● المعترض:
الخطأ 16 الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: الأحمدية لم تطأطئ رأسها إلا الله
أقول: تملّقكم للحكومة البريطانية لا يجهله أحد. حتى إن المرزا أخفى وحيا تلقاه ذعرا من الحكومة البريطانية، بل نفى أن يكون قد تلقاه (بالتورية).
الرد:
قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ! فكتب ومقالات حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام منشورة اليوم على شبكة الإنترنت والمكتبات ولا يوجد شيء مخفي على الإطلاق بل هو مجرد سوء ظن المعترض، والظن لا يغني من الحق شيئا. إذا كان نبذ الجهاد المشوه والثورة على الحكام تملقاً في نظر المعترض فهو محق لأنه تعريف المعترض وفهمه المغلوط والمقلوب للمواطنة الصالحة والجهاد الحقيقي من أجل السَلام. أما الفهم الصحيح فهو أن الفوضى والثورات على الحكّام ليست من الجهاد في شيء، وهذا موضوع يطول ويمكن شرحه ولكن ليس بهذه العجالة. كما إن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حسب الأحاديث سيقول للمؤمنين أن لا يقاتلوا يأجوج ومأجوج فلا يدان لأحد بقتالهم وسوف يحرضهم إلى الطور أي إلى الدعاء والقرآن العظيم.
فهذا ما تقوله الأحاديث والواقع وهو ما تبناه علماء المسلمين من مواقف مماثلة لموقف المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام من الحكومة البريطانية في ذلك الوقت، لأنه ببساطة هو الموقف الصحيح.
اما المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فقد كانت شجاعته في قول الحق لا مثيل لها في مشايخ المسلمين كافة إلى اليوم حيث لم يجرؤ غير حضرته في ذروة السيطرة والقوة التي كانت تتمتع بها الإمبراطورية بريطانيا العظمى على دعوة الإمبراطورة البريطانية الملكة فيكتوريا إلى الإسلام بعبارات ملؤها الشجاعة في الحق حيث وجَّهَ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام لها خطاباً فيه العبارات التالية:
“يا قيصـرة، توبي توبي، واسمعي اسمعي !”
“فارغبي الآن في مُلك الآخرة، وتوبي واقنتي لرب وحيد
لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك وكبّريه تكبيرا.
أتتخذون من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يُخلقون؟
وإن كنتِ في شك من الإسلام فها أنا قائم لإراءة آيات صدقه.
يا مليكة الأرض.. أسلِمي تسلَمين.”
(مرآة كمالات الإسلام، الخزائن الروحانية، ج ٥ ص ٥٣٠- ٥٣٤. التبليغ، ص ٨٦-٨٧)
فمَن غير حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام كانت له هذه الشجاعة على مر تاريخ الإسلام الحديث ؟
أما المعترض فيبدو أن الإلحاد المبطن في كل اعتراضاته هو الذي يدفعه بهذا الشكل للعجلة مع سوء الظن آلتي تؤدي به في كل مرة إلى الحسرة والندم.
● المعترض:
الخطأ 17 الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: التغني بظفر الله خان
أقول: هذا وزير خارجية باكستان، فلا يجوز التغنّي بعمله خلال ذلك باعتباره أحمديا، لأنه فعل ذلك بصفته موظفا في الدولة الباكستانية. أما أعماله الأخرى التي لا علاقة لها باعتباره مواطنا باكستانيا فلا بأس.
الرد:
لقد كان حضرة محمد ظفر الله خان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صحابي المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كان بالفعل موظفاً في الدولة الباكستانية وقد أدّى وظيفته على أكمل وجه، وكان حضرته هو وجه الدولة بوصفه وزير خارجية باكستان فكان موقفه البطولي من قضية فلسطين مجرد طاعة لحضرة المُصْلِح المَوْعود مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الذي حَذَّرَ العالم الإسلامي بقوة من مخططات الصهاينة. والدليل على أن هذا الموقف يُذْكَر لحضرة ظفر الله خان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بوجه خاص هو إجلال العالم الإسلامي لحضرته لا للحكومة الباكستانية حيث شكره وكرَّمَه الزعماءُ والسياسيون العرب ومنهم على سبيل المثال جلالة الملك الحُسين عاهل الأردن الذي قدّمَ عام ١٩٥٣ دعوةً لإبن الجماعة الإسلامية الأحمدية البار حضرة محمد ظفر الله خان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لزيارة المملكة الأردنية الهاشمية بسبب مواقفه البطولية والشجاعة تجاه قضية فلسطين في الأمم المتحدة والمحافل الدولية. واستقبل الملك حضرة ظفر الله خان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في قصره ومنحه أسمى وسام في تاريخ المملكة وقال له:
“نشكرك جزيل الشكر على ما قمت به دفاًعا عن الحق العربي منذ بداية القضية الفلسطينية. عندما ارتَكَبَتْ اسرائيل مذبحة مروعة في قرية قبية داخل المناطق العربية قُمتَ في الجمعية العامة وكشَفت عن مكائد الإسرائيليين ومؤامرتهم.” (تحديث نعمت، من ٦١٠ إلى ٦١٢)
فالمسألة يا معترضنا ليست تغنياً بظفر الله خان بل ذكراً للحق الذي تحاولون طمسه !
