يهاجم بعض الناس إمام أبي حنيفة رحمه الله، وهو إمام جليل قدم خدمات عظيمة للإسلام. فلنقرأ ماذا يقول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام عن أبو حنيفة رحمه الله:
“الإمامُ الأعظمُ أبو حنيفة رحمة الله عليه … الذي كانَ بحر العلوم الدينية … الفاني في سبيل الله … كانَ البحر الأعظم والآخرون فروعه. إنَّ تسميته “أهل الرأي” خيانة كبرى. كان للإمامِ الهُمام أبي حنيفة رحمه الله باعٌ طويلٌ في استنباط المسائل مِن القرآن الكريم بالإضافة إلى كماله في عِلم آثارِ النبوّة. يَقُولُ مُجدِّدُ القرنِ الثاني عشر، رحمه الله، في الصفحة 307 من كتابه: “المكتوب”؛ إنَّ للإمامِ الأعظم مُماثلة روحانية مع المسيحِ الُمقبل في استنباط المسائل مِن القرآن الكريم.” (الحق، مناظرة لدهيانه، الخزائن الروحانية، مجلد4، ص88-98)
هذا وقد بيَّنَ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أيضاً أن مذهب أبي حنيفة في استنباط الأحكام مصيب جدير بالاتباع فقال حضرته:
“لقد أخطأ أهلُ الحديثِ بشدّة في جعْلهم الحديث قاضياً على القرآن. المبدأ السليم هو أنه إنْ لَمْ تجدوا شيئاً في القرآن الكريم بسبب عقلكم السطحي فابحثوا عنه في السُنّة. والغريب في الموضوع أنَّ الأمور التي خالفوا فيها القرآن الكريم مُختلَفٌ فيها أيضا. إنَّ إفراطهم وتفريطهم أرشدنا إلى الطريق الصحيح والحقيقي كما تسبَّبَ إفراطُ اليهودِ والنصارى وتفريطهم في نزول الإسلام. فالحقُّ أنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أظهرَ تواتر العمل بسُنّته، والحديث بمنزلة تاريخ ولا بد من احترامه. الحديثُ مِرآةُ السُنَّة. الظنُّ لا يكون قاضياً على اليقين لأَنِّ في الظنِّ إمكانيةُ الكذب. إنَّ مَذْهب الإمامِ الأعظم (أبو حنيفة) رحمةُ اللهِ عَلَيه جديرٌ بالتقديرِ إِذْ قدَّمَ القرآنَ الكريم.” (الملفوظات)
وبذلك يقدم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام تعظيمه وحبه لهذا التابعي الكريم ومذهبه رحمة الله عليه.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