عُمْيا؟
الرد:
لا يمكن هذا الفهم لأن النبيين في القرآن الكريم أُرسلوا لقومهم بينما أِرسل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم للناس كافة، والذي يدل أيضاً على ذلك بالإضافة إلى القرآن الكريم هو قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الذي نقلناه سابقاً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : “فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ : أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً ، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ.” (رواه مُسْلِم). فإذا كان فَهْم المعترض صحيحاً فإن فهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وشرحه غير صحيح والعياذ بالله إذ أُرسل عيسى أيضاً للخلق كافة. وهكذا يتبين أن فهم المعترض غير صحيح وغير ممكن على الإطلاق. أما أين كان الأئمة الذين آمنوا بنزول المسيح سابقاً من هذه الآية فلا يصح وصْفهم كما يقول المعترض بالعمى والجهل بل هي أفهام تراكمية تصيب وتخطئ ولم يدّعي أي من العلماء العصمة أو الوحي بل الحق هو قال الله ﷻ قال الرسول ﷺ فقط.
هذا ناهيك عن حقيقة أن المسيح الذي في نظر المسلمين سيلغي الجزية أي يلغي حكماً من أحكام القرآن الكريم، وهو الذي يعارضه ويفنده الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام.
فهذا إن لم يكن جهلاً من المعترض فهو إلحاد أو تدليس.
● المعترض
الخطأ الثامن الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: الميرزا غارق في حب الإسلام؟
أقول: لو كان كذلك لأكمل الأدلة الـ 300 على صدق الإسلام.
الرد:
لقد تجاوَزَت كُتب ومقالات المسيحِ الموعود عَلَيهِ السَلام مئات الأدلة على صدق الإسلام ويشهد لهذا القريب والبعيد وبَكَّتَت أعداء الإسلام بالحجة الدامغة. ولنأخذ بعض أقوال المنصفين من العلماء غير الأحمديين الذين عاصروا حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وشهدوا على حبه وتفانيه في الإسلام:
كتب رئيس تحرير جريدة “صادق الأخبار” نعياً عند وفاة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، تعريبه:
“لأن حضرة الميرزا بخطبه القوية وكتبه الرائعة حطَّم الانتقادات البغيضة لمعارضي الإسلام وأسكتهم إلى الأبد، وأثبت أن الحق يعلو ولا يعلى عَلَيْهِ، ولأنه لم يدخر جهدا في خدمة الإسلام ونصرة قضيته إلى حد الكمال، فمن مقتضى العدل أن نعبّر عن مشاعر الأسى للوفاة المفاجئة والمبكرة لهذا المدافع العنيد عن الإسلام، الذي كان خير من أعان المسلمين، والذي يُعَد عالِمِاً جليلاً لن يجود الزمن بمثله“.(صادق الأخبار، مايو 1908)
وكتب المولوي سيد وحيد الدين رئيس تحرير جريدة معهد عليكره في نعي المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام:
“لقد كان المرحوم كاتباً عظيماً وهو الذي أسس الطائفة الأحمدية. … لقد ترك بعده ثمانين كتابا، عشرون منها باللغة العربية. مما لا شك فيه أن المرحوم كان مدافعاً عظيماً عن الإسلام“. (جريدة معهد عليكرة، يونيو 1908)
فما قيمة إنكار المعترض بعد شهادة كبار العلماء المعاصرين لحضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام !
● المعترض:
الخطأ التاسع الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: أراد الميرزا أن يثبت أن الإسلام هو الدين الحيّ من البراهين؟
أقول: الميرزا لم يعلن ذلك قبل عام 1882، بل تحدث عن 300 دليل عقلي ونقلي.
الرد:
لقد بيّنا في منشورات سابقة (البراهين تفضح المعترض وتهين و البراهين الأحمدية على أحقية الرسالة المحمدية) كيف أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام قام بتأليف البراهين الأحمدية وقدَّم الأدلة النقلية والعقلية على صدق الإسلام ونبوة سيدنا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وتأخر الجزء الخامس حتى يحيط حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بكامل الاعتراضات الجديدة والردود على الأجزاء الأربعة وينصرف إلى كتابة وتأليف الردود عبر كتب أخرى تولَّت هذه المهمة ثم صَدَرَ الجزء الخامس وتمَّت به إقامة الحجة على أعداء الإسلام بالدليل الثابت والدامغ. أما سِرّ معاداة ومحاربة البراهين الأحمدية على حقيّة كتاب الله القرآن والنبوة المحمدية الذي يرد على كتاب القس “فندر” المسمى “ميزان الحق” الذي يستقي منه القمص زكريا بطرس وأتباعه في قناة الحياة وغيرها شبهاتهم ضد الإسلام ونبي الإسلام صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لأمرٌ يدعو لوقفة وتأمّل في وفاء المعترض للإسلام والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
● المعترض:
الخطأ العاشر الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: ذكر الميرزا أن نبوته مجازية للتأكيد على أنه ليس مستقلا ولا تشريعيا.
أقول: ما معنى مستقلة؟
الميرزا محمود يؤكد أن نبوة أبيه مثل نبوة عيسى عليه السلام تماما. حيث يقول: الأنبياء نوعان: الأول؛ الذين يأتون بشريعة جديدة مثل موسى ، والثاني: الذين يقيمون الشريعة السابقة- بعد أن تكون قد ابتعدت عن الحقيقة بسبب تسرب أفكار الناس إليها- مثل إِيلِيا وإِشَعْيَا، حِزْقِيَال، ودَانِيال والمسيح الناصري عليهم السلام. لقد ادّعى سيدنا مرزا غلام أحمد أنه نبي من النوع الثاني. (الأحمدية، الإسلام الحقيقي)
الرد:
مستقلة أي لا علاقة لها بشريعة الإسلام. وصدقَ المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فحضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو بالفعل من النوع الثاني إذ لم يأتِ حضرته بشريعة مستقلة عن الإسلام بل كانت دعوته هي الإسلام كما هي مهمة المهدي المثبتة في الأحاديث الصحيحة (أن يعيد الإيمان من الثريا). أما كونها مجازية من هذا الباب فمردّ ذلك أنها ليست نبوة جديدة مستقلة بل أُطلقت فقط لكثرة المكالمات الإلهية حيث لا نبي بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بالمعنى المستقل إلا إذا كانت نبوة بمعنى كثرة الأنباء والمخاطبات الإلهية التي قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بأن قليلها هو جزء من أربعين جزءا من النبوة، وبذلك نفهم أن إطلاق صفة النبي على المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هي من هذا الباب. فالمسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام نبيٌّ في الأحاديث الثابتة.
وبذلك فالاعتراض هذا لا محل له فيما يخص صفة المسيح الموعود للأمة الإسلامية.
● المعترض:
الخطأ 11 الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: وصف مَن يقول بالتفسير المعروف لآية (وآخرين منهم) بالعابث
أقول: الميرزاا يقول بذلك، حيث يقول في تفسير الآية: أي أن الله هو الكريم والرحيم الذي أرسل من بينهم رسولا كاملا يتلو عليهم آيات الله مع كونه أُمِّيًّا …، وفي حزبهم أناس من بلاد أخرى أيضا قُدِّر دخولهم في الإسلام منذ البداية ولكنهم لم يلحقوا بالمسلمين بعد. وهو الغالب الحكيم الذي لا يخلو فعله من الحكمة؛ أي حين يأتي ذلك الزمن الذي قدّر الله تعالى بحكمته الكاملة أن تدخل الإسلام بلاد أخرى، عندها سيدخل هؤلاء الناس في الإسلام. (البراهين الجزء الثالث)
الرد:
لقد شرح المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هذه الآية الكريمة مراراً وتكرارا بأنها تعني بعثة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في الآخرين وكل شرح ينسجم تماماً مع هذا الشرح الذي اقتبسه المعترض من الصفحة 287 من الجزء الثالث لكتاب البراهين حيث قُدِّر أن يؤمن أناسٌ يُبعث فيهم النبي ﷺ في الزمن الأخير، ولا يخفى على حصيف أن الرجال والرجل الذي يعيد الإيمان من الثريا إنما هو المسيح الموعود والمهدي المعهود عَلَيهِ السَلام وجماعته الناجية.
ومن أقوال حضرته حول هذه الآية ما يلي:
“لقد سبق أن تنبأ سيدنا ومولانا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه سيأتي على هذه الأمة زمان تحذو فيه اليهود حذو النعل بالنعل… عندها يولد شخص ذو أصل فارسي يعلِّم الإيمان، ولو كان الإيمان بالثريا لنالَه. إنها نبوءة النبي ﷺ وقد كشف الإلهام الإلهي عليَّ حقيقتها وبيّن كيفيتها بكل وضوح. ولقد كشف الله تعالى عليَّ بوحيه أن المسيح بن مريم أيضا كان معلَّم الإيمان فعلاً، وقد ولد بعد موسى عليهما السلام بـ1400 عام … فلما مضت على هذه الأمة أيضا قرابة 1400 عاما بعد بعثة نبيها ﷺ كثرت فيها أيضا الآفات التي كانت متفشية في اليهود، لتتحقق النبوءة التي أنبئ بها في حقهم، فأرسل الله تعالى بقدرته الكاملة لهم أيضا معلمَّ الإيمان مثيلَ المسيح الأول.” (فتح الإسلام، الخزائن الروحانية، مجلد 3، ص 9-10، الحاشية)
ويقول عَلَيهِ السَلام:
“ولكن الله عالمَ الغيب، والذي هو الأعلم بحقيقة الأمر، قد كشف عليَّ في وحيه المقدس مرارا أنها أسرة فارسية، وقد ناداني بـ “أبناء الفارس” حيث قال عني: “إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله رد عليهم رجل من فارس. شكرَ اللهُ سعيه.“… وقال عني في وحي آخر: “لو كان الإيمان معلَّقاً بالثريا لناله رجل من فارس“…” (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 79-81، الحاشية)
والحديث الشريف الذي يقصده المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام معروفٌ في صحيح البخاري في تفسير الآية من سورة الجمعة ونصّه:
“عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ أَوْ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ.” (صحيح البخاري)
والاية الكريمة هي:
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} – سورة الجمعة الآية: 3-4
فالاعتراض على هذا كله هو بالفعل مجرد عبث.