● المعترض:
الخطأ 18 الذي وقع فيه مقدمو الحوار المباشر: عودة المسيح فكرة تسيء لله والرسول والأمة
أقول: الله {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} (الأنبياء 23).
ثم هل ظلّ المسلمون جميعا جهلة لا يعرفون أنها تسيء لله والأمة؟
ثم هل هي قضية تنافس بين الرسول صلى الله عليه وسلم وعدوه موسى عليه السلام؟! هذه المفاهيم لم يسمع بها أحد قبل الميرزا الذي أفكاره مبنية على التنافس والكراهية. مع أن الأنبياء إخوة. يمكنكم أن تقولوا عيسى مات فهذا اجتهاد.
الرد:
كيف لا تسيء عقيدة حياة المسيح الإسرائيلي في السماء ثم عودته للمسلمين وهي تعلن أن الله تعالى لم يجد حلاً والعياذ بالله إلا بإبقاء شخص من بني إسرائيل حياً لآلاف السنين في مكان ما بالسماء غنياً عن الزوجة والولد والطعام والشراب وهو تعالى الذي يقول أن من يعمره فإنه ينكّسه في الخلق وأن النبيين لم يكونوا جسداً لا يأكلون الطعام ولا تشملهم سنة الحياة ناهيك عن تفرد المسيح بذلك ونزوله لإصلاح أُمَّة نبي الإسلام مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وتقويم اعوجاجها بسيفه لأنها أُمَّة عقيمة لا تنتج إلا الدجالين والعياذ بالله فينزل رسولاً للمسلمين والنَّاس كافة بينما الله تعالى يقول بأنه رسول لبني إسرائيل فقط وبذلك سيخطّيء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الذي قال فُضِّلتُ على النبيين إذ أرسلني الله تعالى للخلق كافة أو كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ! إذا لم تكن هذه إساءة لله تعالى ولرسوله ﷺ وللمسلمين فما هي الإساءة إذن ؟
فهي ليست منافسة بين النبي ﷺ وموسى عَلَيهِ السَلام كما يراها المعترض بأُفُقِه الضيِّق وإنما هي إزالة الفهم الخاطيء الذي يحمل إساءة بالغة لله تعالى ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
أما عن علماء المسلمين فليسوا جهلة كما وصفهم المعترض بل هم علماء مكرمون ولكنهم مجتهدون إذا أخطأوا فلهم أجرٌ على خطأهم ولم يدّعي أحد منهم الوحي أو العصمة ومنهم أيضاً من كان يعتقد بأن المسيح الموعود هو المهدي نفسه كالإمام الشاطبي رحمه الله وغيره بل ذكر ابن القيم رحمه الله أن عقيدة لا مهدي إلا عيسى كانت رائجة عند أهل العلم.
أما قول المعترض أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام جاء بالكراهية فهو كلام معكوس تماماً إذ يفيض كلام المعترض بالكراهية المحضة لكل من يقرأ اعتراضاته التي نقوم بإزالة الكثير من عبارات السب والسخرية والطعن منها كي تبدو مقبولة للقاريء الكريم. أما عن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فيقول حضرته أن هدف الإسلام:
“الأول: أن يجعل الْإِنسَانُ اللهَ تعالى وحدَه معبوداً ومقصوداً ومحبوباً له، ولا يبقى له شريك في عبادته وحبه ومخافته والرجاء منه ﷻ، وأن يقبل قلباً وروحاً تقديسه وتسبيحه وعبادته وكافة آداب عبوديته وأحكامه وأوامره وحدوده وأمور القضاء والقدر السماوية وأن يحمل المرءُ نير طاعة كافة أوامره ﷻ وحدوده وقوانينه وأقداره بكل تواضع وانقياد وبإخلاص تام وأن يعرف بكل دقة جميع الحقائق المقدسة والمعارف اللطيفة التي هي وسيلةٌ لمعرفة قدراته الواسعة، وواسطةٌ لمعرفة ملكوته وعلوّ مرتبة سلطانه، وهادية قوية لمعرفة آلائه ونعمائه ﷻ. القسم الثاني لنذر الحياة في سبيل الله هو أن يكرّس المرءُ حياته لخدمة عباده وصالحهم ومواساتهم وحسن معاملتهم ونُصحهم الصادق، وأن يتحمل المرء المعاناة والآلام لإراحة الآخرين، ويرضى بالألم لتوفير الراحة للآخرين. فاتضح من هذا البيان أن حقيقة الإسلام هي الأعلى والأكثر سموّاً، وليس لأحد أن يُلقب باللقب الشريف: “المسلم” بمعناه الحقيقي ما لم يسلم لله تعالى وجودَه كله مع كافة قواه وأمانيه وإراداته، وما لم يتخلّ عن أنانيته