وصلتني رسالة من أحد الإخوة الأحمديين المخلصين في تركيا، يوجه فيها طلبا إليّ، وبعد شكره الجزيل على هذه الرسالة رددت عليه بما أراه مهما أن يطّلع عليه الآخرون، فرأيت أن أنشر هذه الرسالة والردّ عليها مع شيء من الإضافة حتى يستفيد منه كل من يهمه هذا الأمر.
الرسالة:
نرجو من الأستاذ أيمن جزاه الله كل خير، أن يرد على المعترض نقطة نقطة كما هو يريد اثارته من اشياء حول عدم صدق المسيح الموعود عليه السلام، مثلا في اتهامه للمسيح الموعود باختراع شخصية محمد بن أحمد المكي، ويستدل بكتابات المسيح الموعود حول هذه الشخصية، وبأن الرسالة هي من تاليفه وليست من تأليف المكي بسبب ورود الكثير من العبارات الاوردية في الرسالة ورحلته للهند وغيرها.
الجواب:
إن كان قالها فقد صدق..
أخي الحبيب، لقد قلتُ في نهاية الحلقة 13 من تحقق النبوءات ما يلي:” كل اعتراض يدلي به المعترضون يمكننا نقضه بسهولة، إما بمجرد التفكير فيه قليلا بشيء من المنطق أو بقليل من البحث من الرجوع إلى السياق والمصادر الرئيسية“.
أقول لك أخي العزيز، رغم ما قلته في الحلقة: نحن لسنا بحاجة أن نجري وراء المعترض المرتد في كل هذه المواضيع، لأنها مبنية على سوء الظن، وسوء الظن لا حدود له، وبناء على سوء الظن ممكن أن تؤلَّف مجلدات من الاعتراضات؛ ويكون الانجرار وراءها للرد عليها مضيعة للوقت، ليس إلا.
لذا لا بد لنا أن نركز على الأمور الهامة، مثل النبوّة والنبوءات، وهذه هي الأصل في كل هذا الموضوع، ثم التطرق بعدها إلى بعض الاتهامات المهمة مثل السرقات المزعومة من الحريري وسير سيد أحمد خان، والأخطاء اللغوية، وهذه المواضيع لا تتعدى 6-7 مواضيع على الأكثر. أما غيرها من الاتهامات فما هي إلا هراء وسوء ظن.
المهم في كل هذه الأمور هو إثبات نبوّة وتحقق نبوءات المسيح الموعود عليه السلام، إذا ثبتت هذه النبوءات كما أثبتناه ونثبته في الحلقات الحالية التي نعرضها، فتنتهي المسألة عند هذا الحد؛ لأنه بذلك يَثبت صدق المسيح الموعود وصدق نبوّته ونبوءاته، فبعدها لا بدّ لنا أن نقرّ ونحن مرتاحو البال، بأن حضرته عليه السلام صادق في كل ما يقول في أي موضوع كان، حتى دون أن نكلف انفسنا عناء البحث والتحقيق فيما يقوله حضرته عليه السلام، ولا يسعنا إلا أن نقول في مثل هذه المواضيع كلها ” إن كان قالها فقد صدق“.
ومسالة محمد بن أحمد المكي هي من هذا القبيل، كما هو الحال بالنسبة ل99% من المواضيع والاتهامات الأخرى، فما هي إلّا سوء ظن مستطير، أنا شخصيا لا أرى داع للبحث فيها، ولكن نزولا عند رغبتك قد أجد لها وقتا مستقبلا للرد عليها وتسجيل حلقات فيها .
أنا شخصيا، أحب أن أركز على المهم، فمنذ بدء هذه الفتنة قلت في نفسي أن موضوع النبوّة والنبوءات هي الأصل، إذا أثبتناها ورددنا كل الاعتراضات حولها، فتبطل كل هذه الفتنة من جذورها، حتى لو قضى المعترض حياته كلها في كيل الاتهامات والاعتراضات.
لذا فقد قمت شخصيا بتحرّي مسألة النبوة وتعقبت كل اعتراض واعتراض، ولم أدع اعتراضا ولا جملة ولا كلمة في موضوع النبوّة إلا ورددت عليها في مقالات و18 حلقة مسجلة، لن تجد اعتراضا في هذا الموضوع لم نردّ عليه.
وهكذا الأمر بالنسبة للنبوءات، فنحن الآن في صدد هذا الموضوع؛ لقد تعقبت كل اعتراض فيها – ولا أزال- من أجل البحث فيه، وبحثت فيها، وها نحن بصدد تسجيل الردود عليها. والحمد الله ما بعده حمد، أنني بعد هذا البحث المستفيض في النبوءات وتحققها تبيّن لي مدى الانحطاط الخلقي والسفالة والدناءة التي وصل إليها المعترض في تزييفه الحقائق وتشويهه الأمور والنصوص والنبوءات؛ وتبين لي جليّا كيف أن هذه النبوءات تحققت بشكل واضح، لا يمكن أن يعترض عليها إلا الذي غلب على قلبه الحقد والبغض والكراهية وغطت قلبه غشاوة من الكفر والإلحاد، وانتُزعت التقوى من قلبه إيّما انتزاع.
أرجو أن تتابع حلقات النبوءات بصبر كبير، لأنها تفصيلية، وتعود إلى حلقات النبوّة لمتابعتها بصبر أكبر، لأنها أكثر من تفصيلية؛ لتتأكد من صدق المسيح الموعود فيها؛ وحينها لن تكون بحاجة أن تردّ على أي اعتراض آخر. وفقك الله وسلامي للجميع من الإخوة في تركيا….