من الاعتراضات العجيبة التي كان يثيرها بعض القساوسة في زمن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم بواجباته الزوجية على أكمل وجه تجاه زوجاته، وهذا لا يليق برجل مقدس! فرد حضرته على أحد القساوسة الذي أثار هذا الاعتراض بقوله:
“ثم تعترض على النبي المقدس صلى الله عليه وسلم من خلال سيدتنا عائشة رضي الله عنها أنَّ مسَّ جسده جسدَها ومصَّه لسانَها كان مخالفاً للشرع، إلى أي مدى نبكي لهذا التعصب النجس؟ أيها الغافل، كل هذه الأمور في النكاح الحلال مباحة، فما هذا الاعتراض؟ ألا تعلم أن الرجولة من الصفات الحميدة في الإنسان؟ وأن العُنَّة ليست بصفة حسنة كما الصمم والبكم لا يدخلان في الوصف الحسن؛ نعم هذا الاعتراض كبير بأن المسيح – عليه السلام – لم يقدم أسوة حسنة في معاملة صادقة كاملة حسنة مع الأزواج لأنه لم يحظ بأعلى صفات الرجولة، ولذا فقد خرجت نساء أوربا من حلقة الاعتدال إلى هنا وهناك مستفيدات من الحرية المخجلة، حتى وصلن إلى فسق وفجور غير قابلين للذِّكر.” (الرسائل الأحمدية، رسالة إلى القسيس فتح مسيح)
فبهذا الرد الرائع أثبت حضرته أن أسوة النبي صلى الله عليه وسلم في الرجولة كانت سببا في العفة في المجتمعات الإسلامية، بينما الأسوة التي قدمها الإنجيل عن المسيح عليه السلام زورا وبهتانا أظهرته أنه لا يتصف بصفات الرجولة، والأمثلة على ذلك كثيرة كقصة مريم المجدلية وغيرها. ومن العجيب أن حضرته قد بيَّن الأثر النفسي الذي كان له دور في الانحلال عند النساء في أوروبا، وهو أنهن لا يتوقعن من رجل متدين خلوق أن يكون رجلا حقيقة أو مهتما بالنساء، بل الواجب على المتدين أن يعتزل النساء ويترهبن، فهذا أدى إلى جذبهن للرجال الذين لا يميلون للدين والعفة ولذلك أصبحن يرغبن في الإغراء لجذب هؤلاء الرجال.
وقد ذكر حضرته عليه الصلاة والسلام أيضا أن الخلل في تعاليم الإنجيل كان لها دور أيضا في الانحلال، ومن أهم هذه التعاليم هو نهي الإنجيل عن النظر بشهوة فقط، بينما يأمر القرآن الكريم بغضِّ البصر وينهى عن التمعن في المرأة ومفاتنها دون قيود، كما أمر المرأة أيضا بغضِّ بصرها، وهذا لأنه لا يستطيع الرجل أو المرأة أن يعرفا متى ستبدأ الشهوة بالتحرك إذا كانا سينظران إلى بعضهما بحرية. فمما قاله في هذا السياق:
“لقد أعطتكم تعاليم يسوع الحرية الكاملة وغضت النظر عن جميع الشروط الضرورية فأهلكت أوروبا حتى انتشر في أهلها الفسق والفجور وأضحوا كالخنازير والكلاب، ووصلت الوقاحة فيها إلى حد يُكتب فيه على علب الحلويات ” يا حبيبتي، أعطيني قبلة! ” هذه الذنوب على عاتق من ستكون؟ لا شك أنها على عاتق يسوع الذي أعطى هذه التعاليم وسمح للشباب والفتيات بالنظر إلى بعضهم البعض دون قصد الزنا. أيها الغافل! هل قصد الزنا في خيار الإنسان؟ إن من سينظر إلى النساء غير المحارم بالنهاية سينظر بنية الشهوة أيضاً لأن الأهواء موجودة في كل إنسان، وتخبرنا التجربة بصوت عال أن النظر إلى النساء من غير المحارم لا يؤدي إلى عاقبة حميدة، فقد شاع الزنى في أوروبا، لكن ما سببه؟ السبب أن أهلها تعودوا على النظر إلى النساء بحرية، فأذنبت الأبصار أولا ثم أصبح العناق أمراً اعتيادياً ثم تطوروا وتعودوا على القبلات، حتى المدرسون في أوروبا يذهبون بتلميذاتهم البالغات إلى بيوتهم فيقبلونهن ولا يعترض عليهم أحد، ويُكتب على علب الحلويات كلمات مبنية على الفسق والفجور، وتظهر النساء في صور سيئة للغاية وتقدمن أنفسهن في الصور ليخبرن عن جمالهن وجمال أنوفهن وعيونهن، وتُكتب الروايات على عشاقهن، يجري نهر السيئات فيها، فيعجز أهل أوروبا عن حفظ آذانهم أو عيونهم أو أيديهم أو أفواههم، فهذه عاقبة تعاليم يسوع. ليت هذا الشخص لم يأت إلى العالم حتى لا تظهر هذه السيئات أبداً. لقد قضى هذا الشخص على العفة والتقوى، ونشر الإلحاد والإباحة في البلاد، فلا توجد عبادة ولا مجاهدة إلا الأكل والشرب أو خيانة الأعين ولا يوجد همّ آخر. ثم زادهم سماً على سم وجعلهم يتجرؤون على الذنوب بناء على آمال كاذبة للكفارة. مَن من العاقلين يصدّق أن زيداً أخذ الدواء المسهل وخرجت المواد الفاسدة من عَمرو؟ لا تذهب السيئة حقيقة إلا إذا حلت الحسنة محلها، وهذه تعاليم القرآن الكريم.” (نور القرآن)
هذه الأقوال تصلح لتكون بذرة للقيام ببحوث نفسية اجتماعية مطولة حول أثر التعاليم على المجتمعات. وهذه بعض من درر الحكم العدل خادم النبي صلى الله عليه وسلم وبطل الإسلام في بعثته الثانية.
(ملاحظة: يسوع الإنجيلي مدعي الألوهية شخصية متخيلة لا علاقة لها بالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام. وعندما يذكر المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام لفظ يسوع فإنما يقصد تلك الشخصية التخيلية، أما عيسى عليه السلام فقد ذكر مرارا أنه بريء من هذا كله، وهو نبي مكرم نؤمن به ونصلي ونسلم عليه)
شكرا.يسوع الانجيلي”ما بنيى على باطل نتيجته باطلة.