المعترض:
يا ناس لا يوجد شيء اسمه معجزة تعلم اللغة العربية في ليلة لمؤسس الجماعة الأحمدية بتاتاً على الإطلاق. هذه حكاية بدأت عام 1921 عندما سمع الخليفة الثاني رواية عن شخص ما حول معجزة العربية -بين قوسين طبعاً- فأخذ منذ ذلك الحين يكتب عن هذه المعجزة العظيمة ! يا ناس هل معجزة عظيمة كهذه لا تصل إلا بعد وفاة المؤسس بـ 13 سنة ؟ هل هذا كلام ؟ أتحداكم جميعاً يا أحمديين أن تثبتوا وجود هذه المعجزة قبل هذا التاريخ ! لن تجدوا لأنها ببساطة لا توجد إلا في رواية يتيمة لرجل واحد لم يذكرها غيره ولا كتب عنها أي شيء قبله بـ 13 سنة ! أليس هذا قمة في التزييف يا عقلاء ؟
الجواب:
ألَّفَ الكاتب الأمريكي الدكتور غريزولد عام 1902 كتاباً بعنوان “مرزا غلام أحمد مهدي ومسيح قاديان“. (1) كان الدكتور غريزولد يشغل منصب الأمين العام للمجلس الأمريكي للتبشير المسيحي في الهند، وكان الدكتور غريزولد قد التقى المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام شخصياً وأجرى معه حوارات حول دعوة الجماعة الإسلامية الأحمدية. ذَكَرَ الدكتور غريزولد في هذا الكتاب الذي ألَّفهُ سنة 1902 بأن اللغة العربية كانت من معجزات حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام. في المقتبس التالي يذكر الدكتور غريزولد ما قاله القس عماد الدين في القرن التاسع عشر لأن القس عماد الدين توفي عام 1900 كما يلي:
“So much for the claims of the Prophet of Qadian. We now come to the credentials by which he supports his claims. These consist of “Signs” both natural and supernatural. Under the head of the Natural Signs which accompany the Mirza Sahib’s Mission are mentioned his eloquence in the Arabic tongue, profound understanding of the Quran, the growth in the number of his disciples, (the number given last year ranging from 10,000 to 50,000 Rev of Rel. Aug:1902, p.336). The magnetism of his personality, the good effect of his teaching on the lives of his disciples, etc., etc. Under the head of “supernatural signs” may be reckoned answers to prayer, miracles, and prophecies.“(2)
الترجمة:
“بعد أن انتهينا من سرد دعوى نبي قاديان، ننتقل الآن إلى الأسس التي يستند عليها في دعم مزاعمه. وتتألف مجموعة الأسس هذه من “آيات” طبيعية وأخرى خارقة للطبيعة. وعلى رأس الآيات الطبيعية التي رافقت بعثة الميرزا هي بلاغته في اللغة العربية، والفهم العميق للقرآن، ونمو عدد تلاميذه، (العدد الذي قُدِّمَ العام الماضي يتراوح بين 10،000 إلى 50،000 حسب مجلة “مراجعة الأديان” عدد أغسطس: 1902، ص 336). بالإضافة لشخصيته الجاذبة وتأثير تعاليمه الجيد على تلاميذه والخ. أما على رأس “الآيات الخارقة للطبيعة” فمنها استجابة الدعاء والمعجزات والنبوءات.” أهـ
إذن، كانت معجزة تعلم اللغة العربية معروفة للقاصي والداني وليس كما ظنَّ المعترض بأنها بدأت لأول مرة عام 1921 بل ذكرها حتى خصوم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام من قساوسة وغيرهم قبل حتى عام 1900. وبهذا يتأكد لنا جيداً أن ما قاله المعترض في تسجيله ليس إلا نتيجة عدم اطلاع ونقص في التدبر لا أكثر. الحقيقة أن سرد هذه المعجزة في مقال كهذا لا يمكن بل هو مستحيل لأنها معجزة عظيمة للغاية شهدها العالم كله وكتب عنها الأدباء وعجز عنها الخصوم وغفل عنها فقط المعترض الكريم، ويمكن لمن يريد التفصيل أن يقرأ المقتبسات العديدة التي نشرها الأساتذة الكرام محمد شريف حفظه الله وللمزيد من الأدلة اقرأوا رد الأستاذ الكريم تميم أبو دقة المحترم المدعم بالمقتبسات التي تثبت وجود هذه المعجزة قبل التاريخ الذي أراد المعترض إيهام الناس به بعشرين عام وأكثر.
وأخيراً وليس آخراً أختم المقال باقتباس من كلام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام:
“وإني أيِّدتُ من الله القدير، وأُعطيتُ عجائب من فضله الكثير. ومن آياته أنه علَّمني لسانا عربية، وأعطاني نكاتا أدبية، وفضَّلني على العالمين المعاصرين.” (عاقبة آتهم ص 149)
“وإن كمالي في اللسان العربي، مع قلة جهدي وقصور طلبي، آيةٌ واضحة من ربي، ليظهر على الناس علمي وأدبي، فهل ِمن معاِرض في جموع المخالفين؟ وإني مع ذلك عُلِّمتُ أربعين ألفاً من اللغات العربية، وأُعطيتُ بسطةً كاملة في العلوم الأدبية، مع اعتلالي في أكثر الأوقات وقلّة الفترات، وهذا فضل ربي أنه جعلني أبرع ِمن بني الفُرات، وجعلني أعذب بيٰنا من الماء الفُرات. وكما جعلني من الهادين المهديين، جعلني أفصح المتكلمين. فكم ِمن ملح أُعطيتها، وكم من عذراء عُلّمتها! فمن كان ِمن لُسْن العلماء، وحوى حسن البيان كالأدباء، فإني أستعرضه لو كان من المعارضين المنكرين. وقد ُفْقتُ في النظم والنثر، وأُعطيت فيها نورا كضوء الفجر، وما هذا ِفعل العبد، إنْ هذا إلا آية رب العالمين. فمن أبى بعد ذلك وانزوى، وما بارزني وما انبرى، فقد شهد على صدقي ولو كتم الشهادة وأخفى. يا حسرة على الذين يذكرونني بإنكار! ِلم لا يأتونني في ِمضمار؟ يشهقون في مكانهم كحمار، ولا يخرجون كممار، إنْ هم إلا كعودٍ ما له ثمر، أو كنخل ليس عليه تمر، ثم مع ذلك يخدعون الجاهلين. إْنْ هم إلا كدارٍ خربة، أو جدران منقبضة. يعلِّمون الناس ما لا يعملون، ويقولون ما لا يفعلون. خبت نارهم، وتوارى أُوارهم، وختم الله على قلوبهم. وأبادهم بعد شحوبهم، فتراهم كأموات غير أحياء ساقطين.” (عاقبة آتهم ص 143-144)
لقد ذكر المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام معجزة العربية وأنها آية عظيمة من الله تعالى لا من فعل إنسان كما قرأنا أعلاه وذلك في العام 1896 !
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
___________________
(1) رابط الكتاب : http://bit.ly/2cvlmU6 .
(2) MIRZA GHULAM AHMAD The Mahdi Messiah of Qadian, by H. D. Griswold. The American Tract Society Lodiana, 1902, p.15.