● المعترض:
الخطأ 12 الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: آية (ولو تقول) تؤيد الميرزا
أقول: لقد قُطع وتين الميرزا بلا مثيل له عبر تاريخ الإنسان الذي سمعنا به. فقد ظلت نبوءاته تتحقق عكسيا، ولم ينال التأييد الإلهي كما زعم، وأخلاقه وغير ذلك.
الرد:
لقد تم حذف عبارات المعترض غير المهذبة بحق حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام لكي لا ينزعج القاريء الكريم نظراً لسوء أخلاق المعترض وقلة حيائه كلما ذكر اسم حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام فلا يكاد المعترض يذكر اسم حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام إلا وأطلق لسوء لسانه العنان.
أما اخلاق المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فيكفي أن حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ظل يحتج على خصومه أن يثبتوا ضده ولو شيئاً واحداً وبقي يتحدى الخصوم بكسر معيار الأخلاق ولم يملك أحد الا أن يسلّم بأن حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام كان مثال التقوى والورع، ومن بينهم ألد أعدائه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وهو السيد محمد حسين البطالوي زعيم أهل الحديث وعدوه اللدود الذي يقول عن حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وهو يمتدح كتاب البراهين الأحمدية:
“والآن ُأبدي رأيي بإيجاز شديد ودون أدنى شائبة من المبالغة، وهو أننا حين نضع هذا العصر وأحواله في الاعتبار أرى أنه لم ينشر مثل هذا الكتاب منذ بدء الإسلام إلى هذا اليوم، ولا ندري ماذا يمكن أن يحدث في مستقبل الأيام، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا. لقد أثبت المؤلف أنه رجل مثابر في خدمة الإسلام، بالقلم واللسان، والحال والمال، وغير ذلك، حتى إنه من النادر أن تجد له مثيلا بين المسلمين. ومن اعتبر قولنا هذا مبالغة تمشيا مع أسلوب أهل آسيا، فعليه أن يدلّنا على كتاب واحد على الأقلّ تصدى لأعداء الإسلام، وخاصة للآريا سماج والبرهمو سماج بكل قوة وبرهان، وعليه أن يقدم لنا أسماء ثلاثة أو أربعة ممن قدموا للإسلام خدمات مثل ما قدم هذا الرجل، وعليه أن يعدد لنا بضعة أشخاص بمثل هذه الصفات الذين اضطلعوا بأعباء خدمة الإسلام بالمال والنفس والقلم واللسان والحال أيضا، والذين تحدوا أعداء الإسلام ومعارضي الوحي وقالوا بأن الذي يرتاب في نزول الوحي فليتقدم إلينا ليشاهد ما يرتاب فيه، بل إنهم أذاقوا الملل الأخرى طعم التجربة والمشاهدة أيضا.” (مجلة إشاعة السنة العدد 7 رقم 6 الصفحة 169-170)
وقال الشيخ البطالوي أيضا:
“إنَّ مؤلف البراهين الأحمدية قد صان شرفَ المسلمين، وتحدّى أعداء الإسلام بقوة وبراعة، وأعلن للعالم أجمع أن مَن لديه أدنى شك في صدق الإسلام، فعليه أن يأتي إليه. يا رب، ويا هاديَ الباحثين عنك، ارحَمْه أكثر من نفسه ومن آباءه. آمين” (مقدمة كتاب البراهين الأحمدية)
فما قيمة طعن المعترض بعد أن شهد أعداء المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام على عظمة أخلاقه وأن لا مثيل له بين المسلمين !
أما النبوءات التي يراها تحققت عكسياً فننقل منها على سبيل المثال:
– تنبأ حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام حسب وحي تلقاه من عند الله تعالى عندما كان وحيداً في مدينة نائية لا يعرفه أحد تنبأ بانتشار دعوته في أطراف الأرض فتحقق ذلك ولا زال يتحقق إلى اليوم حيث وصلت دعوته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام حرفياً إلى أطراف الأرض وباتت جماعته تنتشر يميناً وشمالاً وطولاً وعرضاً حتى بلغت 209 بلداً حول العالم ولم تترك حتى الجزر النائية في البحار والمحيطات.
