تحقق نبوءات المسيح الموعود عليه السلام ح 20:
نبوءة المسيح الموعود عليه السلام أم نبوءة ملا محمد بخش، أيهما تحققت؟ لكم الحكم..
- – هل تحققت نبوءة “لقد حل الربيع مرة أخرى وتحقق كلام الله مرة أخرى.” وكيف؟
- – هل هي نبوءة متعلقة بزلزلة الساعة أم بزلزال آخر يسبقها؟
- – هل تحققت نبوءة المسيح الموعود بحدوث زلزال شباط 1906 ، أم تحققت نبوءة الملا محمد بخش الذي نفى وقوع الزلزال؟
لقد قلنا في الحلقة الماضية بالنسبة لنبوءة : “لقد حل الربيع مرة أخرى وتحقق كلام الله مرة أخرى.” الواردة في اعلان 11-5-1905 كما يلي: تلقّيت من الله خبرا مرة أخرى أن الزلزال على وشك الحدوث وسيكون نموذج القيامة. وفي الحاشية كتب حضرته : ثم تلقيت بعد ذلك إلهاما آخر عن الزلزال ما معناه: “لقد حل الربيع مرة أخرى وتحقق كلام الله مرة أخرى.” أتصور على سبيل الاجتهاد عند التأمل فيه أن الكلمات الظاهرية لوحي الله تعالى تقتضي أن النبوءة ستتحقق في أيام الربيع. فلعل لأيام الربيع علاقة خاصة بهذه الأمور، ومن الممكن أيضا أن يكون للوحي معنى آخر أن يكون المراد من الربيع شيء آخر، منه ..
قلنا ان هذه الجزئية او النبوءة كانت متعلقة بزلزال منفرد غير ” زلزلة الساعة”، وهو ما تحقق فيما بعد بوقوع زلزال 28-2-1906 والذي لم يكن شديدا بصورة القيامة كما تصفه كلمات النبوءات الأخرى الملازمة لهذه النوءة .
وفي هذا السياق يقول المعترضون :
اعتراض: إن زلزال 28/ 2/1906 ليس إلا زلزالا بسيطا لم يقتل بضعة أشخاص، ولا تنطبق عليه كلمات التي تصف الزلزلة بأنها نمزذجا ليوم القيامة ، وشديدة الوطأة تهز العالم هزًّا،ويجعل عالي الأرض- أي بعض بقاعها- سافلها، . وحين يصفها بالزلزلة الشديدة فهذا يعني أنّها أشدّ من سابقتها، لكنها صفر على الشمال مقارنة بزلزلة 4 ابريل 1905، بل لا تُعدّ مقارنة بها.
نقول ردا : صحيح أن هذا الزلزال نسبيا لم يكن بمثابة زلزلة القيامة ولكنه كان كذلك على من وقع عليهم على الأقل. كما أنه ليس من البعيد أن يكون هذا الوحي: حل الربيع..” لا يشير بشكل خاص لزلزلة الساعة، وأنما لحدث مماثل يسبقها ويكون إرهاصا لها والمتمثل بزلزال شباط. خاصة وأن ربط المسيح الموعود لهذا الإلهام بزلزلة الساعة في عدة مواضع هو وفق فهمه الشخصي لكلام الله حين يقول : أن الله قال له بأن هذه الزلزلة الشديدة ستحدث في الربيع. خاصة وأن الألهام الوارد لا يحوي كلمات “زلزلة الساعة ” بل : عاد الربيع ….” فقد يكون إلهاما منفصلا يشير إلى زلزال آخر يكون إرهاصا لزلزلة الساعة، وما يؤكد ذلك قول حضرته أنه إلهام آخر حين قال: تلقيت بعد ذلك إلهاما آخر عن الزلزال.
وهذا ما أكده حضرته عليه السلام : فقد نشرتُ مرارا في كتيباتي ونشراتي النبوءة بحدوث زلازل عدة وأن إحداها ستكون مثلا للقيامة؛ أي سوف تسبب الخسائر الفادحة في الأرواح .. لكن زلزالا سيأتي في الربيع مثلما حدث زلزال 4/ 4/1905م في أيام الربيع وتلقيت إلهاما بخصوصه: طلع الربيع مرة أخرى وتحقق قول الله مرة أخرى، فحدث زلزال في 28/ 2/1906م في الربيع نفسه قُتِلَ فيه ثمانية أشخاص وأصيب تسعة عشر بجروح كما تهدمت مئات البيوت. وعن هذا الزلزال أوردتْ جريدة “بيسة” في 16/ 3/1906م- على الصفحة 5/ العمود 3 – خبرا يفيد أنه في هزة وقعت في 28/ 2/1906م ليلا قُتل جميع سكان قرية جوده بور- التابعة لمديرية جكادهري في محافظة انبالة- إذ كانوا نائمين، ونجا ثلاثة أشخاص فقط. كما فاضت بالماء البئر الناضبة في قرية نيرة في محافظة سهارنبور. منه( حاشية التجليات الإلهية )
إن ما نخلص إليه من كل هذا، أن هذه النبوءة “لقد حل الربيع مرة أخرى وتحقق كلام الله مرة أخرى” لهي نبوءة قائمة بحد ذاتها، تنبئ في أحد أبعادها بوقوع زلزال آخر غير ” زلزلة الساعة” التي هي زلزلة القيامة، وقد تحققت في بعدها الأول هذا بزلزال 28 شباط 1906. إلا إنه رغم ذلك فإن هذا لا يمنع أن تكون هذه النبوءة في بعد آخر من أبعادها الزمنية، ذات علاقة وطيدة أيضا بزلزلة الساعة، بحيث من الممكن أن تتجلى بصورة واضحة مستقبلا في بريق أو آخر من نبوءة زلزلة الساعة.
ونظرا لكل هذا، نرى أن المسيح الموعود عليه السلام قد تحدّث عن تحقق هذه النبوءة بزلزال شباط 1906، إلا إنه قد ربطها أيضا في مواضع معينة بزلزلة الساعة وفق فهمه لكلام الله تعالى. حيث إن تحقق النبوءات مرات عدة وبصور مختلفة في أبعادها المختلفة، يجعلها ذات معان وتأويلات مختلفة أيضا.
نبوءة ملا محمد بخش:
وبناء على كل هذا يبطل اعتراض آخر للمعترضين بالنسبة لهذه النبوءة المتحققة بزلزال شباط 1906، حيث يورد المعترضون في هذا السياق نبوءة مضادة لأحد مشايخ الهند وهو ملا محمد بخش الذي قال فيها : أطمئنُ بكل قوة وشدة هؤلاء البسطاء الذين هم هيابون نتيجة كلام القادياني المعسول وتلوينات الجرائد، وأبشرهم أنه لن يقع في مدينة لاهور أو غيرها أي زلزال قادياني بفضل الله تعالى، وأؤكد لهم أنه لن يقع أبدا، لن يقع أبدا، ولن يقع أبدا فعليكم أن تطمئنوا وتهدأوا بالا. لقد بُشِّرت بهذه البشارة بنور الله الحقيقي وبالكشف وستتحقق بإذن الله. أقول مرة ثانية وثالثة مستفيضا من النور الذي أُريته في الكشف وأقول على دقات الطبول بعد الحصول على الإذن بأن القادياني سيُخزى ويهان كالعادة في نبوءة هذا الزلزال أيضا. وسينقذ الله خلقه العاصي ببركة سيدنا خاتم المرسلين شفيع المذنبين من هذه الآفة غير المترقبة بمدّ ذيل عطوفته لهم ولن يمسّ أيّ شخص أدنى ضرر.”
ويقول المعترضون: نرى أن نبوءة المسيح الموعود لم تتحقق بينما تحققت نبوءة هذا الشيخ.
نقول هنا ردا:
أثبتنا كيف تحققت نبوءة المسيح الموعود بإحدى جزئياتها بوقوع هذا الزلزال في 28 شباط ، ويبدو جليا وواضحا أن نبوءة هذا الشيخ هي التي لم تتحقق لأنه نفى كليا أن يحدث أي زلزال لا في لاهور ولا أي مدينة أخرى ونفى أن يصاب أي شخص بأذى ، والحاصل أن الزازال وقع بل وقعت عدة زلازل بعده منها في شهر 5 وشهر 7 من نفس السنة ومات فيها من مات واصيب من اصيب وتهدمت الكثير من البيوت فخاب هذا الشيخ وتحققت نبوءة المسيح الموعود.
فنرى من ناحية أن المسيح الموعود عليه السلام يتنبأ بوقوع زلزال بغض النظر عن التفاصيل الدقيقة له، لأن التفاصيل لا بدّ من تفويضها وتفويض فهمها وتفسيرها الحقيقي لله تعالى، إذ قد لا يفهم النبي القصد الحقيقي منها؛ ومن الناحية الثانية نجد الملا محمد بخش ينفي وقوع أي زلزال في أي مدينة كانت وينفي أن يتضرر أي شخص منه؛ ثم يعد ذلك يحدث هذا الزلزال، ويموت منه ثمانية أشخاص وبجرح حوالي ٣٠ شخصا، فمن صدق إذن!؟ وأي نبوءة تحققت بالفعل!؟ نترك لكم الحكم!
إن هذا الاعتراض الذي أتى به المعارضون في هذه المقارنة بين النبوءتين، لهو عيّنة واضحة تمام الوضوح على الدجل والتزييف والكذب الصراح، الذي يقوم به المعارضون في ليّ أعناق الحقائق الواضحة والنبوءات المتحققة، فقط من أجل الإيهام بأنها لم تتحقق؛ فهكذا كان دأبهم في جميع النبوءات التي يتحدثون عنها، ابتداء من نبوءتي ” هزة الزلزال” و”عفت الديار..” اللتين تحققتا فعلا بزلزال نيسان 1905، مرورا بنبوءة “زلزلة الساعة” التي تحققت ولا تزال تتحقق بالحروب العالمية بما لم تره عين من قبل من الدمار والهلاك ووسائله، وكذلك الأمر بنبوءة ” قيصر روسيا” وغيرها من النبوءات التبي فصّلنا وسنفصّل الحديث فيها مستقبلا.
أقول، إن دأب المعارضين هذا في تشويه الحقائق، لهو مفتاح التزييف الذي ينتهجونه ومفتاح الارتداد والكفر بمسيح الزمان، والذي وقع فريسته بعض من ضعفاء الإيمان المغرّر بهم والذين لم يطّلعوا على حقيقة التزييف هذه حقّ الاطلاع.