وجميع رغباته ويسخّر نفسه كلياً في سبيله. إذًا، سوف يُعَدُّ الإنسان مسلماً حقيقياً عندما يُحدِث في حياته الغافلة انقلاباً شديداً تفنى به نفسه الأمّارة مع جميع جذباتها دفعة واحدة، فينال بعد هذا الفناء حياة جديدة لكونه مُحسناً لله تعالى، وتكون حياته طاهرة بحيث لا يبقى فيها إلا طاعة الخالق ومواساة المخلوق. والمراد من طاعة الخالق أن يكون المرء جاهزا لقبول كل أنواع الهوان والذلة لإظهار عزة الله تعالى وجلاله ووحدانيته، ويكون مستعداً لقبول آلاف الميتات من أجل إحياء وحدانيته، وتقبل يدُه أن تُقطَع نظيراً بكل سرور في سبيل طاعته ﷻ، وينفَّره حب عظَمةِ أحكامه والعطش للبحث عن رضاه ﷻ مِن الذنوب وكأنها نار حارقة أو سمٌّ فتّاك أو صاعقة قاتلة يجب الفرار منها بجميع ما لديه من قوة. فباختصار، يجب أن يترك المرء رغباته كلها من أجل مرضاة الله ﷻ وأن يرضى تَحَمُّل الجراح المهلكة من أجل الارتباط به ﷻ، وأن يتخلى عن كافة النـزعات النفسانية لإثبات الصلة به جلّ شأنه. والمراد من خدمة خلق الله أن يخدمهم لوجه الله بمواساته الحقيقية والعفيفة قدر استطاعته في جميع حاجاتهم، وفي مختلف الأمور والوسائل التي جعل القَسّامُ الأزلي النَّاسَ فيها محتاجين بعضهم لبعض، وأن يعين بقوَّته التي وهبها الله إياها كلَّ محتاج، ويسعى جاهداً لإصلاح دنياه وأُخراه.” (مرآة كمالات الإسلام ص ٥٧-٥٨)
ويقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بأن مهمته هي الحب للجميع ولا كراهية لأحد:
“إنني أؤكد لجميع المسلمين والمسيحيين والهندوس والآريا أني لا أناصب أحدا العداء في هذا العالم، إنني أحب بني البشر حبّ الأم الرءوم لأولادها، بل أكثر من ذلك. وأعادي العقائد الباطلة التي تقتل الحق. إن مواساة البشر واجبي، كما أن من مبادئي النفورَ من الكذب والزور والشرك والظلم ومن كل عمل سيئ ومن الجور وسوء الخلق. .. فها أنا أعلن أني أَكْثَرُ الناس حباً لبني البشر، غير أنني أعادي أعمالهم السيئة وكلَّ أنواع الظلم والفسق والتمرُّد ولست أعادي أحداً عداوةً شخصية. لهذا فإن الكنـز الذي أوتيتُه هو مفتاح جميع كنوز الجنة وآلائها، أعرضُه على نوع الإنسان ِبِجَيَشان الحب.” (الأربعين، الخزائن الروحانية، المجلد ١، ص ٣٤٤)
فعقلية المعترض كما يبدو ترى الأشياء بالمقلوب، وتلك هي صفة الدجال كما وصفه الله ﷻ في العشر الآواخر من سورة الكهف: ﴿الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا﴾ !
● المعترض:
الخطأ 19 والخطأ 20 لمقدمي الحوار المباشر: أطلع الله الميرزا على مئات الآلاف من النبوءات!!! ولا بد أن يكون الميرزا نبيا حتى يكون حكما عدلا.
أقول: خذوا بأقواله في الخضر والنسخ وتفاسير قصص الأنبياء. بل خذوا أقواله في النبوة التي نسخها الميرزا محمود.
الرد:
أثبت لنا بالدليل عدم تحقق نبوءة واحدة فقط من نبوءات حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وليكن مثلاً سقوط القيصر الروسي ! أما الخضر فقد تناول المسيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام قصة الخضر الرجل الصالح الذي رَآه موسى عَلَيهِ السَلام في رحلته الروحية ولم يكن نبياً بينما تناول المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تفسير هذه الرؤيا وأن الخضر في المنام هو رمزٌ للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وأثبت ذلك بطريقة جميلة ورائعة، فلا تناقض إلا بعين المعترض التي غطّاها الكره والحقد على جماعة المؤمنين. أما عن بعثة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كنبي فهذا ثابت من القرآن الكريم والحديث الشريف. فالاعتراض هنا هو اعتراض على ثوابت الدين.
وبهذا نختم الرد على أخطاء المعترض حول حلقات الحوار المباشر
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