– تنبأ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام حسب وحي تلقاه من عند الله تعالى بهلاك أعداء الإسلام كالقسيسين دوئي وَعَبَد الله آثم وغيرهم وقد هلك جميعهم كما تنبأ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام.
– تنبأ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام حسب وحي تلقاه من عند الله تعالى بحلول مرض الطاعون الفتاك في بلاد الهند وأنه سيسلم منه وجماعته وسيموت الكثير من الأعداء رغم أن حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وجماعته لن يستخدموا مصل الطاعون وحدث ذلك بالحرف ! فهل هذه أيضاً من محاسن الصدف
– تنبأ حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام حسب وحي تلقاه من عند الله تعالى بعدد كبير من الزلازل المادية والمعنوية وقد تحققت بالحرف كما تناولناها في منشورات سابقة. (انظر: أخبر فصدق والزلازل في زمن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام)
– تنبأ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام حسب وحي تلقاه من عند الله تعالى بولادة الابن الموعود الذي سيكون اسمه بشير وأنه سيعيش طويلاً بل تنبأ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بالتفسير الكبير -الذي قُدِّرَ أن يكون صاحبه هو الابن الموعود- وقد تحقق هذا بالحرف حيث ولد بالفعل حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وألّف التفسير الكبير ودامت خلافته لأكثر من 50 عام. (انظر: جريدة “بدر”، مجلد 2، عدد 36، يوم 1906/9/6، ص 3، وجريدة “الحكم”، مجلد 10، عدد 31، يوم 1906/9/10، ص 1)
– تنبأ بسقوط قيصر روسيا وتحقق بالحرف. للاطلاع على منشورنا عن القيصر من هنا: زار والزلزلة (انظر: البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية، مجلد 21، ص 151-152. وكذلك ملحق البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية، مجلد 21، ص 258-259)
– تنبأ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام حسب وحي تلقاه من عند الله تعالى بالخلافة الثانية التي ستتلوه مباشرة بعد وفاته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام والتي أسماها القدرة الثانية وحدث هذا بالحرف أيضاً إذ انتخب حضرة نور الدين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خليفة أول لحضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بنفس اليوم الذي توفي فيه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام سنة 1908، ونحن اليوم في عهد خليفته الخامس حضرة مرزا مسرور أحمد أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز.
– تنبأ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام حسب وحي تلقاه من عند الله تعالى بأن كل الذين يكفرون حضرته ويحاربوه وجماعته المباركة من المشايخ المسلمين وغيرهم فسوف يكونون أسفل سافلين وأكثر الناس تشويهاً للدين وسوف يلفظهم العالم لسوء افعالهم وهذا الذي نراه اليوم ولا ينكره أحد حيث نجد المشايخ التكفيريين قد تورطوا في كل الحروب الداخلية في بلاد المسلمين وحل الخراب على البلاد والعباد بسبب فتاواهم الكارثية وجهادهم المشوه وخطبهم التنفيرية التكفيرية وصراخهم المزعج على المنابر لقصف المسلمين إخوانهم والثورة على الحكام حتى غدت بلاد العرب فوضى وخراب للأسف، ولن يجدوا الخير إلا في أقوال المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وجماعته وقد بدأوا بالفعل مؤخراً يتبنون بعضها كنبذ قتل المرتد والتخلي عن الجهاد العدواني على المسلمين المخالفين لهم وغيرها من أفكار هدّامة مدمّرة.
– تنبأ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام حسب وحي تلقاه من عند الله تعالى بأن أبناء جماعته سينالون العلم والمعرفة ويتفوقون بذلك وبالفعل فهم أكثر الناس اليوم ثقافة وعلماً بلا فخر ومن أبرزهم البروفيسور عبد السَلام المسلم الوحيد إلى اليوم في باكستان الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء أي العلم الذي انطلق بالعالم إلى فضاء التطور. وهذه شهادة العلماء على أن الجماعة الإسلامية الأحمدية هم الأكثر ثقافة وعلماً بين المسلمين كافة (انظر: الأحمديون هم الأعلى في التحصيل العلمي وطاعة القانون بين المسلمين كافة)
وغيرها من نبوءات عظيمة كلها تحققت ولا تزال تتحقق ولكن المعترض لا يرى كل آية وينطبق عليه قول الحق تبارك وتعالى:
{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} – سورة الاعراف 147
وسبحٰن الذي قال لمبعوثه: “إنّي مُهينٌ مَن أرادَ إهانتك”.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