شبهات وردود سريعة حول السنة الشريفة

الإعتراض

شخص بقبعة أزهرية:

عرض الحديث على أحسن الحديث:

اورد الترمذى والرواية لابن ماجة
عن طلحة بن فراش قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لما قتل عبد الله بن عمر بن حرام يوم أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا جابر ألا أخبرك ما قال عز وجل لأبيك؟” فقلت: بلى، فقال صلى الله عليه وسلم: “ما كلم الله أحداً إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحاً، فقال: “يا عبدي تمن علي أعطك“، قال: يا رب، تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الله عز وجل: “إنه سبق مني أنهم لا يرجعون“، قال: يا رب فأبلغ من ورائي، فأنزل الله عز وجل: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً}

هذا الحديث لايتفق مع كتاب الله فى عدة نقاط
الاولى: كون الله يكلم جابرا بغير حجاب مخالف لقوله تعالى {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) الشورى}

فهذا مالم يحدث لنبى اثناء حياته ولا بعد وفاته فكيف حدث للصحابى؟

هذا من ناحية ومن ناحية اخرى كيف ان الله كلم موسى دون ان يراه موسى ويزعم الحديث ان ابن عمر كان افضل من موسى فى ذلك مع ان موسى طلب الرؤية وابن عمر لم يطلبها الا انه نالها

الثانية: يتهم الحديث ابن عمر بالجهل وذلك لطلبه الرجوع وهو يعلم الا رجوع

الثالثة:انه طلب من الله ان يبلغ من وراءه، وهل الله فى حاجة لمثل هذا الفيلم من اجل ان ينزل اية، وقد يشير الانسان براى لانسان مثله حتى لو كان نبيا، اما ان يشير الانسان على الله فهذا مالا يستقيم بحال

 الرد:

الكلام في الحديث في الآخرة وليس في الدنيا، وقد ثبت من الكتاب والسنة أن الله تعالى سيراه أهل الجنة ويكلّموه:

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ۝ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (سورة القيامة)

رؤية الله في الأحاديث

وقد شرح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه هذه الآية كما يلي:

إذا دخل أهلُ الجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وأهلُ النَّارِ النارَ، نادى منادٍ: يا أهل الجَنَّةِ إنَّ لكم عند الله موعداً ويريد أن ينجزكموه، فيقولون: وما هو؟ ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الْجَنَّةَ، ويزحزحنا عن النار، فيكشف الحجاب فينظرون إلى الله فما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة.” (صحيح مُسْلِم)

عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن الناس قالوا: يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك يحشر الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر، ومنهم من يتبع الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون، فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا عز وجل فإذا جاء ربنا عز وجل عرفناه، فيأتيهم في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيدعوهم فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوة الرسل يومئذ اللهم سلم سلم.” (متفق عَلَيهِ واللفظ لمسلم)

بينما قال تعالى عن الكفار:

{كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} {المطففين)

فبما أن الكفار بينهم وبين الله تعالى حجاب في الآخرة، فلا شك أن المؤمنين لن يكون بينهم وبين الله تعالى يومئذ حجاب.

أما تكليم الله تعالى لسيدنا موسى عَلَيهِ السَلام فقد تم في الدنيا، وقد ثبت في الكتاب المجيد أن الله تعالى قال لسيدنا موسى عَلَيهِ السَلام في الدنيا لن تراني، وإنما رؤية الله تعالى تكون في الآخرة.

فالذي لا يستقيم بحال هو العبث والإنكار لتفسير النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والركون بدلاً منه إلى التفاسير الشخصية والآراء المتضاربة.

والله المستعان

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد